حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحثّ على تعلّم القرآن وتعليمه

عن أبي أمامة أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، اشتريت مقسم بني فلان، فربحت فيه كذا وكذا، قال: «ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحا؟» قال: وهل يوجد؟ قال: «رجل تحلَّم عشر آيات» فذهب الرجل، فتعلَّم عشمر آيات، فأتى النبي ﷺ فأخبره.

صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ٣١١) والأوسط (٢٨٩٣) والحاكم (١/ ٥٥٦) كلاهما من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أمامة، فذكره.

عن أبي أمامة أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، اشتريت مقسم بني فلان، فربحت فيه كذا وكذا، قال: «ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحا؟» قال: وهل يوجد؟ قال: «رجل تحلَّم عشر آيات» فذهب الرجل، فتعلَّم عشمر آيات، فأتى النبي ﷺ فأخبره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، اشتريت مقسم بني فلان (أي: نصيبي من غنيمة أو تجارة مع قومي)، فربحت فيه كذا وكذا، فقال النبي ﷺ: «ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحاً؟» قال الرجل: وهل يوجد؟ قال: «رجل تحلَّم عشر آيات» (وفي رواية: «لا يتحلَّم» أي: لا يتجاوز العشر)، فذهب الرجل فتعلَّم عشر آيات، فأتى النبي ﷺ فأخبره.


شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● مقسم بني فلان: المقسم هو النصيب أو الحصة من شيء، والمقصود هنا أن الرجل اشترى حصته من تجارة أو غنيمة مع قومه.
● ربحت فيه كذا وكذا: أي حقق ربحاً مادياً معيناً من هذه الصفقة.
● تحلَّم عشر آيات: التحلُّم هنا بمعنى التجاوز أو التعدي، والمقصود أن يقرأ عشر آيات من القرآن ولا يتجاوزها إلى غيرها (أي يتعلمها ويحفظها ويعمل بها)، وقيل: المعنى أن يقرأ في الليل عشر آيات فلا ينام حتى يختمها. والمراد التزام تلاوة القرآن والعمل به.
● وهل يوجد؟: استفهام تعجبٍ واستبعاد، أي: هل يوجد ربح أكثر من هذا الربح المادي الذي حصلت عليه؟

# 2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رجل جاء إلى النبي ﷺ يفرح بربح مادي حققه من تجارة، فبدلاً أن يهنئه النبي ﷺ على ربحه الدنيوي، دلّه على ربح أعظم وأبقى، وهو ربح الآخرة الذي لا يفنى ولا ينفد.
فالنبي ﷺ يعلمه أن تعلم القرآن وتلاوته والعمل به خيرٌ من أي ربح دنيوي، لأن ثوابه عند الله عظيم، وهو استثمار حقيقي للوقت والجهد.
فالرجل لم يتردد، بل ذهب فوراً وتعلم عشر آيات من القرآن (أي حفظها وفهمها وعمل بها)، ثم عاد إلى النبي ﷺ وأخبره بذلك، مما يدل على حرصه على الخير واستجابته السريعة لتوجيهات النبي ﷺ.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● تفضيل العلم الشرعي على التجارة المادية: حيث بيّن النبي ﷺ أن تعلم القرآن والعمل به أفضل من أي كسب دنيوي.
● الاستثمار الحقيقي: أن يستثمر المسلم وقته في ما ينفعه في الآخرة، فإن الربح الحقيقي هو ما كان عند الله.
● الاستجابة السريعة للخير: كان رد فعل الرجل مباشراً، حيث ذهب فتعلم العشر آيات وعاد، وهذا يدل على أهمية المبادرة إلى الطاعات.
● فضل تلاوة القرآن والعمل به: فإن القرآن شفاء وهدى ورحمة، وهو نور للمؤمن في الدنيا والآخرة.
● أن الربح ليس مقصوراً على المال: بل هناك ربح أعظم وهو رضا الله تعالى والجنّة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على توجيه أصحابه إلى ما هو خير لهم في دينهم ودنياهم.
- الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وهو حسن في "صحيح الجامع".
- يستفاد منه أيضاً فضيلة تعلم القرآن وتعليمه، وأنه من أفضل القربات.
- ينبغي للمسلم أن يجعل له ورداً يومياً من القرآن يتلوه ويتدبره ويعمل به، فإن ذلك من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ٣١١) والأوسط (٢٨٩٣) والحاكم (١/ ٥٥٦) كلاهما من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أمامة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٦٥): «رواه الطبرانيّ في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح».
وفي معناه ما روي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
رواه الترمذيّ (٢٩٠٩) وعبد اللَّه بن أحمد في زوائده على المسند (١٣١٨) كلاهما من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
وعبد الرحمن بن إسحاق هو ابن الحارث الواسطي، ضعَّفه ابن معين، وقال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث.
والنعمان بن سعد مجهول، لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، ولم يوثّقه إلا ابن حبان، فقد ذكره فى ثقاته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

  • 📜 حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من هو أكثر الناس ربحًا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب