حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عودة الإيمان إلى مكة والمدينة

عن سعد بن أبي وقَّاص، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الإيمان بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده! ليأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأزر الحية في جحرها».

حسن: رواه أحمد (١٦٤٠)، وأبو يعلى (٧٥٦)، والبزّار (١١١٩) كلّهم من طرق عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي حازم، عن ابن سعد - عن سعد قال البزّار: أحسبه عامرا -.

عن سعد بن أبي وقَّاص، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الإيمان بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده! ليأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأزر الحية في جحرها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يصف حال الإيمان وأهله في أول الزمان وآخره، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● بدأ غريبًا: أي ظهر الإسلام في بدايته قليلاً غريبًا بين الناس، وكان أهله مستضعفين مستهدفين.
● وسيعود غريبًا: سيرجع الإيمان قليلاً غريبًا بين الناس في آخر الزمان، حين يكثر الفساد ويقل الخير.
● فطوبى يومئذ للغرباء: الطوبى هي الجنة والغبطة والسعادة، والغرباء هم الذين يثبتون على دينهم حين يتركه الناس.
● ليأرز الإيمان: أي ليجتمع ويلتزم ويختفي، من الأرز وهو التجمع والرجوع.
● بين هذين المسجدين: أي مسجد مكة (المسجد الحرام) ومسجد المدينة (المسجد النبوي).
● كما تأزر الحية في جحرها: أي كما تلتف الحية وتتجمّع في جحرها خوفاً من الأذى.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حال الإيمان عبر الزمان، فيقول:
1- "إن الإيمان بدأ غريبًا": عندما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، كان الإسلام غريبًا بين الناس، وقليلون هم الذين آمنوا به، وكانوا يعانون من الأذى والاستهزاء.
2- "وسيعود غريبًا كما بدأ": ثم يخبر أن الإيمان سيعود في آخر الزمان إلى حال الغربة، حيث يقل أهله، ويكثر الفساد، ويصبح التمسك بالدين شيئاً نادراً.
3- "فطوبى يومئذ للغرباء": ثم يبشر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الغرباء الذين يثبتون على الدين حين ينحرف الناس، بأن لهم الجنة والسعادة.
4- "ليأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأزر الحية في جحرها": ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه (وهو القسم بأغلى ما يمين به) أن الإيمان سيجتمع ويتركز في منطقة الحجاز (بين مكة والمدينة) كما تلتف الحية في جحرها خوفاً من الخروج، وذلك إشارة إلى أن مركز القوة الإسلامية والعلم والدعوة سيكون هناك، وأن أهل الإيمان سيجتمعون فيه كما يلتوي الحي في مأمنه.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر عن أمور غيبية وقعت كما قال، ومنها أن الإيمان سيعود غريبًا، وهذا ما نراه في زماننا حيث قلّ التمسك بالإسلام الصحيح، وكثرت الفتن.
2- الصبر على الغربة الدينية: فالمسلم قد يعيش في زمان أو مكان يكون فيه غريباً بدينه، فيجب عليه الصبر والثبات.
3- بشرى للثابتين على الدين: أن لهم الجنة والسعادة، ولو كانوا قلة بين الناس.
4- الأمل في بقاء الإسلام: رغم غربته، إلا أنه سيبقى في مكانه آمناً (بين المسجدين) حتى قيام الساعة.
5- الحث على لزوم جماعة المسلمين: والتمسك بالسنة حين يفشو البدع والضلالات.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بــ "حديث الغربة"، وهو يدل على أن الإسلام بدأ قليلاً ثم انتشر، ثم سيعود قليلاً في آخر الزمان.
- والغرباء أنواع: غرباء بين الكفار، وغرباء بين الفساق، وغرباء بين أهل البدع، وأعلى الغرباء من يصلح نفسه إذا فسد الناس.
- ينبغي للمسلم أن يكون فخوراً بدينه، حتى لو كان غريباً، وأن لا يغتر بكثرة الضالين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٤٠)، وأبو يعلى (٧٥٦)، والبزّار (١١١٩) كلّهم من طرق عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي حازم، عن ابن سعد - عن سعد قال البزّار: أحسبه عامرا -.
قال الأعظمي: وهو كما حسب فقد جاء تصريحه في كتاب الإيمان لابن مندة (٤٢٤) بأنه عامر بن سعد.
وإسناده حسن من أجل أبي صخر وهو حميد بن زياد الخراط وهو «صدوق» من رجال مسلم.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢٧٧): «رواه أحمد والبزّار وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصَّحيح».
قوله: «بين المسجدين» أي مكة والمدينة أراد بالمسجدين المدينتين.
وقوله: «غرباء» أي أن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة. ثمّ انتشر وظهر، ثمّ سيلحقه النقص والإخلال حتَّى لا يبقى إِلَّا في أحاد وقلة أيضًا كما بدأ. وجاء في الحديث تفسير الغرباء وهم النزاع من القبائل.
وقال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هاجروا أوطانهم إلى الله تعالى. شرح النوويّ. وانظر للمزيد: كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

  • 📜 حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب