حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)﴾

عن البراء قال: قال النبي ﷺ لحسان: «اهجهمْ أو هاجهمْ وجبريل معك».

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٦) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: فذكره.

عن البراء قال: قال النبي ﷺ لحسان: «اهجهمْ أو هاجهمْ وجبريل معك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، حيث قال: قال النبي ﷺ لحسان: «اهجهمْ أو هاجهمْ وجبريل معك».
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الأدب، باب هجاء المشركين، ورواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمة الحديث.

ثانياً. شرح المفردات:


● اهجهم: من الهجاء، وهو ذكر معايب الشخص بقصد الذم والتقبيح.
● أو هاجهم: بمعنى اهجهم، وهما بمعنى واحد.
● وجبريل معك: أي أن جبريل عليه السلام يؤيدك ويساندك في هذا الهجاء.

ثالثاً. قصة الحديث والسياق:


كان هذا الحديث في غزوة بني المصطلق، حيث كان حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول ﷺ، وكان يهجو المشركين بشعره رداً على هجائهم للنبي ﷺ وصحابته. فقد كان المشركون يهجون النبي ﷺ ويؤذونه بكلامهم، فأذن النبي ﷺ لحسان بن ثابت أن يهجوهم رداً على هجائهم.

رابعاً. شرح الحديث:


يقول النبي ﷺ لحسان بن ثابت: "اهجهم" أي اذكر معايبهم وقبائحهم بشعرك، "أو هاجهم" وهي بمعنى الأولى، "وجبريل معك" أي أن جبريل عليه السلام معك يؤيدك ويسندك في هذا الهجاء.
وهذا يدل على أن الهجاء في سبيل الله ودحضاً للباطل وأهله جائز بل مأمور به أحياناً، خاصة إذا كان رداً على هجاء المشركين وأذاهم للمسلمين.

خامساً:

الدروس المستفادة من الحديث:
1- جواز الهجاء في الحق: يجوز الهجاء إذا كان للدفاع عن الإسلام والرد على أعداء الله، بشرط أن يكون بالحق دون ظلم أو اعتداء.
2- مشروعية الرد على الإساءة: من حق المسلم أن يرد على من أساء إليه أو إلى دينه، ولكن بالطرق المشروعة والكلمات المناسبة.
3- تأييد الله للدعاة: كما كان جبريل مع حسان، فإن الله يؤيد الدعاة والعلماء والصالحين عندما يدافعون عن الدين.
4- مكانة الشعر في الدعوة: الشعر وسيلة مؤثرة في الدعوة والرد على الخصوم، إذا أحسن استخدامه ضمن الضوابط الشرعية.
5- الحكمة في استخدام الأساليب: النبي ﷺ استخدم الشعر كوسيلة للرد على المشركين، مما يدل على الحكمة في اختيار الأساليب المناسبة لكل مقام.

سادساً:

ضوابط الهجاء المشروع:
- أن يكون لله تعالى وفي سبيله.
- أن يكون رداً على هجاء أو إساءة.
- أن لا يشتمل على كذب أو افتراء.
- أن لا يتعدى على الأبرياء.
- أن يكون within حدود الشرع دون تجاوز.

ختاماً:


هذا الحديث يدل على عظم مكانة حسان بن ثابت رضي الله عنه، وعلى مشروعية الدفاع عن الإسلام بكل الوسائل المشروعة، including الشعر والكلام، مع التأكيد على أن الله يؤيد عباده الصالحين في جهادهم بالكلمة واللسان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٦) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1080 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

  • 📜 حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب