حديث: المسلم لا ينجس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مصافحة الجنب
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٧٢).

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَحَادَ عَنْهُ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: كُنْتُ جُنُبًا. فَقَالَ ﷺ: إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ».
أخرجه البخاري (283) ومسلم (371).
1. شرح المفردات:
● لَقِيَهُ: صادفه واجتمع به.
● جُنُبٌ: الشخص الذي عليه جنابة، وهي الحدث الأكبر الذي يوجب الغسل، كالجماع أو خروج المني.
● حَادَ عَنْهُ: مالَ عنه وتجنبه؛ أي تجنبه حذيفة ولم يسلم عليه أو يقف معه حتى لا يصيبه شيء من بلله أو ريحه وهو على هذه الحالة.
● لَا يَنْجُسُ: لا يكون نجس العين أو متصفاً بالنجاسة الحكمية الدائمة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي ﷺ لقيه في الطريق، وكان حذيفة على حالة الجنابة (أي لم يغتسل بعد)، فلم يقف حذيفة مع النبي ﷺ وتجنبه احتراماً له ﷺ وخوفاً من أن يكون جسده أو ثوبه قد تأثر بشيء من النجاسة الحكمية أو الرائحة الكريهة. ثم ذهب حذيفة واغتسل، وبعد ذلك جاء إلى النبي ﷺ واعتذر له عن تجنبه إياه، وبيَّن سبب ذلك وهو كونه كان جنباً. فطمأنه النبي ﷺ وأخبره بأن المؤمن الحيّ لا يكون شيئاً من جسده نجساً بذاته، فلا داعي لهذا التجنب والهرب.
3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- طهارة المؤمن الأصلية: الحديث أصل عظيم في بيان أن بدن الإنسان المسلم طاهر، لا ينجس بالموت ولا بالجنابة ولا بغيرها من الأحداث. فالنجاسة تكون على الأعيان القذرة كالخنزير والكلب، أما الإنسان فطاهر بطبعه. وهذا من كمال هذا الدين وسماحته.
2- الجنابة حدث وليست نجاسة: الجنابة (الحدث الأكبر) تمنع من الصلاة ومس المصحف والطواف بالبيت، لكنها لا تجعل البدن نجساً. فلا يلزم غسل الثياب أو البدن من أثر الجنابة، بل يكفي الاغتسال الشرعي لإزالة الحدث.
3- الأدب مع النبي ﷺ: يُستفاد من فعل حذيفة رضي الله عنه الأدب العظيم مع النبي ﷺ وتوقيره، حيث خشي أن يصيبه بشيء وهو على تلك الحالة التي يعتبرها الناس غير لائقة للقاء النبي الكريم.
4- رفع الحرج عن الأمة: بيَّن النبي ﷺ الحكم الشرعي لتطمين حذيفة والأمة كلها، ورفع الحرج والمشقة عنهم، فلا يحتاج المسلم إلى تجنب الناس أو الخروج من المسجد لمجرد كونه جنباً، ما دام لم يصبه شيء من النجاسة الحسية.
5- جواز مخالطة الجنب: لا حرج على الجنب في مخالطة الناس ومجالستهم والتحدث معهم، ما لم يكن عليه أذى أو رائحة كريهة تؤذي الآخرين، فهنا ينبغي له إزالتها حفاظاً على مشاعر المسلمين.
6- التوضيح وطلب البراءة: يستحب للمرء إذا فعل شيئاً يظن أنه قد يُساء فهمه أن يبين حقيقة أمره ويوضح قصده، كما فعل حذيفة رضي الله عنه عندما بين سبب تجنبه للنبي ﷺ.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي ترد على بعض الفرق التي كانت تعتقد نجاسة الكافر أو الميت، فبيَّن النبي ﷺ أن أصل خلق الإنسان الطهارة.
- يستثنى من طهارة بدن المسلم ما خرج منه من البول والغائط والدم وغيرها من النجاسات الحسية، فهذه يجب تطهيرها إذا أصابت البدن أو الثوب.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن الجنب لا يمنع من قراءة القرآن عن ظهر قلب (بدون مس المصحف)، ومجالسة الناس، ودخول المسجد (على خلاف بين العلماء في دخوله مع الكراهة أو الجواز بشرط ألا ينام فيه).
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
1- طهارة المؤمن الأصلية: الحديث أصل عظيم في بيان أن بدن الإنسان المسلم طاهر، لا ينجس بالموت ولا بالجنابة ولا بغيرها من الأحداث. فالنجاسة تكون على الأعيان القذرة كالخنزير والكلب، أما الإنسان فطاهر بطبعه. وهذا من كمال هذا الدين وسماحته.
2- الجنابة حدث وليست نجاسة: الجنابة (الحدث الأكبر) تمنع من الصلاة ومس المصحف والطواف بالبيت، لكنها لا تجعل البدن نجساً. فلا يلزم غسل الثياب أو البدن من أثر الجنابة، بل يكفي الاغتسال الشرعي لإزالة الحدث.
3- الأدب مع النبي ﷺ: يُستفاد من فعل حذيفة رضي الله عنه الأدب العظيم مع النبي ﷺ وتوقيره، حيث خشي أن يصيبه بشيء وهو على تلك الحالة التي يعتبرها الناس غير لائقة للقاء النبي الكريم.
4- رفع الحرج عن الأمة: بيَّن النبي ﷺ الحكم الشرعي لتطمين حذيفة والأمة كلها، ورفع الحرج والمشقة عنهم، فلا يحتاج المسلم إلى تجنب الناس أو الخروج من المسجد لمجرد كونه جنباً، ما دام لم يصبه شيء من النجاسة الحسية.
5- جواز مخالطة الجنب: لا حرج على الجنب في مخالطة الناس ومجالستهم والتحدث معهم، ما لم يكن عليه أذى أو رائحة كريهة تؤذي الآخرين، فهنا ينبغي له إزالتها حفاظاً على مشاعر المسلمين.
6- التوضيح وطلب البراءة: يستحب للمرء إذا فعل شيئاً يظن أنه قد يُساء فهمه أن يبين حقيقة أمره ويوضح قصده، كما فعل حذيفة رضي الله عنه عندما بين سبب تجنبه للنبي ﷺ.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي ترد على بعض الفرق التي كانت تعتقد نجاسة الكافر أو الميت، فبيَّن النبي ﷺ أن أصل خلق الإنسان الطهارة.
- يستثنى من طهارة بدن المسلم ما خرج منه من البول والغائط والدم وغيرها من النجاسات الحسية، فهذه يجب تطهيرها إذا أصابت البدن أو الثوب.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن الجنب لا يمنع من قراءة القرآن عن ظهر قلب (بدون مس المصحف)، ومجالسة الناس، ودخول المسجد (على خلاف بين العلماء في دخوله مع الكراهة أو الجواز بشرط ألا ينام فيه).
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 1 هو الطهور ماؤه الحل ميتته
- 2 سئل عن ماء البحر فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته
- 3 اغسل يدك قبل إدخالها في الإناء إذا استيقظت من النوم
- 4 إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث
- 5 الماء لا يجنب
- 6 الماء طهور لا ينجسه شيء
- 7 المؤمن طاهر لا ينجس
- 8 المسلم لا ينجس
- 9 غسل الوجه ثلاثا واليدين مرتين في الوضوء
- 10 اغسل الإناء سبع مرات إذا شرب فيه الكلب
- 11 إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة...
- 12 شربنا ونحن أربعون رجلًا عطاش من مزادة امرأة مشركة
- 13 الهرة ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم
- 14 خمس من الفطرة: الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص...
- 15 خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب
- 16 عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك
- 17 جُزّوا الشواربَ وأرخُوا اللِّحى؛ خالِفُوا المجوس
- 18 قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة
- 19 أخذ النبي الشفرة فجعل يجز لي بها منه
- 20 من لم يأخذ شاربه فليس منا
- 21 اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم
- 22 كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 23 لا يمس القرآن إلا طاهر
- 24 يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به
- 25 إذا توضأ النبي كادوا يقتتلون على وضوئه
- 26 ثم توضأ فشربت من وضوئه
- 27 أبشر واغسل وجهك بالماء الذي مج فيه النبي.
- 28 النبي ﷺ يصب وضوءه على جابر بن عبد الله أثناء...
- 29 علي يشرب فضل وضوئه ويقول صنع رسول الله كما صنعت
- 30 نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل
- 31 لا يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة
- 32 اغتسل النبي وعائشة من إناء واحد يقال له الفَرَق
- 33 يغتسلان من إناء واحد من الجنابة
- 34 كانا يغتسلان من الإناء الواحد من الجنابة
- 35 تغتسل ميمونة والنبي في إناء واحد
- 36 الرجال والنساء يتوضؤون في زمان النبي جميعا
- 37 اختلفت يدي ويد رسول الله في إناء واحد.
- 38 عن أنس: كان النبي إذا دخل الخلاء قال اللهم إني...
- 39 إذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث
- 40 غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الخلاء
- 41 إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة
- 42 لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان
- 43 لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى
- 44 غسل الوجه واليدين بعد قضاء الحاجة ثم النوم
- 45 لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك
- 46 هدي النبي في السواك عند قيام الليل
- 47 يتسوَّك ويتوضّأ ويُصلي تسع ركعات لا يجلسُ إلّا في الثّامنة
- 48 كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك
- 49 السواك في فيه كأنه يتهوع
- 50 أكثرت عليكم في السواك
معلومات عن حديث: المسلم لا ينجس
📜 حديث: المسلم لا ينجس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المسلم لا ينجس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المسلم لا ينجس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المسلم لا ينجس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








