حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (٦٢)﴾

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها».

صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٩) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عبيدة، يحدّث عن أبي موسى فذكره.

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «إن الله ﷿ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين. هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والمغفرة، يُبيِّن سعة رحمة الله تعالى وعظيم عفوه عن عباده.

الحديث بلفظه:


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».
(أخرجه مسلم في صحيحه)

1. شرح المفردات:


● يَبْسُطُ يَدَهُ: كناية عن الجود والعطاء والكرم وسعة الرحمة والمغفرة وقبول التوبة. وليس المعنى أن لله جارحة كأيدي المخلوقين، بل هو استعارة لبيان كمال قبوله للتوبة وسعة عفوه، فالبسط في لغة العرب يدل على العطاء والجود.
● مُسِيءُ النَّهَارِ/ مُسِيءُ اللَّيْلِ: أي من ارتكب المعاصي والذنوب في وقت النهار أو وقت الليل.
● حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا: هذا هو الوقت الذي تغلق فيه أبواب التوبة، وهو من أشراط الساعة الكبرى، فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تُقبل توبة من كان لم يتب قبل ذلك.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظمة رحمة الله تعالى وسعة مغفرته لعباده. فالله عز وجل لا يغلق باب التوبة في وجه عبده أبدًا، مهما كثرت ذنوبه وعظمت خطاياه، في أي وقت كان، ليلاً أو نهاراً.
● معنى بسط اليد: هو استعارة بلاغية عظيمة، فكما أن الإنسان إذا أراد أن يعطي بسخاء بسط يده للعطاء، فكذلك الله تعالى يبسط رحمته ومغفرته وقبوله للتوبة على عباده في كل وقت، مما يدل على كرمه وجوده وعفوه الذي وسع كل شيء.
● التوبة مستمرة: التوبة مقبولة في أي ساعة من ليل أو نهار، فمن أساء في النهار فله أن يتوب في الليل، ومن أساء في الليل فله أن يتوب في النهار. وهذا من أعظم نعم الله على عباده، حيث يفتح لهم باب الأمل والرجاء بعد اليأس.
● الحد الزمني للتوبة: يستمر هذا الباب المفتوح على مصراعيه طوال حياة الإنسان، حتى تقترب الساعة ويحدث أحد علاماتها الكبرى، وهو طلوع الشمس من مغربها. عندها يُختم على قلوب العباد، ولا تنفع التوبة لمن لم يتب قبل ذلك. قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]. وقد فسّر الكثير من المفسرين "بعض آيات ربك" بطلوع الشمس من مغربها.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله وعفوه: الحديث من أعظم النصوص التي تبين أن رحمة الله سبقت غضبه، وأنه تعالى يحب التوبة ويعفو عن السيئات.
2- الاستمرار في فتح باب التوبة: يجب على العبد أن لا يقنط من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه، فباب التوبة مفتوح أمامه ما دامت الروح في الجسد ولم تطلع الشمس من مغربها.
3- المبادرة إلى التوبة: يجب على المسلم أن يبادر إلى التوبة فور الوقوع في المعصية، ولا يؤخرها، لأنه لا يدري متى ينغلق بابها بموته أو بقيام الساعة.
4- التخويف من أشراط الساعة: الحديث يحذر من الانتظار والتسويف في التوبة، ويذكر بالآخرة وبعلاماتها، ليكون الإنسان على استعداد دائم لها.
5- الحث على الاستغفار والدعاء في جميع الأوقات: إذ أن الله يقبل التوبة في الليل والنهار، فينبغي للعبد أن يداوم على الاستغفار والتوبة في جميع أحواله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب الرجاء، ويقابله أحاديث الوعيد التي تحذر من المعاصي، فيجمع المسلم بين الخوف والرجاء.
- التوبة النصوح شروطها: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أهلها إن كانت تتعلق بحقوق العباد.
- طلوع الشمس من مغربها هو حدث عظيم خارق للعادة، يصدق الناس عند رؤيته، ولكن لا تنفع التوبة حينئذ، لأنه يكون إيمان اضطرار لا إيمان اختيار.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للتوبة النصوح، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٩) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عبيدة، يحدّث عن أبي موسى فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1052 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

  • 📜 حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب