من حمل علينا السلاح فليس منا

حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن
غشّنا فليس منا».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٠١) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن
غشّنا فليس منا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».
رواه مسلم في صحيحه.

1. شرح المفردات:

● حمل علينا السلاح: أي رفع السلاح وقصد به إيذاء المسلمين أو التهديد بهم.
● غشنا: الغش هو الخداع والتلبيس وإخفاء العيب، والمقصود هنا من يخدع المسلمين أو يغشهم في المعاملات.
● فليس منا: أي ليس على هدينا وطريقتنا، وليس معناه الخروج من الملة بالكفر، بل هو نفي للكمال الإيماني والاقتداء بالنبي ﷺ.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يحذر من أمرين عظيمين:
أولاً: حمل السلاح على المسلمين
- المقصود هنا من يعتدي على المسلمين بالسلاح، سواء كان بالقتال أو التهديد أو الإرهاب.
- هذا الفعل ينافي الأخوة الإيمانية ويناقض مبدأ وحدة المسلمين وسلامتهم.
- يدخل في هذا الوعيد من يحمل السلاح على الدولة الإسلامية أو الجماعة المسلمة بقصد الإضرار أو الفتنة.
ثانياً: الغش في المعاملات
- الغش هنا عام يشمل جميع أنواع المعاملات: البيع والشراء، العمل، النصيحة، وغيرها.
- من غش المسلمين فقد خان الأمانة وخرج عن خلق الصدق الذي أمر به الإسلام.
- الغش يدل على ضعف الإيمان وفساد القلب، لأنه يتضمن الكذب والخداع.

3. الدروس المستفادة:

1- تحريم الاعتداء على المسلمين: يحرم على المسلم أن يرفع السلاح على أخيه المسلم أو يعتدي عليه، لأن ذلك يناقض مبدأ الأخوة والإيمان.
2- تحريم الغش مطلقاً: الغش محرم في كل شيء، سواء في التجارة أو العمل أو النصيحة أو حتى في التعليم، لأنه خيانة للأمانة.
3- الترابط بين السلوك والأيمان: الحديث يبين أن الأخلاق والسلوك جزء من الإيمان، فمن فعل هذه الأفعال فقد نقص إيمانه وابتعد عن هدي النبي ﷺ.
4- التحذير من الفتنة: حمل السلاح على المسلمين قد يؤدي إلى فتنة وفرقة، والإسلام حريص على وحدة الصف وعدم التشرذم.
5- أهمية الصدق والأمانة: المسلم مأمور بالصدق والأمانة في جميع أحواله، والغش يناقض هذه الصفات.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تحفظ حقوق المسلمين وتؤكد على حرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
- بعض العلماء يستدل بهذا الحديث على تحريم الخروج على الحاكم المسلم إذا لم يكن هناك كفر بواح، لأن ذلك يعتبر من حمل السلاح على المسلمين.
- الغش ليس فقط في البيع والشراء، بل حتى في النصيحة، كما في الحديث: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» وهو يعم جميع أنواع الغش.

اللهم اجعلنا من الصادقين الأمناء، وابعثنا على سنة نبيك محمد ﷺ، واحفظنا من الغش والاعتداء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٠١) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 231 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

📜 حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية