حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل القرآن

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨٠) ومسلم في الإيمان (١٥٢: ٢٣٩) كلاهما من طريق الليث (هو ابن سعد)، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
[رواه البخاري في صحيحه]


1. شرح المفردات:


● «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ»: أي كل نبي من أنبياء الله تعالى.
● «إِلَّا أُعْطِيَ»: إلا قد أعطاه الله.
● «مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ»: معجزة حسية ملموسة، من جنس ما يعرفه الناس ويألفونه، فآمنوا عليها (أي: صدقوا النبي بسببها). مثل: عصا موسى، وإبراء الأبرص وإحياء الموتى لعيسى عليهما السلام.
● «وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ»: لكن الذي أعطانيه الله تعالى واختصصت به.
● «وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ»: هو القرآن الكريم، وهو معجزة عقلية روحية، كلام الله المنزل غير المخلوق.
● «فَأَرْجُو»: فأطمع وأرجو من فضل الله.
● «أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا»: أن يكون أتباعي أكثر من أتباع أي نبي آخر.
● «يَوْمَ الْقِيَامَةِ»: يوم الحساب والجزاء.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الفرق الجوهري بين معجزته ومعجزات الأنبياء السابقين عليهم السلام.
● معجزات الأنبياء السابقين: كانت معجزات حسية ومؤقتة، شاهَدها وعاينها الناس في زمن النبي ثم انقضت. فآمن من آمن فيها لحظة مشاهدتها، ولكنها لم تكن دائمة يشهدها كل من يأتي بعدهم. فمثلاً، معجزة نبي الله صالح (الناقة) كانت لحظية وشاهدها قومه ثم قتلوها، وانتهت.
● معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: هي القرآن الكريم، المعجزة العقلية والروحية والخالدة. فهي:
● كلام الله المعجز في بلاغته وأسلوبه وأخباره وأحكامه.
● خالدة إلى يوم القيامة، محفوظة من التغيير والتحريف.
● معجزة عقلية تُخاطب العقل والقلب، تدعو إلى التفكر والتأمل، وليست مجرد أمر خارق يشاهده الناس ثم يمر.
- لأنها خالدة ومحفوظة وتخاطب الفطرة والعقل، فإنها ستستمر في هداية الناس عبر العصور، وبالتالي فإن عدد من يستجيب لها ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم سيكون – برحمة الله وفضله – أكثر من أتباع أي نبي سابق.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينفِ وجود المعجزات الحسية له (كانشقاق القمر، وتكثير الطعام和水)، ولكنه أبرز أعظم معجزاته وأبقاها أثراً، وهي القرآن.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة القرآن الكريم وتميزه: فهو ليس كتاباً عادياً، بل هو المعجزة الخالدة الدائمة، التي تتحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله.
2- فضل الله تعالى على هذه الأمة: بأن جعل معجزة نبيها شيئاً يقرأ ويتلى ويتدبر، ويبقى إلى قيام الساعة، مصدر هداية ونور.
3- الرسول صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والشفاعة: فهو يرجو لأمته الخير والكثرة، ويسعى ليكونوا أكثر الأمم دخولاً للجنة، وهذا من كمال شفقته على أمته.
4- حسن ظن النبي بربه: حيث عبر بكلمة «أرجو» التي تجمع بين الخوف والرجاء، وهي أدب من آداب الدعاء والمناجاة.
5- الحث على التمسك بالقرآن: فهو الرابط بيننا وبين نبيينا، وهو سبب الهداية وسبب كثرة الأتباع يوم القيامة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة إثبات ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمعجزته خالدة تكفي من بعده إلى يوم القيامة.
- تحقق رجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فأتباعه هم أكثر أتباع الأنبياء على الإطلاق، وسيظهر ذلك جلياً يوم القيامة عندما تُحشر الأمم مع أنبيائها.
- من الحكم في جعل المعجزة خالدة أن الأمة الإسلامية هي آخر الأمم، ولا نبي بعد نبيها، فكانت معجزته دائمة تناسب خلود رسالته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨٠) ومسلم في الإيمان (١٥٢: ٢٣٩) كلاهما من طريق الليث (هو ابن سعد)، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

  • 📜 حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب