حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢)﴾

عن رجل من بَلهجيم، قال: قلت: يا رسول الله، إلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى الله وحده، الذي إن مسَّك ضرٌّ فدعوتَه، كشف عنك، والذي إن ضللت بأرضٍ قفر دعوتَه، ردَّ عليك، والذي إن أصابتك سَنَةٌ فدعوتَه، أنبتَ عليك»، قال: قلت: فأوصني، قال: «لا تسُبّن أحدا، ولا تزهدنّ في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهُك، ولو أن تُفْرِغَ من دلوك في إناء المستسقي، وائتزرْ إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبالَ الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٦٣٦) عن عفان، حدثنا وُهيب بن خالد، حدثنا خالد الحذّاء، عن أبي تميمة عن رجل فذكره.

عن رجل من بَلهجيم، قال: قلت: يا رسول الله، إلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى الله وحده، الذي إن مسَّك ضرٌّ فدعوتَه، كشف عنك، والذي إن ضللت بأرضٍ قفر دعوتَه، ردَّ عليك، والذي إن أصابتك سَنَةٌ فدعوتَه، أنبتَ عليك»، قال: قلت: فأوصني، قال: «لا تسُبّن أحدا، ولا تزهدنّ في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهُك، ولو أن تُفْرِغَ من دلوك في إناء المستسقي، وائتزرْ إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبالَ الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم جمع بين أصول العقيدة وآداب السلوك، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق منهج أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما. وهو حديث صحيح بشواهده، وله طرق يتقوى بها.

### ثانياً. شرح المفردات
● بَلهجيم: قبيلة معروفة من قبائل العرب.
● قفر: صحراء أو أرض خالية لا أنيس فيها.
● سَنَة: القحط وجدب الأرض وقلة المطر.
● أنبتَ عليك: أنبت النبات والخير لك.
● لا تَزْهَدَنَّ في المعروف: لا تستصغرنّ فعْل الخير ولو كان قليلاً.
● منبسط إليه وجهك: طليق الوجه، مبتسم، تظهر له البشاشة والسرور.
● تُفْرِغَ من دلوك في إناء المستسقي: أن تعطي من مائك لمن يطلب منك سقياً، وهو مثال على تقديم المساعدة ولو كانت يسيرة.
● ائتزرْ إلى نصف الساق: اجعل إزارك (ثوبك الذي تلبسه على النصف الأسفل من الجسم) إلى منتصف الساق.
● إسبال الإزار: إطالة الثوب وجرّه على الأرض.
● المخيلة: الكبر والخيلاء، وهو التطاول والتعاظم على الناس.

### ثالثاً. شرح الحديث

# الجزء الأول:

الدعوة إلى التوحيد الخالص
يقول الرجل: "يا رسول الله، إلام تدعو؟" أي: إلى أي شيء تدعو الناس؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ببيان جوهر دعوته، وهي الدعوة إلى توحيد الله تعالى، وعبادته وحده لا شريك له.
ثم ذكَّره النبي بثلاثة أمور عظيمة تظهر آثار هذا التوحيد في حياة الإنسان:
1- "الذي إن مسَّك ضرٌّ فدعوتَه، كشف عنك": أي أن الله سبحانه هو الملجأ عند الشدائد، فإذا نزل بك مرض أو همّ أو كرب، فدعوته تعالى وحده، فإنه يكشف ضرك ويزيله. هذا يربي في القلب اليقين بأن الفرج بيد الله وحده.
2- "وإن ضللت بأرض قفر دعوتَه، ردَّ عليك": إذا فقدت الطريق في صحراء موحشة، فالتجئ إلى الله بالدعاء، فهو الذي يهديك إلى السبيل ويُرجِعك إلى الطريق. هذا يدل على أن الهداية بيد الله، وهو الذي يخرج العبد من حيرة الضلال إلى نور اليقين.
3- "وإن أصابتك سَنَةٌ فدعوتَه، أنبتَ عليك": إذا أصاب القحط بلدك وجفّت الأرض، فادعُ الله أن يسقيكم الغيث، فهو الذي ينزل المطر وينبت النبات، ويخرج الرزق من حيث لا تحتسب.
المغزى: هذا الجزء يؤسس لعلاقة العبد بربه على أساس الإيمان والتوكل واللجوء إليه في كل صغيرة وكبيرة، وهو جوهر العقيدة الإسلامية.

# الجزء الثاني:

الوصايا العملية (آداب المسلم وسلوكه)
بعد أن عرف الرجل أساس الدعوة، طلب وصية عملية تطبيقية، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الوصايا الذهبية:
1- "لا تسُبّن أحدا": النهي عن شتم الناس أو سبهم، سواء كان مسلماً أو كافراً، حياً أو ميتاً. فالمسلم يحفظ لسانه ولا يكون فاحشاً ولا بذيئاً. وهذا من كمال الإيمان.
2- "ولا تَزْهَدَنَّ في المعروف": لا تحتقر أي نوع من أنواع الخير، ولو كان قليلاً في عينك. فمساعدة الآخرين ولو بكلمة طيبة، أو إماطة أذى عن الطريق، أو إعانة محتاج، كلها معروف. ثم ضرب له مثليْن عظيميْن:
* "ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك": أن تلقى أخاك المسلم بوجه طليق مبتسم، فهذه ابتسامة لها أجر، وهي من أسهل أبواب الخير والمعروف، وهي تزرع المحبة في القلوب.
* "ولو أن تُفْرِغَ من دلوك في إناء المستسقي": أن تساعد غيرك ولو بأقل القليل، كأن تعطي عطشاناً قليلاً من الماء من دلوَك. هذا يعلمنا عدم الاستكبار عن帮助 الناس حتى في أبسط احتياجاتهم.
3- "وائتزر إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار": هذه وصية تتعلق بهيئة المسلم ولباسه، وهي ليست مجرد مسألة شكل، بل لها بعد أخلاقي عميق:
* الأمر بإرخاء الثوب إلى منتصف الساق هو السنة المستحبة.
* والجواز إلى الكعبين (العظمتين البارزتين في أسفل الرجل).
* التحذير من الإسبال، وهو جر الثوب أسفل من الكعبين.
* العلة: "فإن إسبال الإزار من المخيلة" أي أنه من أفعال الكبر والخيلاء، التي يتعاظم بها المرء على غيره.
* الزاجر: "وإن الله لا يحب المخيلة" فالكبر صفة مذمومة يحرمها الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1. **التوحيد أول
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٦٣٦) عن عفان، حدثنا وُهيب بن خالد، حدثنا خالد الحذّاء، عن أبي تميمة عن رجل فذكره.
والرجل المبهم من الصحابة، وهو جابر بن سُليم كما في الإسناد الذي قبله (٢٠٦٣٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1084 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

  • 📜 حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب