حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم مكة والمدينة

عن عبد الله بن زيد عن النَّبِيّ ﷺ: «أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في كتاب البيوع (٢١٢٩) من رواية وهيب - ومسلم في كتاب الحجّ (١٣٦٠ - ٤٥٥) من رواية عبد العزيز بن المختار، وسليمان بن بلال - ثلاثتهم عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباد بن تميم الأنصاري، عن عبد الله بن زيد فذكره.

عن عبد الله بن زيد عن النَّبِيّ ﷺ: «أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم ﵇ لمكة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة».

أولاً. شرح المفردات:


● حَرَّمَ: أي جعلها حرمًا آمناً، له حرمة وقدسية خاصة، يحرم فيها القتال والصيد وقطع الشجر.
● مكة: الكعبة المشرفة وما حولها من الحرم المكي.
● دعا لها: سأل الله تعالى لها بالبركة والخير.
● المدينة: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة.
● مَدْهَا وَصَاعِهَا: المَدُّ والصاعُ مكيالان للأطعمة، والمراد البركة في الأقوات والرزق.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم بأمرين عظيمين:
1- تشريف مكة على لسان خليل الله إبراهيم عليه السلام:
- فقد حرم إبراهيم عليه السلام مكة، أي جعلها الله على لسانه حرمًا آمناً له حرمته وقدسيته، يحرم فيها ما يحرم من القتال وغير ذلك. وهذا ثابت في قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125].
- ودعا لها إبراهيم عليه السلام بالبركة كما في قوله تعالى في دعائه: {رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [البقرة: 126].
2- تشريف المدينة المنورة على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
- فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى حرم المدينة كما حرم إبراهيم مكة. فلها حرمة عظيمة، يحرم فيها القتال، وصيدها، وقطع شجرها، كما جاء في أحاديث أخرى.
- وأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة في "مدها وصاعها" – أي في مكاييل الطعام والغلال – أن يبارك الله لها في أرزاقها وقوتها، كما دعا إبراهيم لمكة. وهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته واهتمامه بأمور معاشهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة: يؤكد الحديث على المكانة العظيمة التي اختص الله بها هذين الحرمين الشريفين، مما يوجب على المسلمين تعظيمهما والتأدب بآدابهما.
2- بركة الدعاء الصالح: فيه بيان أثر دعاء الأنبياء، فدعوة إبراهيم لمكة ودعوة محمد للمدينة كانتا سببًا في البركة والأمن والرخاء لهذين البلدين.
3- اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء السابقين: حيث سار على منهاجهم، ووحَّد دعوتهم، فكما خص الله مكة بدعوة إبراهيم، خص المدينة بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
4- الاهتمام بالدعاء للأمة الإسلامية: فيه حث للدعاء للمسلمين بالبركة في الأرزاق والأقوات، والحرص على صلاح المعاش والمعاد.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من جوانب الرحمة والنبوة، حيث جمع بين تشريف المكانين وتبرك الأمة بهما.
- وقد استجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم للمدينة، فكانت -وما زالت- مثالاً للبركة في الرزق والخير، برغم طبيعة أرضها التي ليست بخصبة كغيرها، فكانت بركة الدعاء.
- ويدل الحديث أيضًا على فضل عبد الله بن زيد رضي الله عنه راوي الحديث، وهو الذي أري الأذان في المنام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*والحمد لله رب العالمين*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في كتاب البيوع (٢١٢٩) من رواية وهيب - ومسلم في كتاب الحجّ (١٣٦٠ - ٤٥٥) من رواية عبد العزيز بن المختار، وسليمان بن بلال - ثلاثتهم عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباد بن تميم الأنصاري، عن عبد الله بن زيد فذكره.
وفي لفظ: «وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة». أخرجه مسلم في كتاب الحجّ (١٣٦٠ - ٤٥٤) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
فخالف الدراوردي في روايته عن عمرو بن يحيى المازني، الثلاثة المذكورين من أصحاب عمرو فذكر: «بمثلي» والقول ما قاله الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

  • 📜 حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحريم إبراهيم مكة ودعاؤه لها وحرمت المدينة كذلك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب