حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خصال الفطرة

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «خالفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحَى، واحفوا الشوارب».
وكان ابن عمر إذا حجّ أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه.
وفي رواية: «أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٩٢، ٥٨٩٣) واللّفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٥٩) وفيه: «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى» وفي لفظ: «أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى»، وفي لفظ عن النبي ﷺ أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «خالفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحَى، واحفوا الشوارب».
وكان ابن عمر إذا حجّ أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه.
وفي رواية: «أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث وروايته:


الحديث الذي ذكر جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من دواوين السنة، وهو من الأحاديث المتعددة الروايات التي تؤكد على معنى واحد. الرواية الأولى: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ؛ وَفِّرُوا اللِّحَى، وَاحْفُوا الشَّوَارِبَ». والرواية الأخرى: «أَنْهِكُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى».


1. شرح المفردات:


● خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ: أي اختلفوا عنهم في الهيئة والظاهر، ولا تتشبهوا بهم.
● وَفِّرُوا اللِّحَى: من "التوفير" وهو الإكثار والإبقاء وترك القص أو الحلق. واللحية: هي الشعر النابت على الذقن والخدين.
● احْفُوا الشَّوَارِبَ: من "الحف" وهو الاستئصال أو القص القريب من الجلد. والشوارب: الشعر الذي فوق الشفة العليا.
● أَنْهِكُوا الشَّوَارِبَ: من "الإنهاك" وهو المبالغة في القص والأخذ، وهو بمعنى "احفوا".
● أَعْفُوا اللِّحَى: من "الإعفاء" وهو الترك والإكثار، وهو بمعنى "وفروا".


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بمخالفة المشركين في الهيئة الظاهرة، وذلك بإطالة اللحى وقص الشوارب قصًّا شديدًا. وهذا الأمر يدل على وجوب مخالفة الكفار في الأمور الظاهرة التي تميزهم، ليكون للمسلمين شخصية مستقلة ومظهرٌ يعرفون به.


3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


● وجوب مخالفة الكفار: وهذا أصل عظيم في الشريعة، فالمسلم مأمور بمخالفة أهل الكفر في العبادات والعادات والهيئات، ما لم يرد دليل يبيح الموافقة.
● حكم إعفاء اللحية: ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام، لكون الأمر جاء بصيغة الوجوب. وهو من الفطرة التي جاءت بها الشريعة.
● حكم حف الشارب: الأمر بحف الشارب أو إنهائه جاء للاستحباب عند جمهور العلماء، وليس للوجوب، وهو من سنن الفطرة.
● فعل ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: «كَانَ ابنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ» يدل على أن السنة في اللحية هي التوفير والإعفاء، ويجوز أخذ ما زاد على القبضة، وهذا مذهب جمهور العلماء.
● الحد من التشبه: الحديث يدعو إلى تميز الأمة الإسلامية في مظهرها، لتبقى ذات هوية مستقلة، بعيدة عن التقليد الأعمى للأمم الأخرى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "السنن الفطرية" التي جاءت بها الشريعة، مثل الختان وقص الأظافر ونتف الإبط etc.
- مخالفة المشركين ليست مقصورة على اللحية والشارب، بل تشمل جميع العادات والهيئات التي تميزهم عن المسلمين، ما لم يرد دليل بالجواز.
- ينبغي للمسلم أن يراعي في لحيته النظافة والترتيب، دون إفراط أو تفريط، فالإسلام دين الجمال والنظافة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجنبنا التقليد الأعمى والانحراف عن هدى الشريعة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٩٢، ٥٨٩٣) واللّفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٥٩) وفيه: «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى» وفي لفظ: «أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى»، وفي لفظ عن النبي ﷺ أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية.
ولم يذكر مسلم أن ابن عمر إذا حجّ أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه.
رواه البخاري بالإسناد السابق.
وأخرجه أيضًا مالك في الموطأ في الحج (١٨٧) عن نافع، أن عبد اللَّه بن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرةٍ أخذ من لحيته وشاربه.
وإحفاء الشارب معناه: أن يؤخذ منه حتى يحفى ويرق، وقد يكون أيضًا معناه: الاستقصاء في أخذه، من قولك: (أحفيت في المسألة) إذا استقصيت فيها، أفاده الخطابي.
وسوف يأتي من حديث أبي هريرة: «جزُّوا الشوارب». والجزُّ هو قطع الصوف من الخروف،
ولا يكون فيه الاستقصاء، أو الاستئصال؛ ولذا ذهب كثير من السلف إلى منع الحلق والاستئصال منهم الإمام مالك، كان يرى تأديب من حلقه. فالمختار هو القص حتى يبدو طرف الشفة، أو الإحفاء. وقد قيل للإمام أحمد: ترى للرجل يأخذ شاربه ويحفيه، أم كيف يأخذه؟ قال: إن أحفاه فلا بأس، وإن أخذه قصًّا فلا بأس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 15 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

  • 📜 حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خالفوا المشركين؛ وفروا اللحى، واحفوا الشوارب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب