حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل ماء زمزم
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٧٣) عن هداب بن خالد الأزدي، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة، أخبرنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت، قال: قال أبو ذرّ فذكر حديثًا طويلًا في خروجه من قومه إلى مكة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: «متى كنت ههنا؟». قال: قلت: قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم. قال: «فمن كان يطعمك؟» قال: قلت: ما كان لي طعام إِلَّا ماء زمزم فسمنت حتَّى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوع! قال: «إنَّها مباركة، إنها طعام طعم».
1. شرح المفردات:
● ههنا: هنا، أي في مكة أو عند الكعبة.
● بين ليلة ويوم: أي ما مجموعه ثلاثون يومًا، بما فيها الليالي والأيام.
● عكن بطني: العكن (بضم العين والكاف) هي طيات البطن وثناياه عندما يسمن الإنسان.
● سخفة جوع: السخفة (بفتح السين والخاء) تعني ألم الجوع وخفته ووخزاته.
● طعام طعم: أي أنها تشبع وتغذي كما يغذي الطعام.
2. شرح الحديث:
يُخبر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي ﷺ سأله عن مدة بقائه في مكة، فأجاب أنه مكث هناك ثلاثين يومًا، بين ليلٍ ونهار. فسأله النبي ﷺ: "فمن كان يطعمك؟" أي من كان يُعطيك الطعام خلال هذه المدة؟ فأجاب أبو ذر أنه لم يكن له طعامٌ إلا ماء زمزم، ومع ذلك فقد سمن حتى ظهرت طيات بطنه من السمن، ولم يشعر بألم الجوع أو ضعفه.
فأخبره النبي ﷺ أن ماء زمزم مباركة، أي كثيرة البركة والخير، وأنها طعام طعم، أي أنها تُشبع وتقوم مقام الطعام في سد الجوع وتقوية الجسم.
3. الدروس المستفادة:
1- بركة ماء زمزم: هذا الحديث من أعظم الأدلة على فضل ماء زمزم وبركته، وأنه ليس مجرد ماء عادي، بل له خاصية الإشباع والتغذية بإذن الله.
2- التوكل على الله: قصة أبي ذر مثالٌ على التوكل الحقيقي على الله، حيث بقي شهرًا كاملاً يعتمد على ماء زمزم فقط دون قلق.
3- الإيمان بقدرة الله: الله قادر على أن يجعل الماء طعامًا يشبع ويغذي، فهو على كل شيء قدير.
4- السُّنَّة في شرب زمزم: يستحب للمسلم أن يشرب من ماء زمزم بنية البركة والشفاء، وأن يتضلع منه (أي يشرب حتى يشبع).
5- الاعتماد على الله في الرزق: أبو ذر رضي الله عنه لم يسأل الناس، بل اكتفى بما رزقه الله، فجازاه الله بالبركة.
4. معلومات إضافية:
● زمزم: هي البئر المقدسة في الحرم المكي، والتي فجرها الله تعالى لإسماعيل وأمه هاجر.
- وردت أحاديث أخرى في فضل زمزم، مثل: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم» (رواه الطبراني وهو حسن).
- يستحب الدعاء عند شرب زمزم، فقد قال ﷺ: «ماء زمزم لما شرب له» (رواه ابن ماجة وهو حسن)، أي أنه يحقق الغاية التي شُرب من أجلها إذا صدق العبد في نيته وتوكله.
أسأل الله أن يرزقنا بركة هذا الماء المبارك، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أبو داود الطيالسي (٤٥٩) عن سليمان بن المغيرة، وزاد فيه: «وشفاء سقم». وهي زيادة صحيحة ولم يذكرها مسلم لأنه لم تقع لشيخه هداب بن خالد.
وكذلك رواه ابن حبَّان (٧١٣٣) من حديث هداب بن خالد بدون هذه الزيادة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 136 حديثاً له شرح
- 27 إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس
- 28 إِنَّ هذا البلد لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده
- 29 مكة حرام إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر...
- 30 إن الزمان قد استدار كهيئته
- 31 أتدرون أي يوم هذا وأي بلد هذا وأي شهر هذا
- 32 حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم
- 33 دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
- 34 أي يوم أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي بلد أحرم؟
- 35 أي بلد أحرم؟ أي شهر أحرم؟ أي يوم أحرم؟
- 36 رحم الله من سمع مقالتي فوعاها
- 37 لا يحل لأحدكم أن يحمل السلاح بمكة
- 38 من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله
- 39 حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد
- 40 حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد
- 41 ولولا أني أخرجت منك ما خرجت
- 42 أحب البلاد إلى الله البلد الحرام
- 43 ما أطيبك من بلد وأحبك إلي
- 44 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم...
- 45 بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعون سنة
- 46 خروج النبي ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد...
- 47 يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت...
- 48 لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء...
- 49 الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من اللبن
- 50 الحجر له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يوم القيامة
- 51 طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
- 52 مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
- 53 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام وشفاء
- 54 نِعمَ المقبرةُ هذه
- 55 قبور الأنبياء بين زمزم والحجر
- 56 المدينة طابة كما سماها الله تعالى
- 57 هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة
- 58 إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته
- 59 اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
- 60 اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وقليلنا وكثيرنا
- 61 ما بين لابتيها حرام
- 62 المدينة حرم آمن
- 63 تحريم ما بين لابتي المدينة
- 64 فضل المدينة على غيرها لمن يعلم
- 65 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو...
- 66 من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
- 67 من صبر على لأواء المدينة كنت له شفيعا أو شهيدا
- 68 لا يصبر على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعا أو...
- 69 إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو...
- 70 لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها...
- 71 معنى المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- 72 المدينة طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة
- 73 المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد
- 74 ألا تحتسبون آثاركم
- 75 يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف
- 76 لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله...
معلومات عن حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
📜 حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ كانَ يَطْعَمُكَ؟ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








