حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

عن سعيد بن زيد، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّ من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق».

صحيح: رواه أبو داود (٤٨٧٦)، وأحمد (١٦٥١)، والبزّار (١٢٦٤) كلّهم من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد قال: فذكره.

عن سعيد بن زيد، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّ من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم، يحذر من جريمة خطيرة من جرائم اللسان، وهي انتهاك حرمة المسلم والاعتداء على سمعته.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم. وحسنه عدد من العلماء كالألباني وغيره.
### ثانياً. شرح المفردات
● أربى الربا: أي أعظمه وأشده إثماً. والربا في الأصل هو الزيادة المحرمة في المعاملات المالية، وشبهت هذه المعصية بالربا لعظم خطرها وشدة إثمها.
● الاستطالة: التعالي والتجبر والاعتداء على الغير بالقول أو الفعل. أي أن يطيل لسانه في عرض أخيه ويتهجم عليه.
● العرض: هو كل ما يُمدح به الإنسان ويذم من حيث شرفه ونسبه وخلقه ودينه. أي سمعته وشرفه وكرامته.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من أعظم أنواع الربا المحرمة وأشدها إثماً عند الله، أن يتطاول الإنسان على عرض أخيه المسلم (أي على سمعته وشرفه وكرامته) بغير حق شرعي.
● الاستطالة في العرض تشمل كل شكل من أشكال الاعتداء اللفظي على honor المسلم: كالسب، والشتم، واللعن، والغيبة، والنميمة، والقذف، والتشهير، والسخرية، والهمز واللمز، والتنقيص من شأنه، وذكر عيوبه، سواء كان حاضراً أو غائباً.
- قيد النبي صلى الله عليه وسلم التحريم بقوله «بغير حق»، لأن هناك حالات يُستثنى فيها هذا التحريم، كالشهادة في الحق أمام القاضي، أو النصيحة بطلب من المستشير (الاستشارة)، أو المجاهرة بالمعصية التي لا يمكن إنكارها إلا بذكر فاعلها (الإنكار بالحكمة)، ففي هذه الحالات يكون الكلام لحقٍ وعدلٍ وليس اعتداءً.
وشبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجريمة بالربا لعدة أوجه:
1- شدة الإثم: كما أن الربا في المال من كبائر الذنوب، فكذلك الاعتداء على الأعراض من الكبائر العظيمة.
2- الزيادة المحرمة: فالمعتدي يزداد إثماً وعقاباً كلما استطال في عرض أخيه، كما يزيد الربا في المال.
3- الاستغلال والظلم: فالمتطاول يأكل مال غيره بالباطل في الربا، ويأكل عرض غيره وشرفه بالباطل هنا.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظم حرمة المسلم: فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، وحرمة عرضه كحرمة ماله ودمه. قال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه».
2- التحذير من آفات اللسان: اللسان هو أداة هذه الجريمة، وهو من أعظم الجوارح خطراً، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
3- الترغيب في حفظ اللسان: على المسلم أن يعود لسانه على ذكر الله، والكلام الطيب، والسكوت عما لا يعنيه، وحفظ أعراض المسلمين.
4- بيان أن الغيبة من كبائر الذنوب: وهذا الحديث يؤكد على ذلك، فالاستطالة في العرض تشمل الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره.
5- الحث على التوبة النصوح: من وقع في هذه المعصية فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفر، ويُحسن إلى من اغتبته أو اعتديت على عرضه بما يستطيع.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- من حقوق المسلم على أخيه: أن يحفظ عرضه في غيبته وحضوره، فلا يغتابه ولا يسمع من يغتابه.
● الفرق بين الغيبة والبهتان: الغيبة أن تذكر أخاك بما فيه مما يكره، والبهتان أن تذكر فيه ما ليس فيه، وهو أشد إثماً.
● العلاج: إذا شعر الإنسان برغبة في الكلام في أعراض الناس، فليذكر نفسه بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12].
نسأل الله تعالى أن يعيننا على حفظ ألسنتنا، وصيانة أعراض المسلمين، وأن يجنبنا مواطن الزلل والشر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٧٦)، وأحمد (١٦٥١)، والبزّار (١٢٦٤) كلّهم من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

  • 📜 حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب