حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل القرآن

عن واثلة بن الأسقع أن النبي ﷺ قال: «أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصل».

حسن: رواه أحمد (١٦٩٨٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٧٥) كلاهما من حديث عمران القطان، عن قتادة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع، فذكره.

عن واثلة بن الأسقع أن النبي ﷺ قال: «أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل القرآن الكريم، رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، وصححه عدد من أهل العلم.

أولاً. شرح المفردات:


● أعطيت: أي أوتيت واختصصت.
● مكان التوراة: أي البديل عنها أو ما يقوم مقامها في الفضل والمنزلة.
● السبع: المقصود به السبع الطوال من سور القرآن، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة (التوبة) على قول، أو سورة يونس أو الأنفال على أقوال أخرى لأهل العلم.
● الزبور: وهو الكتاب الذي أنزل على النبي داود عليه السلام.
● المئين: هي السور التي تبلغ آياتها مائة آية أو تقاربها، وهي ما بعد السبع الطوال، مثل: سورة يونس، هود، يوسف، النحل، الكهف، طه等.
● الإنجيل: الكتاب الذي أنزل على النبي عيسى عليه السلام.
● المثاني: هي السور التي تلي المئين، وهي التي تثني (أي تكرر) القصص والأحكام والمواعظ، ويقال لها "الْمَثَانِي" لأنها تُثَنَّى أي تُكَرَّر فيها القصص والمواعظ. وهي مثل: الحجر، الرعد، الحج، النور، العنكبوت... وغيرها.
● فضِّلت: أي اخُتصصت وامتزت عن غيري.
● المفصَّل: وهو من سورة (ق) أو من سورة (الحجرات) إلى آخر القرآن، وسُمي مفصلاً لكثرة الفصول بين سوره بالبسملة. وهو قسم عظيم فيه السور القصيرة المحكمات.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل القرآن الذي أوتيه، وميزته عن الكتب السماوية السابقة، وذلك من خلال تقسيمه إلى أقسام عظيمة كل قسم منها له مكانة وفضل.
- ف السبع الطوال أعطيت لرسول الله مكان التوراة، أي أنها في المنزلة والفضل والعظمة مقام التوراة، بل وزيادة.
- و المئين (السور التي عدد آياتها حول المائة) أعطيت له مكان الزبور.
- و المثاني أعطيت له مكان الإنجيل.
- ثم خُصَّ وفضِّل صلى الله عليه وسلم بالمفصَّل، وهو ما لم يُعطَ أحد من الأنبياء قبله. فالمفصَّل هو سور قصيرة، لكنها تحوي من جوامع الكلم وحسن البيان وجمال الأسلوب ما هو آية في الإعجاز، وسهلة الحفظ، يتعبد بها الناس في صلواتهم وقيامهم.
فالحديث يشير إلى أن القرآن الكريم قد جمع فضائل الكتب السابقة كلها، وزاده الله تعالى بالمفصّل، مما يدل على كمال هذه الشريعة وتمامها.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة القرآن الكريم وشموله: حيث إنه احتوى على ما في الكتب السابقة من هدى ونور، وزاده الله تعالى فضلاً وكمالاً.
2- ميزة هذه الأمة وفضل نبيها: فاختصاصه صلى الله عليه وسلم بالمفصّل دليل على فضله وفضل أمته.
3- الحث على قراءة القرآن وتدبره: خاصة هذه الأقسام المذكورة، والسور الطوال التي تحتوي على الأحكام والقصص، والمفصّل الذي يسهل على المسلم حفظه وتلاوته في الصلاة.
4- إثبات الكتب السماوية السابقة: والحديث يشير إلى التوراة والزبور والإنجيل، وهذا من عقيدة المسلم الإيمان بها.
5- بيان إعجاز القرآن من ناحية أخرى: وهو إعجازه العددي والتنظيمي، حيث قسمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأقسام العظيمة التي تدل على الإحكام والإتقان.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا التقسيم (السبع، المئين، المثاني، المفصّل) هو تقسيم باعتبار طول السور وقصرها، وليس له علاقة بترتيب النزول أو الأحكام، وإنما هو تقسيم شرفي وفضلي.
- يستحب للإمام في الصلاة الجهرية أن يقرأ من المفصّل في صلاة الليل (التراويح) خاصة في رمضان، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٩٨٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٧٥) كلاهما من حديث عمران القطان، عن قتادة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع، فذكره.
وفيه عمران القطان وهو ابن داور -بفتح الواو وبعدها راء- أبو العوام مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
وتابعه سعيد بن بشير، وهو الأزدي مولاهم عند الطبرانيّ في الكبحر (٢٢/ ٧٦) بلفظ: «أُعْطِيتُ مكان التوراة السبع الطُّوَل» وهو ضعيف عند جمهور أهل العلم، ولكن قال ابن عدي: «لا أرى بما يرويه بأسا».
وأخطأ فيه ليث بن أبي سليم فرواه عن أبي بردة، عن أبي مليح، عن أبي أمامة نحوه.
رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ٣٠٨ - ٣٠٩) من طرق عن ليث بن أبي سليم به.
وليث اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد، وهذا منه.
قوله: «السبع الطُّوَل» هي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، واختُلِفَ في السابعة فقيل: سورة الأنفال مع البراءة، وقيل: سورة يونس، وقيل: سورة الكهف، وإنما سميت هذه السور السبع الطول، لطولها على سائر سور القرآن.
وأما المئون: فهي ما كان من سور القرآن عدد آيِهِ مائة آية، أو تزيد عليها شيئًا أو تنقص منها شيئًا يسيرا.
وأما المثاني: فإنها ما ثنَّى المئين، فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني، وقد قيل: إن المثاني سميت مثاني لتثنية اللَّه جل ذكره فيها الأمثال والخبر والعبر.
وأما المفصَّل: فإنها سميت مفصَّلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم». انظر: تفسير الطبريّ (١/ ٩٨ - ١٠١).
والمفصَّل ثلاثة أقسام:
أ - طوال المفصَّل من أول سورة ق إلى آخر المرسلات.
٢ - أوساط المفصَّل من أول سورة النبأ إلى آخر الليل.
٣ - قصار المفصَّل من أول سورة الضحى إلى آخر الناس.
وأما ما رُوي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام اللَّه على سائر الكلام
كفضل اللَّه على خلقه». فلا يصح.
رواه الترمذيّ (٢٩٢٦)، والدارمي (٣٣٩٩) كلاهما من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، فذكره. وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب».
كذا قال، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد وعطية بن سعد العوفي من الضعفاء.
لذا تعقبه الذهبي في الميزان (٣/ ٥١٥) بقوله: «حَسَّنَه الترمذي، فلم يُحْسِنْ».
وسئل أبو حاتم فقال: «هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي». العلل (١٧٣٨).
وكذلك لا يصح ما رُوِيَ عن الحارث، قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على عليٍّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث، قال: أوَ قد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «ألا إنها ستكون فتنة». فقلت: ما المخرج منها يا رسول اللَّه؟ قال: «كتاب اللَّه، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه اللَّه، ومن ابتغى الهدي في غيره أضله اللَّه، وهو حبل اللَّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾ [سورة الجن: ١ - ٢] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم» خذها إليك يا أعور.
رواه الترمذيّ (٢٩٠٦) عن عبد بن حميد، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، قال: سمعت حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات، وإسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال».
وهو كما قال، فإن ابن أخي الحارث الأعور، وأبا المختار الطائي كلاهما مجهولان. والحارث الأعور متكلم فيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

  • 📜 حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطيت مكان التوراة السبع وفضلت بالمفصل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب