حديث: من الشعر حكمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)﴾

عن أبي بن كعب أن رسول الله ﷺ قال: «إن من الشعر حكمة».

صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦١٤٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان بن الحكم، أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، أخبره أن أبي بن كعب أخبره، فذكره.

عن أبي بن كعب أن رسول الله ﷺ قال: «إن من الشعر حكمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.

الحديث الشريف:


عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً».
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 139)، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● الشِّعْر: الكلام الموزون المقفى، وهو ما يُنظم من الكلام على أوزان معروفة.
● حِكْمَةً: هي الكلمة الصائبة الموافقة للحق، التي فيها وعظ وتوجيه إلى الخير، وصدق في التجربة، وهي تَضْرِبُ على الحق.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي الشريف يوضح لنا موقف الإسلام من الشعر، وهو موقف وسط معتدل، لا إفراط ولا تفريط.
فالشعر كأي أداة من أدوات التعبير، يمكن أن تُستخدم في الخير أو في الشر. فليس الشعر مذموماً لذاته، ولا ممدوحاً لذاته، وإنما المدح والذم يعودان إلى مضمونه ومقاصده.
فقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً» توجيه نبوي كريم للانتباه إلى أن بعض الشعر يمكن أن يحوي كلاماً حكيماً، نافعاً، صادقاً، يوافق الحق والعقل والشرع. فهو ليس كله باطلاً أو لغواً، بل فيه ما هو خير وحق.
وهذا تصحيح لتصور قد يكون عند البعض أن الشعر مذموم كله، بناء على بعض النصوص التي ذمَّت الشعراء الذين يخوضون في الباطل ويتبعهم الغاوون، كما في قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224]. ولكن الآية الكريمة استثنت من ذلك بقوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الشعراء: 227].
فالحديث يؤكد هذا الاستثناء القرآني، ويبين أن الشعر يمكن أن يكون وسيلة لنشر الحكمة والخير والموعظة الحسنة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الموقف المتوازن من وسائل التعبير: الإسلام لا يحارب الفن أو الأدب لمجرد كونه فناً، بل ينظر إلى مضمونه وغايته. فالشعر وسيلة، إن سُخِّرت في الخير والدعوة إلى الفضيلة كانت محمودة، وإن استخدمت في الشر والفساد كانت مذمومة.
2- الحكمة ضالة المؤمن: على المسلم أن يلتقط الحكمة wherever وجدها، حتى لو كانت في كلام شاعر، فالحكمة هي ضالته التي يبحث عنها.
3- تكريم العقل والفكر النافع: الحديث يشجع على انتقاء الكلام النافع والمفيد، ويحث على عدم الاستهانة بأي قول يمكن أن يستفاد منه في تقويم السلوك وتزكية النفس.
4- إمكانية استخدام الأدب في الدعوة: يمكن للدعاة إلى الله استخدام الشعر والأدب الهادف كوسيلة مؤثرة لتوصيل رسالة الإسلام وقيمه، كما كان يفعل بعض الصحابة، مثل حسان بن ثابت الذي كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بشعره.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- من الأمثلة على الشعر الحكيم الذي كان يُستشهد به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قول الشاعر:
> وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ *** يَكُنْ حَمْدُهُ ذَمًّا عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكرر هذا البيت ويعجب به لحكمته.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى بعض الشعر الحكيم ويستحسنه، بل有时 كان يطلب من حسان بن ثابت أن ينشد الشعر في المسجد للرد على المشركين.
- الفرق بين الشعر الممدوح والمذموم: فالممدوح هو ما كان فيه حق وحكمة ووعظ، أو دفاع عن الإسلام وأهله. والمذموم هو الكذب، والهجاء الفاحش، ووصف الفواحش، والإغراق في المدح الكاذب، أو ما يثير الشهوات والفتن.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بالحكمة ويجعلنا من الحكماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٤٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان بن الحكم، أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، أخبره أن أبي بن كعب أخبره، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1081 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من الشعر حكمة

  • 📜 حديث: من الشعر حكمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من الشعر حكمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من الشعر حكمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من الشعر حكمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب