حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن حمل السلاح في مكة بلا حاجة
صحيح: رواه البخاريّ في العيدين (٩٦٧) عن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنِي إسحاق بن عمرو بن سعيد بن العاص فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب "الاستئذان"، باب "إذا دخل على مريض وهو يكره ذلك"، وهو حديث له قصة عظيمة وعبرة بليغة.
أولاً: ترجمة الرجال:
● الراوي: إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو ثقة من رجال البخاري.
● عن أبيه: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو ثقة أيضًا.
● الراوي عنهما: الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أحد كبار الصحابة وأعلمهم بسنن النبي صلى الله عليه وسلم.
● الشخصية المذكورة: الحجاج بن يوسف الثقفي، والي بني أمية المعروف بشدته وبطشه.
ثانياً: شرح مفردات الحديث:
● "كيف هو؟": سؤال الحجاج عن حال ابن عمر، أي كيف صحته؟
● "صالح": أجابه ابن عمر بكلمة موجزة تفيد أن حاله ليس بخير، بل هو مريض، ولم يقل "بخير" أو "جيد" مما يدل على تألمه.
● "من أصابك؟": سأله الحجاج: من الذي تسبب في مرضك أو أذاك؟
● "أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله": هذه هي العبرة العظيمة في الحديث. أجابه ابن عمر بتلميح واضح دون تصريح، قائلاً: "أصابني الذي أمر الناس بحمل السلاح في يوم لا يجوز فيه ذلك"، وهو يشير إلى الحجاج نفسه.
ثالثاً: شرح الحديث وفقهه:
تدور قصة هذا الحديث حول موقف للصحابي الجليل عبد الله بن عمر مع الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي كان واليًا على المدينة ثم على العراق في عهد الدولة الأموية، وكان مشهورًا بالقسوة والشدة.
1- الزيارة غير المرغوب فيها: يدخل الحجاج على ابن عمر وهو مريض، وابن عمر - رضي الله عنه - كان يكره الحجاج ويذمه لما فيه من ظلم وفساد في الأرض. وهذا يدل على جواز زيارة المريض حتى لو كان من غير الأصحاب أو ممن لا يحبهم، ولكن ينبغي للمريض أن يصبر ويتحمل.
2- الأدب مع الظالم في القول: عندما سأل الحجاج ابن عمر: "من أصابك؟" لم يقل له ابن عمر صراحة: "أنت الذي أصبتني"، بل قال عبارة موحية ومحتملة: "أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله". وهذا من فقه ابن عمر وحكمته؛ حيث خاف من شر الحجاج وظلمه، فلم يصرح باسمه، بل اكتفى بالإشارة التي يفهمها الحجاج ويعرف أنه المقصود بها. وهذا من باب دفع الشر عن النفس، وهو جائز بل قد يكون واجبًا.
3- سبب المرض والأذى: يشير ابن عمر إلى أن سبب مرضه وكربه هو ما فعله الحجاج من إرهاب الناس وإجبارهم على حمل السلاح في أيام الحج أو في الحرم، وهو أمر محرم شرعًا. فقد كان الحجاج يستعمل القوة والعنف في التعامل مع الناس، مما سبب الخوف والرعب للصالحين مثل ابن عمر، وكان هذا سببًا في مرضه وهمه.
4- الموقف من الحاكم الظالم: يبين هذا الحديث موقف المسلم من الحاكم الظالم، وهو أن لا يواجهه بالعنف أو الخروج عليه إذا كان ذلك يؤدي إلى فتنة أكبر، ولكن لا يقرّه على ظلمه ولا يمدحه، بل يبين الحق بأسلوب حكيم لا يؤدي إلى مفسدة أكبر.
رابعاً: الدروس والعبر المستفادة:
1- الحكمة في التعامل مع أهل السلطة والظالمين: ينبغي للمسلم أن يكون حكيمًا في كلامه، خاصة مع من يخاف شره، فلا يصرح بما يغضبه إذا كان في الصمت أو التلميح مصلحة أو دفعٌ لشر أعظم.
2- الصبر على أذى الظالمين: كان ابن عمر يصبر على أذى الحجاج ولا يثور عليه، وهذا من تمسكه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم الخروج على الحكام ما أقاموا الصلاة.
3- تحريم إرهاب المسلمين وإيذائهم: ما فعله الحجاج من حمل السلاح وإرهاب الناس في الأماكن الآمنة (كالحرم) هو من الأفعال المحرمة التي تسبب الفتنة وتنشر الخوف.
4- زيارة المريض: يستحب زيارة المريض حتى لو كان الزائر من غير المقربين، ولكن ينبغي للزائر أن يكون لطيفًا في كلامه وأن لا يثقل على المريض.
5- لا يجوز مدح الظالم أو الإشادة به: لم يمدح ابن عمر الحجاج مع أنه زاره، بل كان صادقًا في قوله، ولم يقل إلا الحق.
خامساً: معلومات إضافية:
- هذا الموقف يدل على شجاعة ابن عمر وأخلاقه العالية، حيث لم يخف في الحق لومة لائم، ولكنه قاله بأسلوب حكيم.
- الحجاج بن يوسف كان من ولاة بني أمية، وعُرف بالبطش والقسوة، وكان له دور في قمع بعض الثورات، ولكن أفعاله كانت فيها تجاوزات شرعية كبيرة.
- استشهد ابن عمر رضي الله عنه بعد هذه الحادثة، وقيل إن الحجاج كان سببًا في موته بسبب الأذى الذي причиنه له.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا من أهل السنة والجماعة، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
والحديث ظاهره موقوف لكنه له حكم الرفع لأن حمل السلاح في مكة بلا حاجة محرم كما ثبت عن النَّبِيّ ﷺ، فلعل الصحابي استند إليه.
ورواه البخاريّ أيضًا (٩٦٦) عن زكريا بن يحيى أبو السكين، حَدَّثَنَا المحاربي، حَدَّثَنَا محمد بن سوقة، عن سعيد بن جبير قال: قال كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ الحجاج فجعل يعوده فقال الحجاج: لو نعلم من أصابك، فقال ابن عمر: أنت أصبتني، قال: وكيف؟، قال: حملتَ السلاج في يوم لم يكن يحمل فيه، وأدخلت السلاح الحرم، ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 136 حديثاً له شرح
- 13 اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم وصاعهم
- 14 اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة
- 15 صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا...
- 16 صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا...
- 17 صلاة في مسجد الرسول أفضل من ألف صلاة فيما سواه...
- 18 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
- 19 لا تسافر المرأة يومين إلا مع زوجها أو ذو محرم
- 20 اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة
- 21 إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ
- 22 الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ
- 23 ليس له من نقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها
- 24 المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة
- 25 لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط إلا من...
- 26 حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
- 27 إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس
- 28 إِنَّ هذا البلد لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده
- 29 مكة حرام إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر...
- 30 إن الزمان قد استدار كهيئته
- 31 أتدرون أي يوم هذا وأي بلد هذا وأي شهر هذا
- 32 حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم
- 33 دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
- 34 أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟
- 35 أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟
- 36 رحم الله من سمع مقالتي فوعاها
- 37 لا يحل لأحدكم أن يحمل السلاح بمكة
- 38 من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
- 39 حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد
- 40 حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد
- 41 ولولا أني أخرجت منك ما خرجت
- 42 أحب البلاد إلى الله البلد الحرام
- 43 ما أطيبك من بلد وأحبك إلي
- 44 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم...
- 45 بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعون سنة
- 46 خروج النبي ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد...
- 47 يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت...
- 48 لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء...
- 49 الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من اللبن
- 50 الحجر له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يوم القيامة
- 51 طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
- 52 مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
- 53 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام وشفاء
- 54 نِعمَ المقبرةُ هذه
- 55 قبور الأنبياء بين زمزم والحجر
- 56 المدينة طابة كما سماها الله تعالى
- 57 هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة
- 58 إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته
- 59 اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
- 60 اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وقليلنا وكثيرنا
- 61 ما بين لابتيها حرام
- 62 المدينة حرم آمن
معلومات عن حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
📜 حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








