حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تشبيه الرسول ﷺ حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة مكة

عن نبيط بن شريط قال: كنت ردف أبي على عجز الراحلة والنبي ﷺ يخطب عند الجمرة فقال: «الحمد لله نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله». «أي يوم أحرم؟» قالوا: هذا، قال: «أي شهر أحرم؟». قالوا: هذا الشهر، قال: «فأي بلد أحرم؟». قالوا: هذا البلد، قال: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
وزاد: «هل بلغت» قالوا: نعم، قال: «اللهم! اشهد، اللهم! اشهد».

صحيح: رواه ابن سعد في الطبقات (٦/ ٣٥) - واللّفظ له -، وأحمد (١٨٧٢٢)، والنسائي في الكبرى (٤٠٨٢) كلّهم من طرق، عن أبي مالك الأشجعي قال: حَدَّثَنَا نبيط بن شريط قال: فذكره.

عن نبيط بن شريط قال: كنت ردف أبي على عجز الراحلة والنبي ﷺ يخطب عند الجمرة فقال: «الحمد لله نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله». «أي يوم أحرم؟» قالوا: هذا، قال: «أي شهر أحرم؟». قالوا: هذا الشهر، قال: «فأي بلد أحرم؟». قالوا: هذا البلد، قال: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
وزاد: «هل بلغت» قالوا: نعم، قال: «اللهم! اشهد، اللهم! اشهد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه نبيط بن شريط عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن نبيط بن شريط قال: كنت ردف أبي على عجز الراحلة والنبي ﷺ يخطب عند الجمرة فقال: «الحمد لله نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله». «أي يوم أحرم؟» قالوا: هذا، قال: «أي شهر أحرم؟». قالوا: هذا الشهر، قال: «فأي بلد أحرم؟». قالوا: هذا البلد، قال: «فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». وزاد: «هل بلغت» قالوا: نعم، قال: «اللهم! اشهد، اللهم! اشهد».


1. شرح المفردات:


● ردف أبي: أي كنت خلف أبي على الدابة.
● عجز الراحلة: مؤخرة الدابة.
● يخطب عند الجمرة: يلقي الخطبة عند جمرة العقبة في منى أثناء الحج.
● أحرم: دخل في الإحرام أو صار حرامًا.
● دماءكم وأموالكم: أي حرمة الاعتداء على الأنفس والأموال.
● حرام عليكم: محرمة الاعتداء عليها.
● كحرمة يومكم هذا: أي كحرمة يوم النحر (أو يوم الحج الأكبر).
● اللهم اشهد: دعاء بأن يكون الله شهيدًا على تبليغ الرسالة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والتي بين فيها أصول الدين وحرمة الدماء والأموال.
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم خطبته بالحمد والثناء على الله، والاستعانة به والاستغفار، ثم الشهادة بالتوحيد وبأن محمدًا عبده ورسوله، ثم أوصى بتقوى الله، وهي وصية جامعة لكل خير.
ثم وجه صلى الله عليه وسلم أسئلة إلى الحاضرين لاستحضار أذهانهم لعظمة الزمان والمكان:
● أي يوم أحرم؟: يعني اليوم الذي أنتم فيه، وهو يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، وهو من أيام الحج المشهودة.
● أي شهر أحرم؟: يعني شهر ذي الحجة، وهو من الأشهر الحرم.
● أي بلد أحرم؟: يعني مكة المكرمة، وهي البلد الحرام.
فبعد أن استقر في أذهانهم عظمة هذا اليوم والشهر والبلد، بين لهم أن حرمة دمائهم وأموالهم مثل حرمة هذا اليوم في هذا الشهر في هذا البلد، أي أنها حرمة عظيمة لا يجوز انتهاكها.
ثم طمأن النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة بقوله: «هل بلغت؟» فأجابوا: نعم، فدعا الله أن يكون شهيدًا على ذلك.


3. الدروس المستفادة:


1- عظمة حرمة الدماء والأموال: فالمسلم لا يحل له الاعتداء على نفس أو مال غيره إلا بحق.
2- التدرج في الإقناع: باستخدام الأسئلة لتركيز الانتباه وتثبيت المعنى.
3- أهمية التوحيد والتقوى: كأساس للدين والأخلاق.
4- التأكيد على تبليغ الرسالة: وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على وصولها كاملة.
5- بيان قداسة الزمان والمكان: مثل أيام الحج وأشهره ومواقعه، مما يعزز الشعور بالعبادة والاحترام.


4. معلومات إضافية:


- هذا الخطاب كان في حجة الوداع، والتي كانت آخر حج للنبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو صحيح بشواهده.
- فيه تحذير من الفتن والاقتتال بين المسلمين، وتأكيد على وحدة الأمة وصيانة حقوقها.
- يستفاد منه أيضًا أهمية التذكير بالحرمات في المجامع الكبيرة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد في الطبقات (٦/ ٣٥) - واللّفظ له -، وأحمد (١٨٧٢٢)، والنسائي في الكبرى (٤٠٨٢) كلّهم من طرق، عن أبي مالك الأشجعي قال: حَدَّثَنَا نبيط بن شريط قال: فذكره. وإسناده صحيح.
والزيادة عند أحمد والنسائي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

  • 📜 حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب