الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣)﴾

عن عائشة قالت: سأل أناس النبي ﷺ عن الكهان، فقال: «إنهم ليسوا بشيء». فقالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا. قال: فقال النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجنّي، فيُقرقرها في أذن وليِّه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة».

متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٥٦١)، ومسلم في السلام (٢٢٢٨) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده) والإمام مسلم (كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان)، وهو يحذر من خطر الكهانة والذهاب إلى الكهان، ويبين حقيقة ما يأتي به هؤلاء من أخبار.

أولاً. شرح المفردات:

● الكهان: (مفردها كاهن) وهم الذين يدَّعون معرفة الغيب والمستقبل بأي وسيلة كانت.
● ليسوا بشيء: أي أن ادعاءاتهم باطلة لا حقيقة لها، ولا وزن لها في العلم الشرعي.
● يُقرقرها: يرددها ويُكررها بصوت خفيض، مشابه لصوت الدجاجة.
● وليّه: الشيطان الموكل بهذا الكاهن، أو الجني الذي يصاحبه ويوحي إليه.
● يخلطون: يضيفون ويَمزجون.

ثانيًا. شرح الحديث:

تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن بعض الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم الكهان الذين يدَّعون معرفة الغيب، فأجابهم عليه الصلاة والسلام بأنهم "ليسوا بشيء"، أي أن دعواهم باطلة ولا أساس لها من الصحة.
ولكن السائلين استشكلوا الأمر، فقالوا: "يا رسول الله، فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا"، يعني أنهم أحيانًا يخبرون بأمرٍ ما فيقع كما قالوا، فكيف نوفق بين هذا وبين بطلان ما هم عليه؟
فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة التي تخفى على كثير من الناس، فقال: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني".
أي أن تلك المعلومة الصادقة التي تنبأوا بها ليست من علمهم، بل هي كلمة حق سمعها الجن من السماء (حين كانوا يسرقون السمع قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم منعوا بعدها بشهب تحرقهم)، فيسرقها الجني (يخطفها) بسرعة قبل أن يُرمى بالشهاب.
ثم يأتي هذا الجني إلى وليّه (الكاهن الذي يتعاون معه) ويُلقيها في أذنه (فيُقرقرها في أذن وليه) بتكرار وخفة، مثل صوت الدجاجة عندما تكرر نقيقها (كقرقرة الدجاجة).
ثم يأتي الكاهن بعد ذلك، فيأخذ هذه الكلمة الحق الواحدة، ويبني عليها أكاذيب كثيرة جدًا (فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة)؛ ليُموه على الناس ويدعي علمًا واسعًا، بينما هو في الحقيقة لا يملك إلا نبذة سمعها من شيطانه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- تحريم الكهانة والإيمان بالكهان: الحديث أصل عظيم في تحريم إتيان الكهان وتصديقهم، وقد جاء في أحاديث أخرى أن من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
2- بيان مصدر معلومات الكهان: ليس للكاهن علم بالغيب، وإنما هو مجرد ناقل لأخبار مسروقة يخلطها بالأباطيل.
3- التحذير من التلبيس الشيطاني: الشيطان لا يأتي بالكذب المحض دائمًا، بل يُمهِّد للحق بقليل من الصدق ليوقع الإنسان في الشرك والضلال.
4- أن الغيب لا يعلمه إلا الله: وهذا أصل عقدي مهم، فمن ادعى علم الغيب فقد نازع الله في صفة من صفاته.
5- وجوب اللجوء إلى الله تعالى: بدلاً من اللجوء إلى الكهان والعرافين، يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويستعين به ويتفاءل بالخير.

رابعًا. معلومات إضافية:

- الفرق بين الكاهن والعراف: كثيرًا ما يُطلقان على معنى واحد، والعراف أعم، فقد يكون من يدعي معرفة المسروقات وأماكن الضوال وغيرها.
- حكم إتيان الكاهن على ثلاثة أقسام:
* تحريم مطلق: إذا سأله أو صدقه.
* إثم: إذا ذهب إليه لاختباره دون تصديق، لحديث: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».
* جائز: إذا ذهب إليه لتفنيد كذبه وإبطال عمله، وهذا للعلماء والدعاة الذين يقصدون إظهار بطلانهم.
نسأل الله أن يعيذنا من الشرك والضلال، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٧٥٦١)، ومسلم في السلام (٢٢٢٨) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1075 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

📜 حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الكهان ليسوا بشيء ويخلطون فيه أكثر من مائة كذبة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية