حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضيلة قارئ القرآن

عن أبى موسى، عن النبي قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها».
وفي لفظ مسلم: «مثل المنافق» بدل «مثل الفاجر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٢) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٩٧: ٢٤٣) كلاهما عن هدبة -أو هداب- بن خالد، حدّثنا همَّام، حدّثنا قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى فذكره.

عن أبى موسى، عن النبي قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها».
وفي لفظ مسلم: «مثل المنافق» بدل «مثل الفاجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيسرني أن أشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو حديث عظيم في بيان منزلة قارئ القرآن وعلاقته بالإيمان والنفاق، وقد أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الأُتْرُجَّة: ثمرة معروفة (مثل الليمون الكبير أو البرتقال) طعمها حلو وريحها زكية.
● التَّمْرَة: ثمرة النخل، طعمها طيب ولكن ليس لها رائحة ذكية كالأترجة.
● الرَّيْحَانَة: نبات ذو رائحة طيبة لكن طعمه مر.
● الحَنْظَلَة: نبات شديد المرارة وليس له رائحة طيبة.
● الفاجر: العاصي المصر على المعصية.
● المنافق: الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر.


ثانيًا. شرح الحديث:


قَسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الناس في علاقتهم بالقرآن إلى أربعة أقسام:
1- المؤمن الذي يقرأ القرآن:
- مثَّله النبي صلى الله عليه وسلم بالأترجة؛ لأنها تجمع بين طعمها الطيب وريحها الطيب.
- فالمؤمن القارئ للقرآن يجمع بين الإيمان العملي (الطعم الطيب) والعبادة القولية (الريح الطيب)، فينتفع هو وينفع غيره بقراءته وعمله.
2- المؤمن الذي لا يقرأ القرآن:
- مثَّله النبي صلى الله عليه وسلم بالتمرة؛ طعمها طيب ولكن لا رائحة لها.
- فهذا مؤمن صالح في نفسه (طعمه طيب)، لكنه لا يقرأ القرآن فلا ينشر الخير ولا ينتفع بفضل التلاوة والذكر.
3- الفاجر (أو المنافق) الذي يقرأ القرآن:
- مثَّله النبي صلى الله عليه وسلم بالريحانة؛ ريحها طيب ولكن طعمها مر.
- فهذا يقرأ القرآن فيظهر للناس صلاحاً (ريح طيب)، لكنه في الحقيقة فاجر أو منافق (طعم مر)، فلا ينفعه قراءته لأنه لا يعمل به.
4- الفاجر (أو المنافق) الذي لا يقرأ القرآن:
- مثَّله النبي صلى الله عليه وسلم بالحنظلة؛ طعمها مر ولا ريح لها.
- فهذا شر الناس؛ لا إيمان ولا عمل صالح، ولا حتى مظهر خارجي من الخير.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- فضل الجمع بين الإيمان وتلاوة القرآن:
- المؤمن القارئ للقرآن هو أكمل الناس، فهو ينفع نفسه وغيره.
2- القراءة دون إيمان لا تنفع:
- القراءة المجردة دون تصديق أو عمل لا تقبل، كما في حال المنافق.
3- الحث على العمل بالقرآن:
- لا يكفي مجرد التلاوة، بل يجب أن يقترن بها الإيمان والعمل.
4- التحذير من النفاق والفسق:
- الحديث يبين خطر النفاق والفسق، وأن صاحبها خاسر في الدنيا والآخرة.
5- بيان حكمة الله في الأمثال:
- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمثال لتقريب المعاني وتثبيتها في النفوس.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت بين الترغيب والترهيب، فهو يحث على الإيمان وتلاوة القرآن، ويحذر من الفجور والنفاق.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في أن يكون مثل الأترجة، فيجمع بين الإيمان القلبي والعمل الصالح وقراءة القرآن.
- القراءة مع التدبر والعمل هي التي تنفع صاحبها، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 29].
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن ينفعنا بما نعلم ويعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٢) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٩٧: ٢٤٣) كلاهما عن هدبة -أو هداب- بن خالد، حدّثنا همَّام، حدّثنا قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى فذكره.
ورواه أبو داود (٤٨٢٩) عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا أبان (هو ابن يزيد العطار)، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب، وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه».
والحديث حديث أبي موسى الأشعري، فلعل أحد الرواة نسي ذكر أبي موسى الأشعري في الإسناد، وقد قال المزي في التحفة (١/ ٢٩٩): «حديث أنس عن أبي موسى هو المحفوظ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

  • 📜 حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب