حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (٢٠)﴾

عن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته:
«ألا إنّ ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ... وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ...».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٥) من طرق عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، فذكره في حديث طويل.

عن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته:
«ألا إنّ ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ... وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ...».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحتوي على جوامع الكلم، وبيان عظيم لمقاصد البعثة المحمدية. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● عياض بن حمار المجاشعي: صحابي جليل، من قبيلة مجاشع، وهي بطن من تميم.
● ألا إن ربي أمرني: التنبيه على أهمية ما سيُقال، وأنه توجيه وإرشاد من الله تعالى.
● ما جهلتم: ما لا تعلمونه أو ما غاب عن علمكم من أمور الدين والحكمة.
● مما علمني يومي هذا: ما أوحاه الله إليه في ذلك اليوم من الوحي.
● أبتليك: أختبرك بالتكاليف الشرعية والمشاق.
● وأبتلي بك: أختبر الناس بك، فينقسمون إلى مؤمن بك وكافر.


ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتنبيه النبي ﷺ لأصحابه على أهمية ما سيبلغهم به، مؤكداً أن هذا العلم هو وحي من الله تعالى يُعلمهم إياه ليخرجهم من الجهل إلى العلم، ومن الظلمة إلى النور.
وقوله: «إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك» هو جزء من كلام الله تعالى لنبيه ﷺ كما جاء في سياق الحديث، وهو بيان للحكمة الإلهية من بعثته، وتضمن معنيين عظيمين:
1- «لأبتليك»: أي ليختبرك الله تعالى ويبلوك بما يكلّفك به من شرائع الدين، ومشاق الدعوة، وأذى القوم، وصبر على تبليغ الرسالة. وهذا امتحان لصبره وثباته ﷺ وتحمله لأعباء النبوة.
2- «وأبتلي بك»: أي ليختبر الله الناس برسول الله ﷺ، فيجعل الإيمان به واتباعه سبباً للفلاح والنجاة، ويجعل الكفر به ومعصيته سبباً للخسران والهلاك. فالناس يُختبرون بهذا الرسول، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. وهو معنى قوله تعالى: {وَما جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة: 143].


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان源 مصدر العلم الشرعي: فهو وحي من الله تعالى، وليس نتاجاً للرأي أو الفلسفة البشرية. فالنبي ﷺ مبلغ عن ربه.
2- الحكمة من البعثة النبوية: وهي إخراج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والإيمان.
3- الابتلاء سنة إلهية: فحياة النبي ﷺ كانت سلسلة من الابتلاءات تحملها بصبر وجهاد، وهو قدوة للمؤمنين في الصبر على البلاء.
4- الرسول ﷺ محك الإيمان والكفر: فالسعادة أو الشقاوة الأخروية مرتبطة بالتصديق به واتباعه ﷺ. فهو الفارق بين الحق والباطل، والإيمان والكفر.
5- عظمة مقام النبوة: وما تحمله النبي ﷺ من أعباء جسيمة في تبليغ الرسالة وهداية البشرية.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من خطبة طويلة للنبي ﷺ فيها العديد من الوصايا الجامعة، مثل الأمر بإكرام الجار، والنهي عن التماثيل، وذكر أمور تتعلق بالجنة والنار.
- يستدل بهذا الحديث على أن الله يكلم نبيه ﷺ بغير الوحي القرآني، وهو ما يسمى بالحديث القدسي.
- الحديث يؤصل قاعدة عقدية مهمة، وهي أن الوجود الإنساني عبارة عن اختبار وامتحان، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2].
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يثبتنا على محبة نبيه واتباع سنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٥) من طرق عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1045 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

  • 📜 حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب