حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًاتَرْتِيلًا (٣٢) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٣٤)﴾

عن ابن عباس قال: قال المشركون: إن كان محمد كما يزعم نبيا، فلم يعذّبه ربه، ألّا ينزل عليه القرآن جملة واحدة، ينزل عليه الآية والآيتين والسورة؟ . فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ إلى ﴿وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٦٨٩)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (١٠/ ١١٩ - ١٢٠) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: قال المشركون: إن كان محمد كما يزعم نبيا، فلم يعذّبه ربه، ألّا ينزل عليه القرآن جملة واحدة، ينزل عليه الآية والآيتين والسورة؟ . فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ إلى ﴿وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يروي لنا جانبًا من حوار الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورد الله تعالى عليهم في كتابه العزيز. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● المشركون: هم كفار قريش الذين كانوا يعبدون الأصنام ويشركون بالله.
● يعذّبه ربه: أي يُنزل عليه المشقة والعذاب في نزول القرآن متفرقًا.
● جملة واحدة: أي دفعة واحدة كاملة.
● الآية والآيتين والسورة: إشارة إلى نزول القرآن مفرقًا على فترات متباعدة.
﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾: هذه بداية الآية 32 من سورة الفرقان، والتي تمثل الرد الإلهي على شبهتهم.

2. شرح الحديث:


كان المشركون يتساءلون استنكارًا واستهزاءً: إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا حقًا كما يدعي، فلماذا لا ينزل عليه القرآن كله مرة واحدة؟ ولماذا ينزل متفرقًا على مدى سنوات؟ وكانوا يظنون أن هذا التدرج في النزول نوع من العذاب أو الضعف في دعوته.
فأجاب الله تعالى عليهم في سورة الفرقان بقوله:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا * الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 32-34].
فبيّن الله تعالى أن الحكمة من نزول القرآن مفرقًا هي:
● تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم: بتكرار الوحي وتجديده، مما كان يقوي قلبه ويشجعه على الصبر في مواجهة أذى المشركين.
● التدرج في التشريع: ليكون أبلغ في التأثير وأسهل في الحفظ والفهم والتطبيق.
● الرد على الشبهات والحوادث الطارئة: فكان القرآن ينزل ليجيب على أسئلتهم ويحل مشكلاتهم.
ثم ختمت الآيات بتوبيخ المشركين وبيان مصيرهم السيء في الآخرة.

3. الدروس المستفادة منه:


● حكمة الله في تشريعه: فالتدرج في النزول كان رحمة بالأمة وتيسيرًا عليها.
● رد الشبهات بالحجة والبرهان: كما فعل الله تعالى مع المشركين.
● الصبر على الأذى والاستهزاء: كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم.
● عظمة القرآن وكونه معجزة: فقد نزل منجمًا لحكم عظيمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزول القرآن منجمًا (مفرقًا) على مدى 23 سنة هو من خصائص هذه الأمة وفضائلها.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي عبر جبريل عليه السلام، وكان الصحابة يحفظون القرآن فور نزوله.
- هذه الحادثة ذكرها المفسرون مثل ابن كثير والطبري في تفاسيرهم، واستدلوا بها على حكمة التنجيم في النزول.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا فهم كتابه والعمل به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٦٨٩)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (١٠/ ١١٩ - ١٢٠) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الرحمن وعبد الله بن سعد، وأشعث بن إسحاق وجعفر بن أبي المغيرة، فكلهم حسن الحديث.
وقوله: ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ﴾ أي: الكفار يوم القيامة يحشرون إلى جهنم على وجوههم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1047 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

  • 📜 حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب