حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦)﴾

عن ابن عباس: أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم». فصامه، وأمر بصيامه.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٩٧) - واللفظ له -، ومسلم في الصيام (١٢٧: ١١٣٠) كلاهما من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم». فصامه، وأمر بصيامه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم له قصة عظيمة ودروس مستفادة كثيرة، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوماً، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم». فصامه، وأمر بصيامه.


1. شرح المفردات:


● لما قدم المدينة: عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة مهاجراً من مكة.
● عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● نجّى الله فيه موسى: أنقذ الله تعالى نبيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده.
● أغرق آل فرعون: أهلك الله فرعون وقومه بإغراقهم في البحر.
● شكراً لله: صامه موسى عليه السلام تعبيراً عن الشكر لله على النجاة.
● أنا أولى بموسى منهم: أي أنا أحق بموسى وأكثر تبعية له من اليهود، لأن موسى رسول من الله وأنا رسول من الله، ونحن على دين واحد هو الإسلام.


2. شرح الحديث:


لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود هناك يصومون يوم عاشوراء (العاشر من المحرم). فسألهم عن سبب صيامهم هذا اليوم، فأخبروه أنهم يصومونه لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه نبيهم موسى عليه السلام وقومه من فرعون، وأغرق فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى. فقال النبي ﷺ: «أنا أولى بموسى منهم»؛ لأنه نبي من أولي العزم من الرسل، ودينه هو الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء، فالحق أن المسلمين هم الأحق بالاقتداء بموسى عليه السلام من اليهود أنفسهم، خاصة وأن اليهود قد حرفوا دينهم وخالفوا شريعة موسى. فصام النبي ﷺ ذلك اليوم وأمر المسلمين بصيامه.


3. الدروس المستفادة:


● مشروعية صيام عاشوراء: صيام هذا اليوم سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وفضله عظيم، حيث يكفر ذنوب السنة الماضية كما في الحديث: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم).
● الاقتداء بالأنبياء: النبي ﷺ بين لنا أن دين الإسلام هو دين جميع الأنبياء، وأننا نحن المسلمين أحق بالأنبياء من أهل الملل الأخرى الذين حرفوا وبدلوا.
● الشكر لله على النعم: صيام عاشوراء كان أصله شكراً لله على نعمة النجاة، فيستحب للمسلم أن يشكر الله على نعمه بالطاعات.
● التأكيد على وحدة الرسالة: الدين واحد من آدم إلى محمد ﷺ، وهو الإسلام، والشرائع تختلف ولكن الأصول واحدة.
● استحباب مخالفة أهل الكتاب: في البداية أمر النبي ﷺ بصيام عاشوراء مفرداً، ولكن لما فرض رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة، واستحب النبي ﷺ صيام يوم قبله أو بعده مخالفة لليهود.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● فضل صيام عاشوراء: هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون، وهو يوم مغفرة للذنوب.
● كيفية صيامه: الأفضل صيام اليوم التاسع والعاشر من المحرم (يُصام التاسع مع العاشر) كما قال النبي ﷺ: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» (رواه مسلم)، وذلك مخالفة لليهود الذين يصومون العاشر فقط.
● تاريخياً: كان النبي ﷺ يصومه في مكة قبل الهجرة، ولكنه لما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فاستمر في صيامه وأمر الناس به.
● ملاحظة: إذا لم يتمكن المسلم من صيام التاسع مع العاشر، فيصوم العاشر فقط، ولكن الأكمل صوم اليومين معاً.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والطاعات، وأن يجعلنا من الذين يقتدون بنبيهم ﷺ، ويتبعون سنته، إنه سميع مجيب.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٩٧) - واللفظ له -، ومسلم في الصيام (١٢٧: ١١٣٠) كلاهما من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1064 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

  • 📜 حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صوم عاشوراء وأمر النبي ﷺ بصيامه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب