حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حَدَّثَنَا أصحاب محمد ﷺ، أنهم كانوا يسيرون مع النَّبِيّ ﷺ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما».

صحيح: رواه أبو داود (٥٠٠٤)، وأحمد (٢٣٠٦٤)، والبيهقي في الآداب (٥٤٢) كلّهم من حديث ابن نمير، عن الأعمش، عن عبد الله بن يسار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فذكره.

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حَدَّثَنَا أصحاب محمد ﷺ، أنهم كانوا يسيرون مع النَّبِيّ ﷺ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه درس مهم في التعامل بين المسلمين، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يسيرون: يمشون في سفر أو طريق.
● فنام رجل منهم: أي غلبته عينه فاستغرق في النوم.
● إلى حبل معه: الحبل هو الذي يُربط به المتاع.
● فأخذه: أي أخذه من عنده ليخفيه أو يربطه بشيء.
● ففزع: خاف وانزعج بشدة عندما استيقظ ولم يجده.
● يروع: يخيف ويفزع.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي ليلى أن أصحاب النبي ﷺ رووا له هذه القصة التي حدثت معهم أثناء سفرهم مع رسول الله ﷺ. حيث نام أحد الصحابة خلال السفر، فقام أحد رفاقه بمزحة، فأخذ حبله (الذي ربما كان مربوطاً به متاعه أو راحلته) مما سبب فزعاً وخوفاً للرجل النائم عندما استيقظ ولم يجد حبله.
فلما رأى النبي ﷺ هذا الموقف وأنكر ما حصل، قال ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما». أي أن إخافة المسلم وإفزاعه حرام وغير جائز، سواء كان ذلك على سبيل المزاح أو الجد.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم إخافة المسلم: يوضح الحديث تحريم إرعاب المسلم وإفزاعه، حتى لو كان القصد مزاحاً ولعباً، لأن ذلك قد يسبب له أذى نفسياً أو جسدياً.
2- الحفاظ على مشاعر الآخرين: الإسلام دين يراعي مشاعر الناس ويحفظ حقوقهم، حتى في أمور المزاح واللهو، فلا يجوز أن يكون على حساب أمن وسكينة الآخرين.
3- الرفق في المعاملة: كان النبي ﷺ يعلّم أصحابه الرفق واللين في التعامل، وهذا الموقف درس عملي في ذلك.
4- خطورة المزاح السلبي: ليس كل مزاح مباح، فإذا ترتب على المزاح ضرر أو أذى أو خوف فإنه يصبح محرماً.
5- مراقبة الله في التعامل: المسلم يعلم أن الله يراه ويحاسبه على تصرفاته، حتى تلك التي تبدو صغيرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- هذا الحديث يدخل في باب "حرمة المسلم" الذي أكده النبي ﷺ في أحاديث أخرى، مثل قوله: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه».
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم جميع أنواع الإخافة التي لا مبرر لها، سواء بالكلام أو الفعل أو التهديد.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق ورفق التعامل مع إخواننا المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٠٠٤)، وأحمد (٢٣٠٦٤)، والبيهقي في الآداب (٥٤٢) كلّهم من حديث ابن نمير، عن الأعمش، عن عبد الله بن يسار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وفي معناه رُوي عن ابن عمر وغيره وفيه مقال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 239 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

  • 📜 حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب