من جعله أمامه قاده إلى الجنة

حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

عن جابر بن عبد اللَّه عن النبي ﷺ قال: «القرآن مشفَّع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار».

حسن: رواه البزّار -كشف الأستار- (١٢٢) وصحّحه ابن حبان (١٢٤) كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب، حدّثنا عبد اللَّه بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

الحديث:

«القرآن مشفَّع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار».

1. شرح المفردات:

● مشفَّع: أي أنه شفيعٌ لأهله يوم القيامة، يُطلب الشفاعة لهم عند الله تعالى.
● ماحل: أي خصمٌ ومحاجٌّ، يُخاصم ويحاجُّ عن أهله يوم القيامة، أو يُخاصم من أعرض عنه.
● مصدق: أي صادق في وعده ووعيده، وما أخبر به من أحوال الآخرة.
● جعله أمامه: أي اتخذه إمامًا وقائدًا يتبعه في جميع شؤون حياته.
● جعله خلف ظهره: أي أعرض عنه وترك العمل به، وتناسى أحكامه.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث العظيم يبيّن مكانة القرآن الكريم ودوره في حياة المسلم، ويوضح مصير من اتبعه ومن أعرض عنه.
● «القرآن مشفَّع»: أي أن القرآن يشفع لأهله الذين يلتزمون بتلاوته وتدبره والعمل به، فيطلب من الله تعالى أن يغفر لهم ويدخلهم الجنة. وهذا من فضل الله تعالى على من حفظ القرآن وعمل به.
● «وماحل مصدق»: أي أن القرآن يكون خصمًا وشاهدًا على من أعرض عنه ولم يعمل به، فيشهد عليه يوم القيامة بأنه بلغه الرسالة ولم يتبعها، فيكون حجة عليه.
● «من جعله أمامه قاده إلى الجنة»: أي من اتخذ القرآن إمامًا له، يهديه في جميع أموره، ويحكمه في شؤون حياته، فإنه يقوده إلى الخير والهداية، وينتهي به إلى الجنة.
● «ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار»: أي من أعرض عن القرآن، وترك العمل بأحكامه، وتناسى أوامره ونواهيه، فإن مصيره إلى النار، لأنه اختار طريق الضلال بدل الهدى.

3. الدروس المستفادة منه:

1- القرآن شفيع لأهله: ينبغي للمسلم أن يحرص على تلاوة القرآن وتدبره والعمل به، ليكون له شفيعًا يوم القيامة.
2- القرآن حجة على العباد: فمن أعرض عنه، فإنه سيكون خصمًا له يوم القيامة.
3- الاهتداء بالقرآن طريق إلى الجنة: فالقرآن هو الهدى والنور، ومن سار على نهجه وصل إلى رضا الله والجنة.
4- الإعراض عن القرآن طريق إلى النار: فمن أعرض عن هدى الله، فإنه يعرض نفسه للعذاب والخسران.
5- الحث على اتخاذ القرآن إمامًا: فيجب أن يكون القرآن هو المرشد الأول في حياة المسلم، في جميع شؤونه الدينية والدنيوية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن.
- ينبغي للمسلم أن يجعل له وردًا يوميًا من تلاوة القرآن، مع التدبر والعمل بما فيه.
- من أعرض عن القرآن، فإن الشيطان يستولي على قلبه، فيزيّن له الباطل، ويبعده عن الحق.
- ينبغي تعليم الأطفال القرآن وحفظه، ليكون لهم نورًا وهدى في حياتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يجعله لنا شفيعًا يوم القيامة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار -كشف الأستار- (١٢٢) وصحّحه ابن حبان (١٢٤) كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب، حدّثنا عبد اللَّه بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن الأجلح وأبي سفيان طلحة بن نافع فإنهما حسنا الحديث.
وقيل: إن طلحة بن نافع أبا سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وأخذ صحيفة جابر عن سليمان اليشكري.
قال الأعظمي: سليمان هو ابن قيس اليشكري ثقة، وثَّقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما. ولذا اعتمد الشيخان رواية أبي سفيان عن جابر، وأخرجا حديثه فى صحيحيهما.
وقوله: «ماحل» أي: خصم مجادل.
وبمعناه ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «إن القرآن شافع ومشفّع، وماحل مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار».
رواه عبد الرزاق (٦٠١٠) عن الثوري، عن أبي إسحاق وغيره، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد اللَّه، فذكره. وإسناده صحيح إلا أنه موقوف.
وعبد الرحمن بن يزيد هو النخعي أبو بكر الكوفي.
وقد روي مرفوعًا ولا يصحّ، رواه الطبرانيّ في الكبير (١٠/ ٢٤٤) من طريق الربيع بن بدر، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ مثله مرفوعًا.
والربيع بن بدر متروك، وبه أعلّه الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٦٤).
ولا يصح ما روي عن علي بن أبيِ طالب مرفوعًا: «من قرأ القرآن واستظهره، فأحلَّ حلاله، وحرَّم حرامه، أدخله اللَّه به الجنة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار».
رواه الترمذيّ (٢٩٠٥) -واللفظ له-، وابن ماجه (٢١٦) كلاهما من طريق حفص بن سليمان أبي عمرو، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، فذكره. واختصره ابن ماجه.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، وحفص ابن سليمان يضعَّف في الحديث» انتهى.
وهو كما قال، وقد بسطنا القول فيه في كتاب الإيمان.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

📜 حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من جعله أمامه قاده إلى الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية