حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التمسك بنصال النبل خشية أن يصيب أحدًا من المسلمين

عن جابر بن عبد الله قال: مرَّ رجلٌ في المسجد بسهامٍ، فقال له رسول الله ﷺ: «أمسك بنصالها».
وفي رواية: أن رجلًا مر بأسهم في المسجد، قد أبدى نصولها، فأمر أن يأخذ بنصولها، كي لا يخدش مسلما.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٧٣)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٤: ١٢٠) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، أنه سمع جابرا يقول: فذكره باللفظ الأوّل.

عن جابر بن عبد الله قال: مرَّ رجلٌ في المسجد بسهامٍ، فقال له رسول الله ﷺ: «أمسك بنصالها».
وفي رواية: أن رجلًا مر بأسهم في المسجد، قد أبدى نصولها، فأمر أن يأخذ بنصولها، كي لا يخدش مسلما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يتضمن حكمة عظيمة ورعايةً لسلامة المسلمين في بيوت الله. وإليكم الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● سهام: جمع سهم، وهو ما يُرمى به في القوس.
● نصالها: النصل هو الحديد الحاد في رأس السهم، أي الجزء المدبب القاطع.
● أبدى نصولها: أي أظهرها وجعلها بارزةً غير مغطاة.
● يخدش: يعني يجرح أو يسبب أذىً بالخدش أو الوخز.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً كان يمر في المسجد النبوي وهو يحمل معه مجموعة من السهام، وكانت نصولها (أطرافها الحادة) مكشوفة وغير مغطاة. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، ناداه وأمره بأن يمسك بنصالها، أي أن يمسكها من طرفها الحاد ويغطيها أو يضمها إلى نفسه بحيث لا تكون بارزةً وقد تؤذي أحداً.
والحكمة من ذلك كما بينت الرواية الأخرى: "كي لا يخدش مسلماً"، أي لحماية المصلين والمارين في المسجد من الإصابة بتلك النصال الحادة التي قد تجرح أحدهم إذا اصطدم بها أو مر قريباً منها.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحرص على سلامة المسلمين: يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتجنب كل ما قد يسبب أذىً للآخرين، خاصة في أماكن العبادة التي يجب أن تكون آمنةً مطمئنة.
● مراعاة الآداب العامة: المسجد مكان للطهارة والعبادة، فيجب على من يدخله أن يتجنب كل ما ينافي الأدب أو يسبب ضرراً للمصلين.
● الحفاظ على الممتلكات العامة: هذا يشمل الحفاظ على بيوت الله ومرافقها من أي أذى أو تلف.
● التوجيه النبوي الرقيق: لم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم الرجل، بل وجهه برفق وأمره بتصحيح الأمر، مما يدل على حسن التربية ومراعاة المشاعر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع" في الفقه الإسلامي، حيث يمنع الشيء وإن كان جائزاً في الأصل إذا كان وسيلةً إلى ضرر محتمل.
- يستفاد منه أيضاً وجوب إزالة الأذى عن الطريق، وهو من شعب الإيمان.
- ينطبق هذا الحكم على كل ما قد يسبب ضرراً في المسجد أو غيره من الأماكن العامة، كالأدوات الحادة أو الزجاج أو غير ذلك.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، مما يدل على صحته وقوته.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٧٣)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٤: ١٢٠) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، أنه سمع جابرا يقول: فذكره باللفظ الأوّل.
ورواه البخاريّ (٧٠٧٤)، ومسلم (٢٦١٤: ١٢١) كلاهما من طرق عن حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر، فذكره باللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 237 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

  • 📜 حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمسك بنصالها لا تخدش مسلما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب