حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن العربي والعجمي سواء في قراءة القرآن
صحيح: رواه أبو داود (٨٣٠) من طريق حميد الأعرج - وأحمد (١٤٨٥٥) من طريق أسامة بن زيد الليثي - كلاهما (حميد وأسامة) عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. وشرحه كما يلي:
1. شرح المفردات:
● العجمي: غير العربي.
● الأعرابي: البادي الذي يسكن البادية، وليس كل أعرابي بمعنى الجلف، بل قد يكون فصيحًا.
● كما يقام القدح: القدح هو الإناء الذي يشرب فيه، وشبه إقامتهم للقرآن بإقامة القدح؛ أي يحافظون على شكله وحروفه دون فهم لمعانيه أو تدبر لمراميه.
● يتعجلونه: يطلبون أجره العاجل في الدنيا من مدح الناس وسمعة وغيرها.
● ولا يتأجلونه: لا يطلبون الأجر الآجل في الآخرة.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة من الصحابة وهم يقرؤون القرآن، وكان فيهم من هو عربي فصيح، ومن هو أعجمي قد لا يحسن النطق كالعربي، فاستمع إليهم ثم قال: "اقرؤوا فكل حسن"، أي اقرؤوا القرآن بأي لحن أو لهجة تستطيعونها ما دام القصد صحيحًا والاجتهاد موجودًا، فالله تعالى يتقبل من كل حسب استطاعته.
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم سيأتون بعدهم، "يقيمونه كما يقام القدح"، أي أنهم سيحسنون تلاوة القرآن من حيث الأداء والصوت والحروف، ويجودونه تجويدًا متقنًا، ولكنهم لا يتدبرون معانيه، ولا يعملون بأحكامه، ولا يخشعون بآياته. وشبه إقامتهم للقرآن بإقامة القدح؛ أي أنهم يهتمون بشكل التلاوة وحسن الصوت فقط، كما يهتم الإنسان بإقامة الإناء ليملأه، دون الاهتمام بمحتواه.
وقوله: "يتعجلونه ولا يتأجلونه"، أي أنهم يطلبون بالقرآن الأجر العاجل في الدنيا، كالسمعة والرياء ومدح الناس، ولا يطلبون به الأجر الآجل في الآخرة، وهو رضوان الله والجنة.
3. الدروس المستفادة منه:
● التيسير في قراءة القرآن: أن القرآن أنزل للعمل به، وليس للإعجاز في النطق فقط، فمن لا يحسن النطق كالعربي فله أن يقرأ حسب استطاعته، مع التعلم والتحسين.
● التحذير من الرياء: ذم الذين يتقنون تلاوة القرآن لطلب الدنيا والسمعة، دون إخلاص لله أو عمل بالقرآن.
● التدبر والخشوع: أن المقصود الأعلى من تلاوة القرآن هو التدبر في معانيه، والخشوع بآياته، والعمل بأحكامه.
● البعد عن التنطع: عدم المغالاة في الشكليات دون الجوهر، كالاهتمام المفرط بالصوت فقط دون فهم المعنى.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على سعة رحمة الله تعالى، حيث يتقبل من العبد ما يستطيع، ويغفر له ما لا يستطيع إذا كان مجتهدًا.
- وهو تحذير من الانشغال بشكل القرآن دون مضمونه، وهو مرض قد يصيب بعض القراء أو الطلبة في العصور المتأخرة.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين إتقان التلاوة، والتدبر، والعمل، والإخلاص.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه عبد الرزاق في مصنفه (٦٠٣٤) عن ابن عيينة - وابن أبي شيبة في مصنفه (٣٠٦٢٦) من طريق الثوري - كلاهما عن محمد بن المنكدر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ مرسلًا، والموصول فيه زيادة ثقة، إلا أن الدارقطني قال في العلل (٣٢٠٩): «والمرسل أشبه»، واللَّه أعلم بالصواب.
قوله: «القِدح» هو السهم الذي يرمى به.
وقوله: «يتعجلونه» أي: يطلبون بقراءته العاجلة من عرض الدنيا والرفعة فيها.
وقوله: «ولا يتأجلونه» أي: لا يريدون به الآجلة وهو جزاء الآخرة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 79 من أصل 118 حديثاً له شرح
- 54 نؤلّف القرآن من الرقاع عند رسول الله ﷺ
- 55 اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك
- 56 صم يومًا وأفطر يومًا واقرأ القرآن في كل شهر
- 57 اقرأ القرآن في أقل من ثلاث
- 58 اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين...
- 59 ما أذن الله لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن
- 60 زيِّنوا القرآن بأصواتكم
- 61 ليس منا من لم يتغن بالقرآن
- 62 الترغيب في التغني بالقرآن الكريم
- 63 أوتيت مزمارا من مزامير آل داود
- 64 اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري
- 65 كانت قراءة النبي مدًا يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد...
- 66 قراءة النبي ﷺ يقطع قراءته آية آية
- 67 قرأت المفصَّل البارحة كله هَذًّا كَهَذِّ الشعر؟
- 68 من ماء غير آسن أو من ماء غير ياسن
- 69 أي الكفن خير؟ وما يضرك أيه قرأت قبل
- 70 أُنْزِلَ القرآن المفصل بمكة.
- 71 من قرأ في سورة بالليل فأذكرني آية كنت أنسيتها
- 72 استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم
- 73 يقرأ النبي على ناقته سورة الفتح وهو يترجَّع
- 74 قام النبي ﷺ بآية حتى أصبح يرددها إن تعذبهم فإنهم...
- 75 من نام عن حزبه فقرأه بين الفجر والظهر كُتِبَ له...
- 76 في كم تقرأ القرآن؟
- 77 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم...
- 78 صلاة النبي ﷺ بالبقرة والنساء وآل عمران في ركعة
- 79 يتعجلونه ولا يتأجلونه
- 80 اقرؤوا قبل أن يقرأه أقوام يُقيمونه كما يُقَوَّمُ السهم
- 81 سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره وبحوله وقوته
- 82 ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه...
- 83 فضل تعلم آية من القرآن على ناقة
- 84 خذوا بكتاب الله واستمسكوا به
- 85 نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت
- 86 أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل
- 87 ثلاث آيات في الصلاة خير من ثلاث خلفات عظام سمان
- 88 لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم...
- 89 خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه
- 90 خياركم من تعلم القرآن وعلمه
- 91 من هو أكثر الناس ربحًا؟
- 92 أهل القرآن هم أهل الله وخاصته
- 93 اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا
- 94 يجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حلّه
- 95 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة
- 96 لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب ورجل...
- 97 لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن ورجل...
- 98 من قام بألف آية كتب من المقنطرين
- 99 من حافظ على الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين
- 100 الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة
- 101 إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين
- 102 الملائكة تستمع لقراءة القرآن حتى أصبحت تراها الناس
- 103 اقرأ فلان فإنها السكينة تنزلت عند القرآن
معلومات عن حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
📜 حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يتعجلونه ولا يتأجلونه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








