حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في التناوب في حضور مجالس العلم

عن عمر بن الخطاب قال: كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أميّة بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنّا نتناوب النزول على رسول اللَّه ﷺ، ينزل يومًا، وأنزل يومًا، فإذا نزلتُ جئتُه بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره. وإذا نزل فعل مثل ذلك. فنزل صاحبي الأنصاريُّ يوم نوبته فضرب بابي ضربًا شديدًا، فقال: أثمَّ هو؟ ففزعتُ فخرجتُ إليه. قال: قد حدث أمرٌ عظيم، قال: فدخلتُ على حفصة فإذا هي تبكي. فقلتُ: طلَّقكنَّ رسولُ اللَّه ﷺ. قال: لا أدري. ثم دخلتُ على النّبيّ ﷺ فقلت: وأنا قائم: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٨٩)، ومسلم في الطلاق (١٤٧٩: ٣٤) من طرق عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن عبد اللَّه بن عباس، عن عمر، فذكره.

عن عمر بن الخطاب قال: كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أميّة بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنّا نتناوب النزول على رسول اللَّه ﷺ، ينزل يومًا، وأنزل يومًا، فإذا نزلتُ جئتُه بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره. وإذا نزل فعل مثل ذلك. فنزل صاحبي الأنصاريُّ يوم نوبته فضرب بابي ضربًا شديدًا، فقال: أثمَّ هو؟ ففزعتُ فخرجتُ إليه. قال: قد حدث أمرٌ عظيم، قال: فدخلتُ على حفصة فإذا هي تبكي. فقلتُ: طلَّقكنَّ رسولُ اللَّه ﷺ. قال: لا أدري. ثم دخلتُ على النّبيّ ﷺ فقلت: وأنا قائم: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● عوالي المدينة: هي مناطق مرتفعة في أطراف المدينة المنورة، بعيدة عن مركزها.
● نتناوب النزول: أي نتعاقب على الذهاب، فيذهب واحد يومًا والآخر في اليوم التالي.
● أثم هو؟: كلمة استفهام بمعنى "هل هو موجود هنا؟" (أي عمر).
● فزعت: خفت واضطربت.
● طلَّقكنَّ: أي طلقكم (جمع مؤنث).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظامًا كان بينه وبين جار له من الأنصار؛ حيث كانا يتناوبان الذهاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم؛ ليسمعا الوحي والأخبار، ثم يخبر كل منهما الآخر بما سمعه. وفي يوم نوبة الأنصاري، جاء هذا الأخير إلى عمر مضطربًا يضرب بابه بعنف، ويخبره أن أمرًا عظيمًا حدث. فذهب عمر إلى ابنته حفصة – إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم – فوجدها تبكي، فظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد طلق زوجاته. ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله مباشرة: "أطلقت نساءك؟" فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالنفي، فكبر عمر فرحًا وحمد الله.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


● حرص الصحابة على تلقي العلم: كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على سماع الوحي وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم نظموا بينهم نظام تناوب لعدم تفويت شيء.
● قوة الارتباط بين الصحابة: التعاون بين عمر وجاره الأنصاري يدل على قوة الأخوة الإيمانية والتواصل في الخير.
● الاهتمام بأمور النبي صلى الله عليه وسلم: كان الصحابة يهتمون بشدة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله، ويتأثرون لذلك.
● التثبت وعدم الاستعجال في الحكم على الأخبار: عمر رضي الله عنه لم يصدق مباشرة، بل ذهب بنفسه ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم.
● جواز السؤال المباشر في الأمور المهمة: إذا كان الأمر يتعلق بالدين أو الأسرة أو مصلحة الأمة، فلا بأس بالسؤال مباشرة بلطف وأدب.
● التكبير عند حدوث الفرج وزوال البلاء: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما اطمأن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلق زوجاته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● سبب البكاء والاضطراب: ورد في روايات أخرى أن السبب كان أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه (أي حلف أن لا يدخل عليهن شهرًا) بسبب غيرة بعضهن أو شكوى من ضيق الحياة، فظنن أنه طلقهن.
● مكانة حفصة رضي الله عنها: هي ابنة عمر وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من أفقه نساء النبي وأكثرهن علمًا.
● العبرة من القصة: أن الحياة الزوجية حتى للنبي صلى الله عليه وسلم قد تمر بمواقف تحتاج إلى صبر وحكمة، وأن التفاهم وحسن الظن مطلوبان.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من أهل العلم والعمل الصالح. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (٨٩)، ومسلم في الطلاق (١٤٧٩: ٣٤) من طرق عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن عبد اللَّه بن عباس، عن عمر، فذكره. واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم أطول وفيه قصة انظرها في كتاب الطلاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

  • 📜 حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أطلقتَ نساءَك؟ قال: «لا». فقلت: اللَّه أكبر.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب