قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (٧٩)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب، فذهب بابن إحداهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنما ذهب بابنك أنت. وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك. فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام، فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا، يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى».
قال: قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ، ما كنا نقول إلا المدية.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٢٧)، ومسلم في الأقضية (٢٠: ١٧٢٠) كلاهما من طرق عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه قصة تحكيم نبي الله داود وابنه سليمان -عليهما السلام- في نزاع بين امرأتين على طفل، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● الذئب: الحيوان المعروف المفترس.
● تحاكمتا: لجأتا للقضاء للحكم بينهما.
● فقضى به: حكم به.
● الكبرى: المرأة الكبيرة في السن (الأم الحقيقية في القصة).
● سليمان بن داود: النبي سليمان ابن النبي داود -عليهما السلام-.
● السكين: أداة القطع (المقصود بها السكين الكبيرة).
● المدية: السكين الصغيرة أو الشفرة (كما كانوا يسمونها في لغة العرب).

2. شرح الحديث:

يحكي النبي ﷺ قصة امرأتين كانتا معهما ابنيْهما الصغيرين، فجاء ذئب وخطف أحد الطفلين. فادعت كل منهما أن الباقي هو ابنها، وأن الذئب خطف ابن الأخرى.
- فلجأتا إلى النبي داود -عليه السلام- ليفصل بينهما، فحكم داود بأن الطفل للكبرى (ظنًا منه أنها الأم الحقيقية لأنها تبدو أكثر تمسكًا به، أو لقرينة ظاهرة).
- ثم خرجتا من عند داود ومرتا على سليمان -عليه السلام- (وكان نبيًا حكيمًا)، فأخبرتاه بالقضية.
- فطلب سليمان سكينًا وقال: "ائتوني بالسكين أشقه بينكما" (أي: سأقطع الطفل نصفين لأعطي كل واحدة نصفًا).
- فصاحت الصغرى (وهي الأم الحقيقية) من شفقة أمومتها: "لا، يرحمك الله، هو ابنها" (أي: اتركه لها، لا تقتله)، فاستسلمت لحق الأم الأخرى حفاظًا على حياة الطفل.
- أما الكبرى (وهي الأم المدعية) فقالت: "اقسمه بيننا" (لأنها لا تشفق عليه كما تشفق أمه الحقيقية).
- عندها عرف سليمان -عليه السلام- بحكمته أن الصغرى هي الأم الحقيقية، لأنها فضلت أن تتنازل عن الطفل على أن يقتل، فحكم به لها.
وفي آخر الحديث، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ، ما كنا نقول إلا المدية"، يعني أن كلمة "السكين" لم تكن مستعملة في لغتهم، بل كانوا يسمونها "المدية"، فتعجب من استخدام اللفظ في الحديث.

3. الدروس المستفادة منه:

● حكمة سليمان -عليه السلام-: حيث استخدم أسلوبًا ذكيًا لكشف الحقيقة، وذلك باختبار مشاعر الأمومة، فالأم الحقيقية لا تتحمل رؤية ابنها يُقتل حتى لو فقدته.
● الرحمة والشفقة: الأم الحقيقية تفضل فقدان الطفل على موته، وهذه غريزة فطرية.
● الحكم بالقرائن والبواطن: ليس كل حكم يكون بالبينة الظاهرة، بل قد يحتاج إلى فطنة ونفاذ بصيرة.
● عدل الأنبياء وحكمتهم: فالأنبياء -عليهم السلام- معصومون في تبليغ الوحي، ولكن اجتهادهم في القضاء قد يخطئ ويصيب، وهذا من بشريتهم، وقد صحح سليمان حكم أبيه داود -عليهما السلام- بحكمته.
● التعاون على حل النزاعات: بطرق حكيمة تفضي إلى الحق.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أحاديث القصص النبوي التي تهدف إلى العبرة والحكمة، وليس مجرد سرد قصة.
- يستدل به العلماء على جواز الحيل الشرعية في القضاء لاكشاف الحق، إذا قصد بها الخير ولم تكن مخادعة.
- فيه دليل على أن الاجتهاد في القضاء قد يخطئ فيه العالم، ولا عيب في تصحيح اجتهاد باجتهاد آخر، كما صحح سليمان حكم أبيه.
- القصة تظهر تفاضل بعض الأنبياء في بعض الفنون، فسليمان -عليه السلام- فاق في الفطنة والقضاء، كما ورد في قوله تعالى: {وَفَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ} [الإسراء:55].
أسأل الله أن ينفعنا بالحديث وأن يجعلنا من أهل الحكمة والبصيرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٢٧)، ومسلم في الأقضية (٢٠: ١٧٢٠) كلاهما من طرق عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 901 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

📜 حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية