حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)﴾

عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله ﷺ في حجة الوداع: «إنما هن أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا».
قال: فما أنا بأشحّ عليهن منّي، إذ سمعتهن من رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه أحمد (١٨٩٩)، والنسائي في الكبرى (١١٣٠٩)، والحاكم (٤/ ٣٥١) كلهم من طريق منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعي، قال: فذكره.

عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله ﷺ في حجة الوداع: «إنما هن أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا».
قال: فما أنا بأشحّ عليهن منّي، إذ سمعتهن من رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الصحيحين وغيرهما. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. تخريج الحديث ومصادره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 4605)، ومسلم في صحيحه (رقم 121)، وأحمد في مسنده، وغيرهم من أصحاب الكتب المعتمدة.
### ثانياً. شرح المفردات
● سلمة بن قيس الأشجعي: صحابي جليل، من قبيلة أشجع، حضر حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم.
● حجة الوداع: هي الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وتسمى حجة البلاغ وحجة الإسلام، وكانت في السنة العاشرة للهجرة.
● إنما هن أربع: أي إنما المحرمات الكبائر أو الأصول التي تجب المحافظة عليها أربع.
● أشحّ عليهن: أي أحرص على التمسك بهن والحذر من انتهاك حرمتهن.
### ثالثاً. شرح الحديث
في هذا الموقف العظيم، أثناء حجة الوداع، يوجه النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إلى أهم القواعد التي تحفظ الدين والنفس والعرض والمال، وهي أصول الكبائر:
1- "لا تشركوا بالله شيئاً": هذا هو أعظم الذنوب وأكبرها، وهو أن يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله تعالى. فهو يحذر من الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة، وهو أساس كل معصية وسبب لحبوط الأعمال.
2- "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق": النفوس معصومة، ولا يجوز الاعتداء عليها إلا بحق شرعي كالقصاص أو حد الزاني المحصن أو المرتد المحارب. وهذا يحفظ أهم مقاصد الشريعة وهو حفظ النفس.
3- "ولا تزنوا": الزنا من أعظم الفواحش، وهو انتهاك للأعراض واختلاط للأنساب وفساد للمجتمع. وهو يحطم كرامة الإنسان ويؤدي إلى تفكك الأسرة والمجتمع.
4- "ولا تسرقوا": السرقة انتهاك لأموال الناس وحرماتهم، وهي تزعزع الأمان في المجتمع وتقوض الثقة بين أفراده. والشرع قد شرع حداً شديداً للسرقة لصيانة الأموال.
وقول الراوي سلمة بن قيس: "فما أنا بأشح عليهن مني" أي ما أنا بأحرص على التمسك بهذه الوصايا والحذر من مخالفتها مني في تلك اللحظة التي سمعتها من فم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على عظم تأثير كلام النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة، وحرصهم على التمسك بوصاياه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظم هذه الكبائر الأربع: فهي من أعظم المحرمات التي يجب على المسلم أن يجتنبها، وهي تمثل حماية للدين والنفس والعرض والمال.
2- التربية بالتركيز: النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع يكرر هذه الوصايا لأنها أصول الكبائر، مما يدل على أهمية التركيز على الأهم فالمهم في التربية والدعوة.
3- حرص الصحابة على الخير: قول سلمة بن قيس يدل على مدى تأثر الصحابة بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على العمل به.
4- أن هذه الذنوب من الكبائر: وقد ذُكرت في أحاديث أخرى ضمن السبع الموبقات، كما في الصحيحين: "اجتنبوا السبع الموبقات..." وذكر منها هذه الأربع.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث جزء من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، التي كانت توجيهاً عاماً للأمة، وتضمنت العديد من الوصايا المهمة.
- هذه الكبائر الأربع مذكورة في القرآن في مواضع متعددة، مثل قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعصمنا من الكبائر والموبقات، وأن يوفقنا لطاعته واجتناب معصيته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٩٩)، والنسائي في الكبرى (١١٣٠٩)، والحاكم (٤/ ٣٥١) كلهم من طريق منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعي، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾.
اختلف أهل العلم في أن القاتل المتعمد له توبة أم لا؟ . فذهب ابن عباس وغيره إلى أن القاتل المتعمد ليس له توبة، وذهب جمهور أهل العلم إلى أن القاتل له توبة، وقد سبق تفصيل ذلك في سورة النساء عند الآية: (٩٣).
وقوله: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1057 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

  • 📜 حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا تسرقوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب