حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)﴾

عن ابن عباس، قال: آية في كتاب الله لا يسألني الناس عنها، ولا أدري: أعرفوها، فلا يسألوني عنها، أم جهلوها، فلا يسألوني عنها؟ . قيل: وما هي؟ قال: آية لما نزلت: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ شق ذلك على أهل مكة، وقالوا: شتم محمد آلهتنا، فقام ابن الزبعرى، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: شتم محمد آلهتنا، قال: وما قال؟ قالوا: قال: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ قال: ادعوه لي، فدعي محمد ﷺ، فقال ابن الزبعرى: يا محمد! هذا شيء لآلهتنا خاصة، أم لكل من عبد من دون الله؟ قال: «بل لكل من عُبد من دون الله عز وجل». قال: فقال: خصمناه
ورب هذه البنية، يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح، وعزيرا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون؟ قال: «بلى». قال: فهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال: فضج أهل مكة، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا﴾ عيسى، وعزير، والملائكة ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ قال: ونزلت: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف: ٥٧].

حسن: رواه أحمد (٢٩١٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٥٣)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٩٨٦) كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: آية في كتاب الله لا يسألني الناس عنها، ولا أدري: أعرفوها، فلا يسألوني عنها، أم جهلوها، فلا يسألوني عنها؟ . قيل: وما هي؟ قال: آية لما نزلت: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ شق ذلك على أهل مكة، وقالوا: شتم محمد آلهتنا، فقام ابن الزبعرى، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: شتم محمد آلهتنا، قال: وما قال؟ قالوا: قال: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ قال: ادعوه لي، فدعي محمد ﷺ، فقال ابن الزبعرى: يا محمد! هذا شيء لآلهتنا خاصة، أم لكل من عبد من دون الله؟ قال: «بل لكل من عُبد من دون الله ﷿». قال: فقال: خصمناه
ورب هذه البنية، يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح، وعزيرا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون؟ قال: «بلى». قال: فهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال: فضج أهل مكة، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا﴾ عيسى، وعزير، والملائكة ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ قال: ونزلت: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف: ٥٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يحكي قصة نزول آيتين من كتاب الله تعالى، ويبين جانبًا من جوانب الإعجاز القرآني والرد على شبهات المشركين. وإليكم الشرح الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● حَصَبُ جَهَنَّمَ: وقود النار وحطبها، أي أنهم سيصيرون حطبًا توقد بهم نار جهنم.
● وَارِدُونَ: داخلون لا محالة.
● شَقَّ ذلك: ثقل عليهم ووجدوا فيه مشقة.
● خَصَمْنَاهُ: غلبناه في الخصومة والحجة.
● ضَجُّوا: ارتفعت أصواتهم بالضجة والاستنكار.
● مُبْعَدُونَ: مبعدون عن النار، أي لا يدخلونها.
● يَصِدُّونَ: يضجون ويصيحون استنكارًا واستهزاءً.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي ابن عباس رضي الله عنهما أن هناك آية في القرآن كان يتعجب من أن الناس لا يسألونه عنها، ولا يدري أكان ذلك لأنهم يعرفون معناها فلا يحتاجون إلى سؤال، أم لأنهم يجهلونها فأعرضوا عنها.
ثم بين أن هذه الآية هي قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98].
فلما نزلت هذه الآية، غضب كفار قريش غضبًا شديدًا لأنها تتوعدهم وتتوعد آلهتهم التي يعبدونها من دون الله بأنهم سيكونون وقودًا لنار جهنم. فذهبوا إلى أحد زعمائهم، وهو عبد الله بن الزبعرى (وكان من أشد الناس عداوة للإسلام وقتئذ)، وشكوا إليه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد سب آلهتهم وشتمها.
فاستفهم ابن الزبعرى عن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم exactly، فأخبروه بنص الآية. فطلب أن يدعى له النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله.
فلما حضر النبي صلى الله عليه وسلم، سأله ابن الزبعرى سؤالاً ملتوياً يحاول به أن يحرج النبي صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس في دعوته. فقال: "يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من دون الله؟"، أي هل هذا الوعيد خاص بأصنامنا نحن مشركي مكة، أم يشمل كل معبود سوى الله تعالى في كل زمان ومكان؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكل وضوح وصريح البيان: «بل لكل من عُبد من دون الله». أي أن الحكم عام، فكل معبود سوى الله الباري سبحانه فهو باطل، وأتباعه ومتبعوه داخلون في هذا الوعيد.
وهنا ظن ابن الزبعرى أنه قد أمسك بحجة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "خصمناه"، أي غلبناه في الحجة والخصومة.
ثم استطرد قائلاً للنبي صلى الله عليه وسلم: "ورب هذه البنية (أي الكعبة)، يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح، وعزيرا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون؟" فأقر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقال: «بلى».
فقال ابن الزبعرى: "فهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، وهذه بنو مليح (أو بنو مالك، وهي قبيلة تعبد الملائكة) تعبد الملائكة". أي أنك تقر بأن هؤلاء أنبياء وملائكة صالحون، ثم تقول إن من يعبدهم سيدخل النار! فكيف يجتمع هذا؟!
فظن الكفار أنهم قد انتصروا في هذه المناظرة، وضجوا فرحًا واستهزاءً.
فأنزل الله تعالى ردًا على هذه الشبهة وتحقيقًا للفرق العظيم، الآيتين التاليتين:
1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101]. أي أن هؤلاء الأنبياء والصالحين والملائكة، الذين سبق لهم من الله الوعد الحسن بالثواب والجنة، هم مبعدون عن النار، لا يدخلونها أبدًا. فليسوا هم المقصودين بالوعيد، وإنما المقصود هم الأصنام التي هي جماد لا تعقل، وأما من عبد هؤلاء الصالحين على جهة الشرك فهم داخلون في الوعيد.
2. وقوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]. أي لما جعل عيسى ابن مريم مثلاً ونموذجًا في هذه المناقشة، إذا بقومك (يا محمد) يضجون منه ويصيحون استهزاءً وسخرية.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عموم الوعيد لكل معبود بغير الله: فالآية الأولى عامة شاملة لكل ما عبد من دون الله، سواء كان صنمًا، أو نبيًا، أو ملكًا، أو شجرًا، أو قبرًا. فكلها باطلة، وعبادتها ضلال، وأصحابها داخلون في الوعيد.
2- الفرق بين المعبود الحق والمعبودات الباطلة: الآيات اللاحقة بينت الفرق الجلي بين من عبدوه وهو من عباد الله الصالحين (كعيسى وعزير والملائكة)، فهم مبعدون عن النار ومكرمون عند الله، وبين من عبدهم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٩١٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٥٣)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٩٨٦) كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث، وكذلك فيه أبو يحيى الأعرج وهو مصدع، المعرقب، وقد قال فيه عمار الدهني: «كان عالما بابن عباس». وقد تابعه عكرمة عند الطحاوي (٩٨٨).
وعبد الله بن الزبعري أسلم بعد فتح مكة، وحسن إسلامه.
قال ابن حجر في الكافي الشاف (ص ١١١ - ١١٢): «اشتهر في ألسنة كثير من علماء العجم وفي كتبهم أن النبي ﷺ قال في هذه القصة لابن الزبعري: ما أجهلك بلغة قومك، فإني قلت: وما تعبدون وهي لما لا تعقل، ولم أقل: ومن تعبدون، وهو شيء لا أصل له. ولا يوجد مسندا ولا غير مسند. اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 904 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

  • 📜 حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آية لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوها أم جهلوها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب