حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تشبيه الرسول ﷺ حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة مكة

عن عبد الله بن الزُّبير: أن رسول الله ﷺ قال في حجّة الوداع: «أي بلد أحرم؟» قيل: مكة. فقال: «أي شهر أحرم؟» قال: ذو الحجة. قال: «أي يوم أحرم؟» قال: يوم النحر يوم الحجّ الأكبر، فقال رسول الله ﷺ: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربّكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله دم».

حسن: رواه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب العالية (١١٣٣)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٨٢) كلاهما من طريق أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، حَدَّثَنَا مالك بن سعير، حَدَّثَنَا فرات بن الأحنف، حَدَّثَنِي أبي، عن عبد الله بن الزُّبير فذكره.

عن عبد الله بن الزُّبير: أن رسول الله ﷺ قال في حجّة الوداع: «أي بلد أحرم؟» قيل: مكة. فقال: «أي شهر أحرم؟» قال: ذو الحجة. قال: «أي يوم أحرم؟» قال: يوم النحر يوم الحجّ الأكبر، فقال رسول الله ﷺ: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربّكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله دم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشرح نافعاً ومفيداً.
الحديث الشريف: عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال في حجة الوداع: «أي بلد أحرم؟» قيل: مكة. فقال: «أي شهر أحرم؟» قال: ذو الحجة. قال: «أي يوم أحرم؟» قال: يوم النحر يوم الحج الأكبر، فقال رسول الله ﷺ: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله دم».


1. شرح المفردات:


* أحرم: المقصود هنا المعنى الأعم، أي أصبح ذا حرمة وقداسة ومُنِعَ من انتهاكه، وليس المقصود إحرام الحج فقط.
* حرمة: المنع والحماية. فالحرمة تعني أن الشيء مُصَانٌ ومُحَاطٌ بسياج من المنع والتوقير.
* يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أول أيام عيد الأضحى، وفيه يذبح الحجاج هديهم.
* يوم الحج الأكبر: هو يوم النحر، سُمي بذلك لعظم أفعال الحج فيه من رمي الجمرات والحلق والذبح والطواف، وقيل لأن خطبة النبي ﷺ كانت فيه.
* إلى أن تلقوا ربكم: أي إلى أن تموتوا وتقفوا بين يدي الله للحساب.
* يهراق: يُسفك ويُراق.


2. شرح الحديث:


وقع هذا الخطاب العظيم من النبي ﷺ في حجة الوداع، في اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر) بمنى، بعد أن أكمل الناس مناسك حجهم.
* التمهيد بالسؤال: بدأ النبي ﷺ خطبته بأسلوب بليغ، يسأل أصحابه أسئلة يعرفون إجابتها يقيناً:
* «أي بلد أحرم؟» فأجابوا: مكة. وهي بلد الله الحرام، الذي جعله آمناً.
* «أي شهر أحرم؟» فأجابوا: ذو الحجة. وهو من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال.
* «أي يوم أحرم؟» فأجابوا: يوم النحر. وهو أعظم أيام السنة على الإطلاق.
* ربط الحرمات: بعد أن أقروا بعظمة حرمة هذا المكان (مكة)، وهذا الزمان (شهر ذي الحجة ويوم النحر)، قرر النبي ﷺ الحكم العظيم، وهو أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم أعظم من حرمة المكان والزمان. فإذا كان هذا البلد والشهر واليوم بهذه المنزلة من الحرمة والتقديس عندكم، فاعلموا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم لها حرمة أعظم وأشد، وهي حرمة دائمة مستمرة "إلى أن تلقوا ربكم"، وليست مؤقتة بيوم أو شهر.
* التأكيد والتحذير: ختم ﷺ كلامه بقوله: "فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله دم". وهذا تحذير شديد من إراقة الدماء بغير حق، خاصة في الأماكن المقدسة، وهو يشمل بطريقة أولى كل مكان.


3. الدروس المستفادة منه:


1- قدسية النفس البشرية: يؤكد الحديث على حرمة دم المسلم وعرضه وماله، وأن الاعتداء عليها من أكبر الكبائر. فالحقوق في الإسلام مصانة، وأعظمها حق الحياة.
2- تحريم الظلم والعدوان: النهي واضح عن كل صور العدوان والاعتداء على الآخرين، سواء كان بالقتل أو الضرب أو السرقة أو الغصب.
3- وحدة الأمة: الخطاب موجه للجميع ("دماءكم وأموالكم")، مما يؤكد على أن المسلمين أمة واحدة، يجمعهم دم واحد وأخوة إيمانية، يحرم الاعتداء عليها.
4- استمرار الحرمة: الحرمة ليست مؤقتة بل هي دائمة مستمرة طوال الحياة ("إلى أن تلقوا ربكم")، مما يقطع الطريق على أي تبرير للاعتداء في أي وقت.
5- الحكمة في الدعوة والتعليم: أسلوب النبي ﷺ في السؤال أولاً لجذب الانتباه وتركيز الأذهان، ثم ربط الجواب بما هو معروف ومُقّر، هو من أعظم أساليب التعليم والإقناع.
6- التأكيد على قيم الأمن والاستقرار: يريد الإسلام بناء مجتمع آمن، يطمئن فيه الناس على أرواحهم وأموالهم، وهذا الحديث من الأسس التي تقوم عليها دولة الإسلام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع الشهيرة، التي تعد دستوراً كاملاً للحقوق والواجبات في الإسلام، والتي قال فيها النبي ﷺ أيضاً: «إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».
* يستدل العلماء بهذا الحديث على تحريم القتل والانتحار والسرقة والغصب وكل أنواع الاعتداء على المال والعرض.
* الحديث يظهر عظمة الشريعة الإسلامية في حفظ الضرورات الخمس: (الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحترمون حرمات الله، ويصونون دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لتعاليم ديننا
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب العالية (١١٣٣)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٨٢) كلاهما من طريق أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، حَدَّثَنَا مالك بن سعير، حَدَّثَنَا فرات بن الأحنف، حَدَّثَنِي أبي، عن عبد الله بن الزُّبير فذكره.
وإسناده حسن من أجل مالك بن سعير فإنه حسن الحديث.
وفرات بن الأحنف مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه رفض.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

  • 📜 حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب