حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أسماء المدينة

عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله تعالى سمى المدينة طابة».

صحيح: رواه مسلم في الحج (٤٩١: ١٣٨٥) من طرق، عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة، فذكره.

عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله تعالى سمى المدينة طابة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الحج، باب في فضل المدينة وندب سكنها.


1. شرح المفردات:


● طابة: اسم من أسماء المدينة المنورة، وهو مشتق من الطِّيب. ويحتمل معنيين:
● الطيب في ذاته، أي أنها أرض طيبة، طيبة الماء والهواء والتربة.
● المطيّبة، أي التي تطهّر من الذنوب والمعاصي، كما قال النبي ﷺ في حديث آخر: «... وَإِنَّهَا لَتَنْفِي خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» (متفق عليه). فكأن اسمها "طابة" إشارة إلى هذا التطهير.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يخبرنا بأن اسم "طابة" للمدينة المنورة هو اسم أطلقه الله تعالى ذاته، وليس مجرد اسم اصطلاحی أطلقه الناس. وهذا يدل على شرف هذا المكان ومنزلته العظيمة عند الله ﷻ.
وقد وردت تسمية المدينة بعدة أسماء ذكرها النبي ﷺ في أحاديث أخرى، مثل:
● يثرب: وهو اسمها القديم، وقد نهى النبي ﷺ عن تسميتها بذلك، كما في صحيح البخاري: «مَنْ سَمَّى الْمَدِينَةَ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، هِيَ طَابَةُ».
● المدينة: وهو أشهر أسمائها.
● طابة: كما في هذا الحديث.
● طَيْبَة: بنفس معنى طابة.
فاسم "طابة" هو اسم مبارك اختاره الله لها، ليدل على طيبها وبركتها وتطهيرها لأهلها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عِظَم منزلة المدينة المنورة: أن يكون الله تعالى هو الذي سماها بهذا الاسم، فهذا دليل على تشريفها وتعظيم مكانتها. وهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومقر رسول الله ﷺ.
2- محبة المدينة وآدابها: يحثنا هذا الحديث على محبة المدينة المنورة وتوقيرها، وأن نناديها بأحب الأسماء إليها، وهو "طابة" أو "المدينة"، ونجتنب الاسم الذي كرهه رسول الله ﷺ وهو "يثرب".
3- بركة السكنى فيها: الاسم دال على المسمى، فطيب اسمها يدل على طيب مقامها وبركة العيش فيها، وقد وردت نصوص كثيرة في فضل السكنى فيها والصبر على لأوائها، وأن من صبر عليها كان له أجر عظيم، وكان النبي ﷺ شفيعًا أو شهيدًا له يوم القيامة.
4- التأدب مع أماكن الفضل: أن للأماكن المقدسة والمباركة حرمة وحقًا، يجب على المسلم أن يراعيه ويتأدب به.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- سبب تسميتها بـ "يثرب" في الروايات التاريخية أنه اسم لرجل من العماليق أول من سكنها، فسميت باسمه.
- نهي النبي ﷺ عن تسميتها بيثرب لأنه قد قيل: "إن يثرب من الشر"، أي من التثريب (اللوم والعتاب)، فكره ﷺ الاسم الذي يحمل معنى مذمومًا وأبدله بأسماء طيبة مباركة.
- يستحب للمسلم عند ذكر المدينة أن يترضى عنها، فيقول: "المدينة المنورة" أو "مدينة رسول الله ﷺ" تأدبًا معها ومحبة لرسول الله ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (٤٩١: ١٣٨٥) من طرق، عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

  • 📜 حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المدينة طابة كما سماها الله تعالى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب