حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يدخل الدَّجال مكة والمدينة

عن فاطمة بنت قيس، قالت: نكحتُ ابن المغيرة ... فذكرتْ قصة نكاحِها، ووفاة زوجها، ثمّ ذكرتْ خطبة النَّبِيّ ﷺ عن قصة الجسّاسة والدجّال وفيها قول الدَّجال: «وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إِلَّا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدًا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها». الحديث بطوله.

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (١١٩: ٢٩٤٢) من طريق عامر بن شراحيل الشعبي، أنه سأل فاطمةَ بنت قيس فقال: حدثيني حديثًا سمعتِيه من رسول الله ﷺ، لا تُسنِديه إلى أحدٍ غيره، فذكرته.

عن فاطمة بنت قيس، قالت: نكحتُ ابن المغيرة ... فذكرتْ قصة نكاحِها، ووفاة زوجها، ثمّ ذكرتْ خطبة النَّبِيّ ﷺ عن قصة الجسّاسة والدجّال وفيها قول الدَّجال: «وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إِلَّا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدًا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها». الحديث بطوله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فهذا حديث عظيم من أحاديث الفتن وأشراط الساعة، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابية الجليلة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وفيه تحذير من فتنة المسيح الدجال، الذي هو أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة.

أولاً. شرح المفردات:


● الجسّاسة: هي الدابة التي كانت تتجسس الأخبار للدجال، وهي من علامات خروجه.
● الدجّال: الكذاب، سُمي بذلك لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يكذب على الله وعلى الناس.
● أوشك أن يؤذن لي: أي قريب أن يُسمح لي بالخروج.
● هبطتها: أي أدخلها وأصل إليها.
● مكة وطيبة: مكة المكرمة، وطيبة هي المدينة المنورة.
● محرمتان علي: أي ممنوعتان عليّ، لا أستطيع دخولهما.
● ملك بيده السيف صلتا: أي ملك شاهر سيفه للدفاع عنهما.
● نقب: الثغرة والمدخل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن نهاية قصة الدجال، حيث يزعم أنه المسيح (أي المسيح المخلص)، ويخبر الناس بأنه على وشك أن يؤذن له في الخروج بشكل كامل.
ثم يصف الدجال قوته وسرعة انتشار فتنته في الأرض فيقول: "فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة"، وهذا يدل على السرعة الهائلة التي سينتشر بها شرره في العالم كله، حيث سيصل إلى كل مكان في مدة وجيزة.
لكن هناك استثناءان عظيمان من هذه الفتنة العامة:
1- مكة المكرمة: حرم الله الآمن.
2- المدينة المنورة: طيبة الطيبة.
فيقول الدجال: "فهما محرمتان علي كلتاهما"، أي أنه يعترف بعجزه عن دخول هاتين المدينتين المقدستين.
ثم يبين سبب هذا المنع والحماية الإلهية: "كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدة منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها".
وهذه الحماية ليست على المداخل فقط، بل شاملة لكل الثغرات والمداخل، كما قال: "وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها". فهي محروسة بحراسة الله تعالى، لا يقربها الدجال ولا فتنته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فتنة الدجال: فهي أعظم فتنة في التاريخ، ويحتاج المسلم إلى الإيمان القوي والعلم الشرعي ليتقي فتنته.
2- مكانة مكة والمدينة: فهما حرمان آمنان بحماية الله تعالى، وهذه من خصائص هذه البقاع الطاهرة.
3- اليقين بحماية الله لأرض الإسلام: فالله تعالى يحفظ بلديه الحرامين من كل شر وكيد.
4- التسلح بالإيمان والعلم: فالنجاة من فتنة الدجال تكون بحفظ الإيمان، والتعوذ من الفتن، وقراءة فواتح سورة الكهف وآخرها.
5- بيان كذب الدجال وادعاءاته: فهو يفتري على الله ويكذب على الناس، ويدعي الألوهية وهو أعجز البشر، عاجز حتى عن دخول مدينتين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من حديث طويل عن فتنة الدجال، وهو متفق على صحته.
- يستحب للمسلم أن يحفظ عشر آيات من سورة الكهف (أولها أو آخرها) لوقايته من فتنة الدجال.
- الدجال إنسان من بني آدم، له صفات خَلقية مميزة (مثل عينه اليمنى عوراء، وكلمة "كافر" مكتوبة بين عينيه)، لكن الله تعالى يمتحن به العباد.
- نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان هو الذي سيقتل الدجال ويخلص البشرية من فتنته.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من فتنة الدجال، ومن كل فتنة ظاهرة وباطنة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (١١٩: ٢٩٤٢) من طريق عامر بن شراحيل الشعبي، أنه سأل فاطمةَ بنت قيس فقال: حدثيني حديثًا سمعتِيه من رسول الله ﷺ، لا تُسنِديه إلى أحدٍ غيره، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

  • 📜 حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب