حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم مكة والمدينة

عن أبي سعيد مولى المهري: أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة. وأنه أتى أبا سعيد الخدريّ. فقال له: إني كثير العيال. وقد أصابتنا شدة. فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف. فقال أبو سعيد: لا تفعل، الزم المدينة، فإنا خرجنا مع نبي الله ﷺ (أظن أنه قال) حتَّى قدّمنا عسفان. فأقام بها ليالي. فقال الناس: والله! ما نحن ههنا في شيء. وإن عيالنا لخلوف، ما نأمن عليهم. فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فقال: «ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟». (ما أدري كيف قال). قال والذي أحلف به أو والذي نفسي بيده لقد هممت أو إن شئتم (لا أدري أيتهما قال) لآمرن بناقتي ترحل ثمّ لا أحل لها عقدة حتَّى أقدم المدينة». وقال: «اللهم! إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما، وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إِلَّا لعلف، اللهم! بارك لنا في مدينتنا، اللهم! بارك لنا في صاعنا، اللهم! بارك لنا في مدنا، اللهم! بارك لنا في صاعنا، اللهم! بارك لنا في مدنا، اللهم! بارك لنا في مدينتنا، اللهم! اجعل مع البركة بركتين، والذي
نفسي بيده! ما من المدينة من شعب ولا نقب إِلَّا عليه ملكان يحرسانها حتَّى تقدموا إليها». ثمّ قال للناس: «ارتحلوا». فارتحلنا فأقبلنا إلى المدينة، فوالذي نحلف به أو يحلف به (الشك من حمّاد) ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتَّى أغار عليها بنو عبد الله بن غطفان، وما يهيجهم قبل ذلك شيء.

صحيح: رواه مسلم في كتاب الحجّ (١٣٧٤ - ٤٧٥) عن حمّاد بن إسماعيل ابن علية، حَدَّثَنَا أبي، عن وهيب، عن يحيى بن أبي إسحاق، أنه حدث، عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.

عن أبي سعيد مولى المهري: أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة. وأنه أتى أبا سعيد الخدريّ. فقال له: إني كثير العيال. وقد أصابتنا شدة. فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف. فقال أبو سعيد: لا تفعل، الزم المدينة، فإنا خرجنا مع نبي الله ﷺ (أظن أنه قال) حتَّى قدّمنا عسفان. فأقام بها ليالي. فقال الناس: والله! ما نحن ههنا في شيء. وإن عيالنا لخلوف، ما نأمن عليهم. فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فقال: «ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟». (ما أدري كيف قال). قال والذي أحلف به أو والذي نفسي بيده لقد هممت أو إن شئتم (لا أدري أيتهما قال) لآمرن بناقتي ترحل ثمّ لا أحل لها عقدة حتَّى أقدم المدينة». وقال: «اللهم! إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما، وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إِلَّا لعلف، اللهم! بارك لنا في مدينتنا، اللهم! بارك لنا في صاعنا، اللهم! بارك لنا في مدنا، اللهم! بارك لنا في صاعنا، اللهم! بارك لنا في مدنا، اللهم! بارك لنا في مدينتنا، اللهم! اجعل مع البركة بركتين، والذي
نفسي بيده! ما من المدينة من شعب ولا نقب إِلَّا عليه ملكان يحرسانها حتَّى تقدموا إليها». ثمّ قال للناس: «ارتحلوا». فارتحلنا فأقبلنا إلى المدينة، فوالذي نحلف به أو يحلف به (الشك من حمّاد) ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتَّى أغار عليها بنو عبد الله بن غطفان، وما يهيجهم قبل ذلك شيء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، فيه من الفوائد والعبر ما ينفع المسلم في دينه ودنياه. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا وفق المنهج المطلوب، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الحج، باب فضل المدينة وأنها تنفي الخبث، وهو من الأحاديث الصحيحة في فضل المدينة المنورة وتحريمها.
### ثانيًا. شرح المفردات
● جهد وشدة: قحط ومجاعة.
● الريف: الأراضي الزراعية خارج المدينة.
● عسفان: مكان بين مكة والمدينة.
● خلوف: جمع خَلِف (بكسر اللام)، أي ضعيف لا يقوى على حماية نفسه.
● مأزميها: المضيقان أو المدخلان، وقيل جبلاها.
● يهرق فيها دم: يُسفك.
● لا تخبط فيها شجرة: لا تُقطع.
● شعب ونقب: الطرق والمسالك بين الجبال.
● يهيجهم: يثيرهم للقتال.
### ثالثًا. شرح الحديث
يبدأ الحديث بقصة أبي سعيد مولى المهري، الذي جاء إلى الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يشكو ضيق الحال وكثرة العيال في فترة مجاعة بالمدينة، ويفكر في الانتقال إلى الريف طلبًا للرزق. هنا ينهيه أبو سعيد الخدري عن ذلك ويأمره بالالتزام بالمدينة، ثم يروي له سبب ذلك النهي.
فيروي قصة حدثت في غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الجيش معسكرًا في عسفان، وبدأ الناس يتذمرون ويقلقون على أهلهم في المدينة، ويشكون من وضعهم. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم كلامهم، جمعهم وأخبرهم بخطورة ما يفكرون فيه من التخلي عن المدينة، بل وحلف أنه كان على وشك أن يرجع فورًا إليها، تأكيدًا على مكانتها وأهمية الثبات فيها.
ثم يرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه بالدعاء، فيحرم المدينة كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة، ويضع لها أحكامًا خاصة:
1. تحريم إراقة الدماء فيها.
2. تحريم حمل السلاح فيها للقتال.
3. تحرم قطع أشجارها إلا لغرض معلوم كعلف الدواب.
ويدعو صلى الله عليه وسلم لها بالبركة في مكيالها (الصاع والمد) وفي أرزاقها بشكل عام، ويكرر الدعاء تأكيدًا. ثم يختم بأمر عظيم، وهو أن للمدينة حماية إلهية، حيث جعل الله عليها ملائكة تحرس مداخلها وطرقها من كل شر.
وفي ختام القصة، يخبر الراوي أنهم ما كادوا يصلون إلى المدينة حتى هاجمها الأعداء (بنو عبد الله بن غطفان)، ولكنهم فشلوا بفضل الله ثم ببركة هذه الحماية والبركة.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- فضل المدينة المنورة ومكانتها: فهي دار الهجرة، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي محرمة لها حرمة خاصة.
2- البركة في البقاء في أماكن الخير: فالتمسك بالمدينة فيه خير ورزق، حتى وإن بدا للناس غير ذلك.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن السعي للرزق، لكنه بين أن البركة في الطاعة والثبات.
4- تحريم الإضرار بالمدينة: من قطع أشجارها أو إراقة دماء فيها أو إفساد أمنها.
5- قوة الدعاء النبوي: فدعاؤه صلى الله عليه وسلم للمدينة بالبركة和保护ية لا يزال يؤتي أكله إلى يوم القيامة.
6- التثبت في الأمور وعدم الاستعجال: فلو خرج ذلك الرجل لعياله من المدينة لخسر بركتها وأمنها.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- يستحب للمسلم إذا زار المدينة أن يتذكر فضلها ويحافظ على أدبها.
- الأحاديث في فضل المدينة كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد».
- البركة في المدينة حقيقة لا مجاز، يشعر بها الصالحون والمقيمون فيها.
- يستفاد من الحديث أهمية طاعة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الأمور التي لا نعرف حكمتها ظاهرًا.
أسأل الله أن يرزقنا زيارة المدينة والإقامة فيها، وأن يتوفانا فيها كما توفي فيها خير البرية صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الحجّ (١٣٧٤ - ٤٧٥) عن حمّاد بن إسماعيل ابن علية، حَدَّثَنَا أبي، عن وهيب، عن يحيى بن أبي إسحاق، أنه حدث، عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

  • 📜 حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم بارك لنا في مدينتنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب