حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل القرآن

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحتَ.

صحيح: رواه مسلم في كتاب الحج (١٢١٨: ١٤٧) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره بطوله في قصة حجّة النبي ﷺ.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحتَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُعرف بحديث "حجة الوداع" التي خطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم خطبته الجامعة.

أولاً. شرح المفردات:


● تركت فيكم: أبقيت لكم وخلَّفت.
● لن تضلوا: لن تَضِلُّوا الطريق المستقيم، ولن تشردوا عن الحق.
● اعتصمتم به: تمسكتم به واعتمدتموه واستعذتم به من الضلال.
● تُسألون عني: ستُسألون يوم القيامة عن تبليغي للرسالة وحقي عليكم.
● بلَّغت: أدَّيت الرسالة كاملة دون كتم أو تقصير.
● أدَّيت: قمت بما أُمرت به على أكمل وجه.
● نصحتَ: أخلصت النصيحة لأمتك في الدين والدنيا.

ثانيًا. شرح الحديث:


في هذا الموقف المهيب، يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه في حَجَّة الوداع، مُؤَكِّدًا لهم أنه قد أقام الحجة وبلَّغ الرسالة، وأنه سيترك بين أظهرهم أعظم هادٍ وأوضح دليل، وهو كتاب الله تعالى (القرآن الكريم).
قوله: (قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به) هذا بيان أن من تمسك بكتاب الله، وعمل بما فيه، واتخذه إمامًا وقائدًا، فلن يضل أبدًا؛ لأنه الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].
ثم وجههم صلى الله عليه وسلم إلى سؤال عظيم، يسألهم عن شهادتهم له بالبلاغ أمام الله تعالى يوم القيامة، فقال: (وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟).
فأجاب الصحابة رضوان الله عليهم، وهم الصفوة الذين عاشروا الوحي وعرفوا صدق النبي صلى الله عليه وسلم، بأعظم شهادة: (نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحتَ).
فهي شهادة تتضمن:
1- التبليغ: إبلاغ الرسالة كاملة دون زيادة أو نقصان.
2- الأداء: القيام بحق الله تعالى في تبليغ دينه.
3- النصيحة: الإخلاص التام للأمة في كل ما ينفعها في دينها ودنياها.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة القرآن الكريم ومنزلته: فهو الموروث العظيم الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وهو كافٍ وشافٍ لمن تمسك به.
2- التمسك بالقرآن سبب للهداية والنجاة: فالاعتصام به يعني الأخذ بتعاليمه، والعمل بأحكامه، والوقوف عند حدوده، والاستشفاء به من أمراض القلوب والشبهات.
3- بيان كمال البلاغ والنصح من النبي صلى الله عليه وسلم: فقد أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصح الأمة، فليس لأحد أن يعتذر يوم القيامة بأن الرسول لم يبلغه.
4- المسؤولية العظيمة للأمة: فهم سيُسألون عن قبول هذه الرسالة والاستجابة لها، كما في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6].
5- إثبات سؤال الله تعالى للعباد يوم القيامة: وهو سؤال حقيقي، كما جاء في القرآن والسنة.
6- فضل الصحابة رضي الله عنهم: حيث شهدوا للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والنصح، وكانوا أمناء في نقل هذه الشهادة للأمة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والتي كانت بمثابة الوصية الأخيرة للأمة.
- فيه إشارة إلى حديث الثقلين المشهور، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي».
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذا الحديث نبراسًا له، فيعقد العزم على التمسك بالقرآن تلاوة وحفظًا وتدبرًا وعملاً.
أسأل الله تعالى أن يجعنا من المعتصمين بكتابه، والمتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يحشرنا في زمرته، ويُسْقِينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الحج (١٢١٨: ١٤٧) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره بطوله في قصة حجّة النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

  • 📜 حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب