حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)﴾

عن سعيد بن جبير قال: قال ابن أبزى: سلْ ابن عباس عن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: ٩٣]، وقوله ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ حتى بلغ ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ فسألته، فقال: لما نزلت قال أهل مكة: فقد عدلنا بالله، وقد قتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾ إلى قوله: ﴿غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٦٥)، ومسلم في التفسير (٣٠٢٣: ١٩) كلاهما من طريق شيبان أبي معاوية، عن منصور بن المعتمر، عن سعيد بن جبير قال: فذكره.

عن سعيد بن جبير قال: قال ابن أبزى: سلْ ابن عباس عن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: ٩٣]، وقوله ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ حتى بلغ ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ فسألته، فقال: لما نزلت قال أهل مكة: فقد عدلنا بالله، وقد قتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾ إلى قوله: ﴿غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر الذي ذكر – وفقه الله – يرويه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب "التفسير" عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو يوضح قصة نزول إحدى أعظم الآيات في التحذير من قتل النفس بغير حق، وكيف فتح الله باب التوبة حتى لهذه الجريمة العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● عدلنا بالله: أي أشركنا بالله وجعلنا له نداً وشريكاً في العبادة، وهو أعظم الذنوب.
● الفَوَاحِش: جمع فاحشة، وهي كل ذنب عظيم قبيح، ويقصد بها هنا كبائر الذنوب مثل الزنا وغيرها.
● تاب: رجع عن ذنبه وتركه ندماً وخوفاً من الله، وأقل حقوق التوبة الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة.
● غفوراً رحيماً: من أسماء الله الحسنى، فالله كثير المغفرة واسع الرحمة بعباده التائبين.

ثانياً. شرح الحديث والأثر:


يخبرنا سعيد بن جبير عن سؤال وجه إلى حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن آيتين عظيمتين:
1. قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. وهذه الآية فيها وعيد شديد لمن قتل مؤمناً متعمداً بغير حق، حيث توعدته بالخلود في النان وغضب الله ولعنته، وهذا أقصى ما يمكن أن يحصل عليه العبد من العقاب.
2. قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
فلما نزل الوعيد الشديد في آية النساء (93) على قاتل المؤمن عمداً، بجانب الآيات في سورة الفرقان التي توعدت من فعل الكبائر (الشرك، القتل، الزنا) بالعذاب المضاعف والخلود في المهانة، حزن كفار مكة وأيسوا من رحمة الله، فقالوا: لقد فعلنا هذه الذنوب العظيمة، فقد أشركنا بالله وقتلنا النفوس بغير حق (كما في وقعة بدر وغيرها) وزنينا... فكيف لنا منفذ؟ وكيف لنا توبة؟ فكأنهم رأوا أن الباب مغلق في وجوههم.
فأنزل الله تعالى الفرج والرحمة، فاستثنى من هذا الوعيد الشديد من تاب من هذه الذنوب وآمن وعمل صالحاً، ووعدهم بأن يبدل سيئاتهم حسنات، وختم الآية باسميه {غفوراً رحيماً} تأكيداً على سعة مغفرته ورحمته التي وسعت كل شيء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة جريمة القتل: بيان عظم جرم قتل النفس بغير حق، وأنه من الكبائر التي توجب غضب الله ولعنته وعذاب النار، لما فيه من العدوان على أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وهو حق الحياة.
2- سعة رحمة الله تعالى: أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن باب التوبة مفتوح لكل عبد مهما بلغت ذنوبه وكبرت جرائمه، حتى للقاتل والمشرك والزاني، إذا تاب توبة نصوحاً صادقة.
3- شروط التوبة النصوح: بيان شروط التوبة المقبولة، وهي:
● الإقلاع عن الذنب فوراً.
● الندم على ما فات.
● العزم على عدم العودة إليه.
● إرجاع الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب في حق آدمي (كالقصاص أو الدية في القتل).
● مصاحبة التوبة بالإيمان والعمل الصالح لتمحو أثر الذنب.
4- الرحمة بالعباد وعدم إياسهم من روح الله: كان هذا النزول رحمة من الله بهؤلاء الذين قنطوا من رحمته، ليعلموا أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
5- أن السيئات لا تحول بين العبد والتوبة: مهما عظمت الذنوب، فإن التوبة تجب ما قبلها، وقد وعد الله من تاب أن يبدل سيئاته حسنات.

رابعاً. معلومات إضافية:


- التوبة من حقوق العباد كالقتل تحتاج إلى إضافة شرط رابع وهو إرجاع الحقوق إلى أصحابها أو التحلل منهم، فإن كان القتل عمداً فلولي الدم الخيار بين القصاص أو العفو أو أخذ الدية.
- هذا الاستثناء {إِلَّا مَنْ تَابَ} هو نفحة ربانية تمنح الأ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٦٥)، ومسلم في التفسير (٣٠٢٣: ١٩) كلاهما من طريق شيبان أبي معاوية، عن منصور بن المعتمر، عن سعيد بن جبير قال: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، وزاد في آخره قال: فأما من دخل في الإسلام وعقله، ثم قتل فلا توبة له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1056 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

  • 📜 حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب