حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تشبيه الرسول ﷺ حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة مكة

عن جبير بن مطعم أنه شهد خطبة رسول الله ﷺ يوم عرفة في حجّة الوداع: «أيها الناس! إني والله! لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا، فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها، فرب حامل فقه ولا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذا البلد، واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

حسن: رواه الدَّارميّ (٢٣٣) عن سليمان بن داود الزهراني، أنبأنا إسماعيل هو ابن جعفر، حَدَّثَنَا
عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه فذكره.

عن جبير بن مطعم أنه شهد خطبة رسول الله ﷺ يوم عرفة في حجّة الوداع: «أيها الناس! إني والله! لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا، فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها، فرب حامل فقه ولا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذا البلد، واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث العظيم الذي يعد من جوامع كلم النبي ﷺ، والذي ألقاه في أقدس الأماكن وأطهر الأيام.

الحديث الشريف:


عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه شهد خطبة رسول الله ﷺ يوم عرفة في حجة الوداع فقال: «أيها الناس! إني والله! لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا، فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها، فرب حامل فقه ولا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذا البلد، واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

1. شرح المفردات:


● لا أدري لعلي لا ألقاكم: تعبير يدل على ترجي عدم اللقاء، وكانت إشارة إلى قرب وفاته ﷺ.
● وعاها: حفظها وفهمها وعمل بها.
● حامل فقه: الشخص الذي يحمل العلم الشرعي.
● ولا فقه له: لا فهم عنده لهذا العلم ولا عمل به.
● حرام: محرمة ومحظورة لا يجوز الاعتداء عليها.
● كحرمة هذا اليوم: يوم عرفة وهو من أيام الحرم.
● لا تغل: لا تحمل غلاً أو حقداً أو خيانة.
● مناصحة أولي الأمر: النصيحة للقادة والحكام بالخير والمعروف.
● لزوم جماعة المسلمين: الاعتصام بوحدة الأمة وطاعة الإمام.
● دعوتهم: دعوى الإسلام وولاية الجماعة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث جزء من خطبة الوداع العظيمة التي جمعت أهم الوصايا والأحكام، ويمكن تقسيم شرحه إلى عدة أجزاء:
الجزء الأول: التذكير بقرب الأجل
قوله ﷺ: «إني والله! لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا» - هذه كلمة مؤثرة تظهر صدق النبي ﷺ وحرصه على أمته، حيث يخبرهم بأنه قد قرب أجله لينبههم إلى أهمية ما سيقوله بعد ذلك.
الجزء الثاني: الحث على حفظ العلم ونشره
قوله ﷺ: «فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها» - دعاء بالرحمة لمن حفظ هذه الوصايا وعمل بها.
ثم بين حالين من حالات حاملي العلم:
- «رب حامل فقه ولا فقه له»: وهو الذي يحمل العلم ولكن لا يفهم حقيقته ولا يعمل به، فالعلم حجة عليه.
- «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»: وهو العالم الذي ينقل العلم إلى من هو أحوج إليه أو أقدر على فهمه، وهذا من فضل نشر العلم.
الجزء الثالث: تحريم الدماء والأموال
قوله ﷺ: «اعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم» - تأكيد على حرمة الاعتداء على الأموال والدماء، وهي من الكبائر.
وقوله: «كحرمة هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذا البلد» - تشبيه لحرمة الدماء والأموال بحرمة الزمان والمكان لشدة تحريمها.
الجزء الرابع: الأمور التي تمنع الغل في القلوب
ذكر النبي ﷺ ثلاثة أمور تحفظ القلوب من الغل والحقد:
1. «إخلاص العمل لله»: بأن تكون جميع الأعمال خالصة لوجه الله تعالى.
2. «مناصحة أولي الأمر»: النصيحة للحكام بالطريقة الشرعية، بالرفق والحكمة.
3. «لزوم جماعة المسلمين»: الالتزام بوحدة الأمة وطاعة الإمام البر والفاجر ما لم يأمر بمعصية.
وقوله: «فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»: أي أن جماعة المسلمين ودعوتهم تكون حماية ووقاية لهم من الفتن والاختلاف.

3. الدروس المستفادة:


1. أهمية الاستعداد للموت والتذكير به.
2. فضل حفظ العلم ونشره، والتحذير من حمل العلم بدون عمل.
3. تأكيد حرمة الدماء والأموال وتحريم الاعتداء عليها.
4. الحث على إخلاص النية في جميع الأعمال.
5. وجوب النصيحة لأولي الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.
6. وجوب لزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج على الأئمة.
7. أن الوحدة الإسلامية هي سبب قوة الأمة وحمايتها من الأعداء.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم.
- خطبة الوداع كانت في حجة الوداع سنة 10 هـ، وكانت آخر خطبة public للنبي ﷺ.
- اشتملت خطبة الوداع على أهم المبادئ الإسلامية في الحقوق والواجبات.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم الخروج على الحكام وعلى أهمية الوحدة الإسلامية.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ بلاد المسلمين وأموالهم ودماءهم، وأن يوحد صفوفهم على طاعته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدَّارميّ (٢٣٣) عن سليمان بن داود الزهراني، أنبأنا إسماعيل هو ابن جعفر، حَدَّثَنَا
عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن أبي عمرو وشيخه فإنهما حسنا الحديث.
ورواه أحمد (١٦٧٥٤) من طريق آخر عن عمرو بن أبي عمرو به. وليس فيه: «أن أموالكم ودماءكم حرام ...».
وبمعناه رُوي عن حذيم بن عمرو أنه شهد رسول الله ﷺ في حجّة الوداع فقال: «ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة بلدكم هذا».
رواه أحمد (١٨٩٦٦)، وابن خزيمة (٢٨٠٨) كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة (هو ابن مقسم الضبي)، عن موسى بن زياد بن حذيم السعدي، عن أبيه، عن جده حذيم بن عمرو فذكره.
وموسى بن زياد بن حذيم لم يرو عنه غير المغيرة، وأبوه زياد لم يرو عنه غير ابنه موسى ولم يوثّقهما غير ابن حبَّان فإنه ذكرهما في ثقاته لذا قال عنهما الحافظ «مقبول» يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث ولم أجد لهما متابعا.
وبمعناه ما رُوي عن مخشي بن حجير، حَدَّثَنِي أبي أن نبي الله ﷺ خطب في حجّة الوداع فقال: «يا أيها الناس! أي بلد هذا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فأي شهر هذا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فأي يوم هذا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، كشهركم هذا، كحرمة بلدكم هذا، فليبلغ شاهدكم غائبكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
رواه الحارث بن أبي أسامة (بغية الباحث ٣٨٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (٤/ ٤٠ - ٤١) كلاهما من طرق عن عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي مخشي بن حجير، حَدَّثَنِي أبي فذكره.
وحجير هو ابن أبي حجير الهلالي أو الحنفي ويقال أيضًا: حجر بغير تصغير هكذا ضبطه الحافظ ابن حجر في الإصابة.
ولكن رواه الحاكم (٣/ ٤٧٠) فقال فيه: مخشي بن حجر بن عدي، عن أبيه وهذا وهم فإن حجيرا ليس هو ابن عدي.
وترجمه أيضًا ابن مندة في معرفة الصّحابة فقال: حجير بن أبي حجير أبو مخشى رأى النبي ﷺ في حجّة الوداع ثمّ ذكر الحديث.
قال ابن مندة: هذا إسناد غريب بهذا الإسناد، لا يعرف إِلَّا من هذا الوجه ولكن قال الحافظ ابن حجر: «إسناده صالح» إِلَّا أني لم أجد ترجمة مخشي بن حجير.
وكذا قال أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٧٠): «مخشي بن حجير لم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه مجهول العين لأنه لم يرو عنه إِلَّا عكرمة بن عمار، ولم يذكره ابن حبَّان في ثقاته».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

  • 📜 حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب