حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترجيع

عن أبي ذرّ يقول: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يردّدُها ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]

حسن: رواه ابن ماجه (١٣٥٠)، وأحمد (٢١٣٨٨) كلاهما من حديث قدامة العامري، عن جسرة بنت دجاجة، عن أبي ذر فذكره.

عن أبي ذرّ يقول: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يردّدُها ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي ذرّ يقول: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يردّدُها: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: 118].


1. شرح المفردات:


● قام النبي ﷺ بآية: أي وقف يصلي ويتدبر آية واحدة من القرآن.
● حتى أصبح: أي استمر في قيام الليل وتلاوة هذه الآية حتى طلوع الفجر.
● يرددها: يعيد تلاوتها ويتأمل معانيها.
● الآية الكريمة: وهي جزء من قول عيسى عليه السلام يوم القيامة حين يسأله الله تعالى عن حال قومه، فيجيب بهذا الجواب الذي يجمع بين الاعتراف بقدرة الله المطلقة وحكمته البالغة.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم لرسول الله ﷺ في عبادة خالصة لربه، حيث يقف في جوف الليل يردد آية واحدة من كتاب الله، لا يتجاوزها إلى غيرها، حتى مطلع الفجر.
السياق والمناسبة:
هذه الآية جزء من حوار بين الله تعالى وعيسى عليه السلام يوم القيامة، كما جاء في سورة المائدة. وهي تعبر عن التسليم المطلق لأمر الله وقضائه، والاعتراف الكامل بعبودية الخلق لله، وأن العذاب والمغفرة بيده وحده، وهو العزيز الذي لا يغلب، الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها.
لماذا اختص النبي ﷺ هذه الآية بالذكر والتكرار؟
● التأمل والتدبر: كان النبي ﷺ يريد أن يستوعب كامل المعاني contained في هذه الآية. فهي تجمع بين الخوف من عذاب الله والرجاء في مغفرته، وتعظيم الله تعالى باعتباره العزيز الحكيم.
● المناجاة والابتهال: بتكرار هذه الآية، كان النبي ﷺ يناجي ربه، معترفًا بعبوديته، سائلًا إياه المغفرة لأمته، ومستسلمًا لقضائه وحكمته.
● تعليم الأمة: ليعلمنا كيف يكون القيام والتدبر، وأن العبادة ليست مجرد حركات، بل هي حضور قلب وتفكر في معاني كلام الله.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية التدبر في القرآن: ليس المقصود من التلاوة مجرد إخراج الحروف، بل الفهم والتفكر في المعاني. وكان النبي ﷺ قدوة في ذلك.
2- الخشوع في الصلاة والقيام: استغراق النبي ﷺ في ترديد آية واحدة طوال الليل يدل على عمق خشوعه وحضور قلبه مع الله.
3- الجمع بين الخوف والرجاء: الآية تجمع بين الخوف من عذاب الله ("إِن تُعَذِّبْهُمْ") والرجاء في مغفرته ("وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ"). وهذا هو حال المؤمن الحق.
4- التسليم لله تعالى: الاعتراف بأن الأمر كله لله، وهو العزيز الحكيم، فلا يعترض على قضائه، بل يرضى ويستسلم.
5- محبة النبي ﷺ لأمته: يرجح كثير من المفسرين أن النبي ﷺ كان يردد هذه الآية داعيًا لأمته، طالبًا من الله أن يغفر لهم ولا يعذبهم.
6- فضل قيام الليل: الحديث يظهر فضل القيام والمناجاة في وقت السحَر، وهو وقت النزول الإلهي واستجابة الدعاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
● مناسبة الآية: نزلت في الرد على ادعاءات النصارى بأن عيسى هو الله أو ابن الله، فبينت حقيقة عبوديته لله وتسليمه لأمر ربه.
● العزاء والاحتساب: يستفاد من هذا الحديث في أوقات المصائب، بأن نردد مثل هذا الدعاء الذي يعبر عن الرضا بقضاء الله وقدره.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتدبرين لكتابه، العابدين له حق عبادته، وأن يغفر لنا ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٣٥٠)، وأحمد (٢١٣٨٨) كلاهما من حديث قدامة العامري، عن جسرة بنت دجاجة، عن أبي ذر فذكره.
وجسرة بنت دجاجة روى عنها جمعٌ، وقال العجلي: تابعية ثقة، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: يعتبر حديثها إلا إذا روى عنها من يترك.
قال الأعظمي: فإذا كان حديثها ليس فيه ما ينكر عليه فهو حسن وإلا فعندها عجائب كما قال البخاري.
وفي معناها أحاديث أخرى ذكرت في صلاة الليل.
والمراد بقوله: «بآية حتى أصبح» يعني مدة قيام الليل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

  • 📜 حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب