حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)﴾

عن ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا ﷺ، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة. فنزل: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ ونزلت: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الزمر: ٥٣].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨١٠)، ومسلم في الإيمان (١٢٢) كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرني يعلى بن مسلم، أنه سمع سعيد بن جبير، يحدث عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا ﷺ، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة. فنزل: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ ونزلت: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الزمر: ٥٣].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي أشرتم إليه حديث عظيم، يحمل بشرى عظيمة لكل من أسرف على نفسه بارتكاب المعاصي والذنوب، وهو يدل على سعة رحمة الله تعالى وعظيم عفوه ومغفرته.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
### ثانياً. شرح مفردات الحديث
● أهل الشرك: هم الذين كانوا يعبدون الأوثان مع الله تعالى.
● قتلوا وأكثروا: أي ارتكبوا القتل بغير حق، وكثروا منه.
● وزنوا وأكثروا: أي ارتكبوا الزنا، وتكرر منهم ذلك.
● لحسن: أي جميل ومقبول.
● كفارة: ما يُكَفِّرُ الذنب ويُزيلُ إثمه.
● لا تقنطوا: لا تيأسوا.
● أسرفوا: تجاوزوا الحد في المعاصي والذنوب.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحكي هذا الحديث قصة ناس من المشركين الذين ارتكبوا ذنوباً عظيمة، كالقتل بغير حق والزنا، وقد أكثروا من هذه الذنوب، فلما سمعوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وترك الشرك، أعجبهم ما يدعو إليه، ورأوا حسنه وصدقه، لكنهم شق عليهم ما قدموه من ذنوب عظيمة، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم: هل هناك كفارة لما فعلوه؟ فأنزل الله تعالى الآيات الكريمات تبشرهم بالمغفرة والرحمة.
فنزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68]، وهذه الآية تحدد الذنوب العظيمة التي كانوا يرتكبونها، وهي الشرك بالله، والقتل بغير حق، والزنا.
ثم نزلت الآية العظيمة: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]. وهذه الآية تشرح الصدر، وتحيي الأمل في نفوس العصاة، بأن الله تعالى يغفر جميع الذنوب لمن تاب منها ورجع إلى الله، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.
### رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث
1- سعة رحمة الله تعالى: فالله تعالى غفور رحيم، يقبل توبة التائبين مهما عظمت ذنوبهم، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
2- التوبة تجب ما قبلها: فمن تاب تاب الله عليه، ومحا سيئاته، واستبدلها بحسنات.
3- الذنوب لا تحجب العبد عن رحمة الله: ما دام العبد لم يقع في اليأس والقنوط من رحمة الله، فإن باب التوبة مفتوح له.
4- الاستجابة لدعوة الحق: هؤلاء القوم لما سمعوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، أعجبهم الحق وطلبوا التخلص من ذنوبهم، فبشرهم الله بالمغفرة.
5- الاهتمام بتكاليف الإسلام: بعد التوبة يجب على المسلم أن يلتزم بأحكام الإسلام، ويجتنب الكبائر التي ذكرت في الآية.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} تسمى "آية التوبة" أو "آية الرحمة"، لأنها تحمل بشرى عظيمة لكل من أسرف على نفسه بالمعاصي.
- التوبة النصوح شروطها: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، وإرجاع الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب يتعلق بحقوق العباد.
- لا يغفر الله الشرك إلا بالتوبة، أما الذنوب دون الشرك فإن الله يغفرها بالتوبة، وقد يغفرها بعفو منه ورحمة.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا، ويغفر لنا ذنوبنا، وإسرارنا وتقصيرنا، إنه هو الغفور الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨١٠)، ومسلم في الإيمان (١٢٢) كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرني يعلى بن مسلم، أنه سمع سعيد بن جبير، يحدث عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1055 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

  • 📜 حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب