حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)﴾

عن ابن عباس قال: انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ . فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء،
وأرسلت علينا الشُهُب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ﷺ وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، وقالوا: يا قومنا ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً﴾ [سورة الجن: ١ - ٢]، فأنزل الله على نبيه ﷺ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ﴾ وإنما أوحِي إليه قول الجن.
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٧٧٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٩) كلاهما من حديث أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ . فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشُهُب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ﷺ وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، وقالوا: يا قومنا ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً﴾ [سورة الجن: ١ - ٢]، فأنزل الله على نبيه ﷺ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ﴾ وإنما أوحِي إليه قول الجن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه قصة إسلام الجن، وهي من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه محمدًا ﷺ.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● طائفة من أصحابه: جماعة من أصحابه الكرام.
● عامدين إلى سوق عكاظ: متوجهين إلى سوق عكاظ، وهو سوق كبير كانت تقيمه العرب في الجاهلية للتجارة والتفاخر.
● حيل بين الشياطين وبين خبر السماء: منعوا من استراق السمع لأخبار السماء.
● أرسلت عليهم الشهب: أُرسلت عليهم النيازك المحرقة.
● مشارق الأرض ومغاربها: جهات الأرض الشرقية والغربية.
● تهامة: منطقة بين مكة والطائف.
● نخلة: موضع بين مكة والطائف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن النبي ﷺ خرج مع مجموعة من أصحابه متجهين إلى سوق عكاظ، وفي تلك الأثناء حُجب الشياطين (وهي جن كافرة) من الاستماع إلى أخبار السماء التي كانوا يسرقونها ويخبرون بها الكهان، وأُرسلت عليهم الشهب تحرقهم.
فعادت هذه الشياطين إلى قومهم من الجن، فسألوهم عن سبب انقطاع أخبار السماء، فأخبروهم أنهم منعوا من الاستماع وأُرسلت عليهم الشهب. فاستنتجوا أن هذا المنع لا يكون إلا لحدث عظيم، فأمروهم أن يتفرقوا في الأرض ليعرفوا سبب هذا الحجب.
فانطلق فريق منهم إلى جهة تهامة، فوجدوا النبي ﷺ في منطقة (نخلة) وهو يصلي الفجر بأصحابه، فلما سمعوا القرآن استمعوا له بانتباه، فأدركوا أن هذا القرآن هو سبب منعهم من استراق السمع، لأنه كلام الله الذي يحمي السماء من الشياطين.
فرجعوا إلى قومهم وأخبروهم بما سمعوا، ودعوهم إلى الإيمان بالله، ونزل فيهم قول الله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1-2].

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظمة القرآن الكريم: فإن الجن لما سمعوه آمنوا به على الفور، واعترفوا بأنه يهدي إلى الرشد.
2- معجزة لنبينا ﷺ: حيث حُجب الجن عن السماء بسبب بعثته، وهذا دليل على صدق نبوته.
3- استماع الجن للقرآن: وهذا يؤكد أن الجن مكلفون بالعبادة مثل الإنسان، ويسمعون القرآن ويتأثرون به.
4- دعوة الجن إلى التوحيد: فقد بدأوا دعوتهم بقولهم: {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}، مما يدل على أن أساس الدين هو التوحيد.
5- اهتمام الجن بأمر الدين: حيث تحركوا لمعرفة سبب انقطاع أخبار السماء، وكان ذلك سببًا في هدايتهم.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة كانت في أوائل البعثة النبوية، بعدما أعرضت قريش عن دعوة النبي ﷺ، فكانت هداية الجن بشارة له ﷺ.
- السورة التي نزلت في هذه الواقعة هي سورة الجن، وهي تحكي قصة إيمانهم وتوحيدهم لله.
- يستحب للإنسان أن يقرأ القرآن بصوت مسموع، لأن الجن قد يستمعون له ويستفيدون منه، كما في الحديث.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن ينفعنا بما نسمع ونقرأ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلاة (٧٧٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٩) كلاهما من حديث أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1068 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

  • 📜 حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حيل بين الشياطين وخبر السماء وأرسلت عليهم الشهب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب