حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم ولوغ الكلب في الإناء

عن عبد اللَّه بنُ المُغفَّل قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بقتل الكلاب، ثم قال: «ما بالُهم وبالُ الكلاب؟»، ثم رخَّصَ في كلب الصيدِ وكلب الغَنَم، وقال: «إذا وَلَغَ الكلبُ في الإناءِ فاغْسِلُوه سبعَ مرات، وعَفِّرُوه الثامنةَ في التراب».
وفي رواية: ورخص في كلب الغنم والصيد والزرع.

صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٨٠).

عن عبد اللَّه بنُ المُغفَّل قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بقتل الكلاب، ثم قال: «ما بالُهم وبالُ الكلاب؟»، ثم رخَّصَ في كلب الصيدِ وكلب الغَنَم، وقال: «إذا وَلَغَ الكلبُ في الإناءِ فاغْسِلُوه سبعَ مرات، وعَفِّرُوه الثامنةَ في التراب».
وفي رواية: ورخص في كلب الغنم والصيد والزرع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن عبد الله بن المغفل رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● أمر بقتل الكلاب: طلب النبي ﷺ التخلص من الكلاب بقتلها.
● ما بالهم وبال الكلاب؟: تعبير يدل على الاستفهام التعجبي، أي: ما شأن الناس وشأن الكلاب؟ وكأنه تساؤل عن سبب الإكثار من اقتنائها مع ما فيها من ضرر.
● رخص: أباح وأذن بعد أن كان قد منع.
● كلب الصيد: الكلب المعلم الذي يُستخدم في اصطياد الحيوانات المباحة.
● كلب الغنم: الكلب الذي يحمي قطعان الأغنام من الذئاب واللصوص.
● كلب الزرع: الكلب الذي يحمي المزروعات من الحيوانات.
● ولغ الكلب في الإناء: إذا شرب الكلب من الإناء بلسانه.
● فاغسلوه: طهروا الإناء بالغسل.
● عفروه الثامنة في التراب: امسحوه أو دلكوه بالتراب في المرة الثامنة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بأن النبي ﷺ أمر في البداية بقتل الكلاب كلها بسبب ما كانت تسببه من أذى ونقل للأمراض في ذلك الزمان، حيث كانت الكلاب الضالة منتشرة بكثرة. ثم تعجب ﷺ من كثرة اقتناء الناس للكلاب دون حاجة ضرورية، فسأل: "ما بالهم وبال الكلاب؟" أي لماذا يتحملون متاعبها وأذاها؟
بعد ذلك، رخص النبي ﷺ في استثناء ثلاثة أنواع من الكلاب التي فيها منفعة للناس، وهي:
1. كلب الصيد: للمساعدة في اصطياد الطرائد.
2. كلب الغنم: لحماية المواشي.
3. كلب الزرع: لحماية المزروعات.
ثم بين ﷺ حكماً مهماً يتعلق بالطهارة، وهو أنه إذا شرب الكلب من إناء أحدكم، فإنه يجب غسل هذا الإناء سبع مرات، إحداهن بالتراب (أو التثامن بالتراب) لتطهيره من نجاسته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- تحريم اقتناء الكلاب بدون حاجة: يحرم على المسلم تربية الكلب في بيته إلا للحاجات المبيحة التي ذكرها الحديث (الصيد، حراسة الماشية، حراسة الزرع). وقد ورد الوعيد الشديد فيمن يقتني كلباً بدون حاجة، حيث قال ﷺ: "من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط" (رواه مسلم).
2- التدرج في التشريع: هذا الحديث من أمثلة التدرج في التشريع الإسلامي، حيث بدأ بالأمر العام بقتل الكلاب للتخلص من أذاها، ثم خصص الإباحة للكلاب النافعة.
3- النهي عن التشبه بالكفار: من حكم النهي عن اقتناء الكلاب أن ذلك كان من عادات الجاهلية ومن سمات بعض الأمم الأخرى، والإسلام يريد للمسلم أن يكون مميزاً في مظهره وسلوكه.
4- شدة نجاسة الكلب: دل الحديث على أن الكلب من الحيوانات النجسة، وأن نجاستها شديدة، لذا أمر ﷺ بغسل الإناء الذي يلغ فيه سبع مرات إحداهن بالتراب. والتراب هنا له خاصية إزالة الأثر والدهون التي قد تبقى من لعاب الكلب.
5- مراعاة المصالح والمفاسد: الإسلام يشرع الأحكام بناء على موازنة المصالح والمفاسد. فمنع من اقتناء الكلاب لما فيها من أذى وضرر، وأباحها حيث تكون المصلحة راجحة.
6- الرفق بالحيوان: حتى الكلاب التي أمر بقتلها في البداية لم يكن ذلك عبثاً، بل لوجود مفسدة فيها، ولكن عندما تبين وجود منفعة في بعضها رخص فيها. وهذا من رحمة الإسلام بالحيوان.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف الفقهاء في عدد الغسلات الواجبة لإزالة نجاسة الكلب، والراجح أن الغسل سبع مرات إحداهن بالتراب هو الواجب.
- الحديث يدل على أن الأصل في الكلاب النجاسة، وأنه لا يجوز اقتناؤها إلا للحاجات المذكورة.
- من الحكم في الأمر بغسل الإناء سبعاً: أن لعاب الكلب يحتوي على جراثيم وميكروبات قد لا تزول إلا بالغسل المتكرر مع استخدام التراب الذي له خاصية التنظيف والتعقيم، وهذا من إعجاز السنة النبوية.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للعمل بسنة نبينا محمد ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطهارة (٢٨٠). من طريق شعبة، عن أبي التيَّاح. سمع مُطَرِّفَ بن عبد اللَّه يحدث عن ابن المُغَفَّل فذكر الحديث.
قوله (عَفِّروه): من العَفَر -بفتحتين- وهو وجه الأرض، ويطلق على التراب، وعفرت الإناء عفرا: دلكته بالعفر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

  • 📜 حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب