حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٩) من طرق عن مصعب (هو ابن المقدام)، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن إياس بن سلمة، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا».
تخريج الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6874)، ومسلم في صحيحه (رقم 101)، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأحمد في مسنده، وغيرهم.
1. شرح المفردات:
* حَمَلَ عَلَيْنَا: الحَمْل هنا بمعنى الرَّفْع والتوجيه. وقوله (عَلَيْنَا) أي تجاه المسلمين، أو في جماعة المسلمين، بقصد الإيذاء والعدوان.
* السِّلَاحَ: يشمل كل ما يُتخذ وسيلة للقتال والعدوان، من سيف، أو رمح، أو بندقية، أو غيرها.
* فَلَيْسَ مِنَّا: هذه الصيغة النبوية لا تعني الكفر أو الخروج من الملة بالضرورة، بل هي صيغة زجر شديدة وتغليظ للعقوبة، تفيد البراءة من فعل هذا الفعل المشين، ونفي كمال الانتماء للإسلام والاقتداء برسول الله ﷺ. أي: ليس من هدينا، ولا من طريقتنا، ولا من جماعتنا في هذا الفعل القبيح.
2. شرح الحديث:
معنى الحديث النبوي الشريف أن من يرفع السلاح ويتوجه به لقتال المسلمين أو ترويعهم أو إخافتهم بغير حق، فهو قد ارتكب فعلاً شنيعًا ينافي ما أمر به الإسلام من الأخوة والسلام والأمان، ويناقض هدي النبي ﷺ الذي جاء رحمة للعالمين.
* المقصود بالحمل: ليس مجرد حَمْل السلاح للصيد أو للدفاع عن النفس، بل حَمْلُهُ على المسلمين بقصد العدوان والترويع والفتنة. وهذا يشمل:
* قطاع الطريق الذين يهاجمون المسلمين.
* من يخرج على جماعة المسلمين بإثارة الفتنة والفرقة.
* من يروع الآمنين ويهددهم بالسلاح.
* من يشهر السلاح في مجتمع المسلمين بغير حق لإرهابهم.
* حكم هذا الفعل: هو من كبائر الذنوب، لما فيه من اعتداء على حرمات المسلمين، وإشاعة للرعب والفوضى، وتهديد للأمن العام الذي هو من مقاصد الشريعة الأساسية.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم إرهاب الآمنين: يحرم الإسلام تخويف المسلم أو ترويعه أو تهديده بالسلاح، فالأمن من أعظم النعم التي يجب الحفاظ عليها.
2- قدسية دم المسلم وعرضه: هذا الحديث يؤكد على حرمة دم المسلم، وأن من يعتدي عليه بالسلاح فقد انحرف عن طريق النبي ﷺ.
3- التحذير من الفتنة: يشير الحديث إلى خطورة إشاعة الفتنة بين المسلمين باستخدام القوة والسلاح، وأن هذا الفعل مذموم شرعًا.
4- البراءة من أهل المعاصي: قوله ﷺ: (فليس منا) تعليم للأمة أن تتبرأ من أفعال المعاصي وأهلها، حتى وإن كانوا منتسبين إليها اسمًا.
5- الحفاظ على كيان المجتمع: يسعى الإسلام دائمًا إلى تماسك المجتمع ووحدته، وهذا الفعل يمزق نسيج المجتمع ويوهن قوته.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* ذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث خاص بمن يحمل السلاح في "فِئَةٍ" أي جماعة من الناس بغرض الإرهاب والعدوان، وليس الشخص المنفرد الذي قد يحدث منه شيء في حالة غضب ثم يندم.
* هذا الحديث لا يتناقض مع وجوب حمل السلاح للجهاد في سبيل الله دفاعًا عن الأمة والدين، لأن الجهاد هو حمل السلاح *مع* المسلمين وليس *عليهم*.
* من تاب من هذا الفعل وأصلح، فإن الله تعالى يتوب عليه، لقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي الباب ما رُوي عن عبد الله بن الزُّبير، عن رسول الله ﷺ قال: «من شهر سيفه ثمّ وضعه، فدمُه هدر».
رواه النسائيّ (٤٠٩٧) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حَدَّثَنَا معمر، عن أبي طاوس، عن أبيه، عن ابن الزُّبير، فذكره مرفوعًا.
ورواه الحاكم (٢/ ١٥٩) من وجه آخر عن وُهيب وهو ابن خالد، عن معمر بن راشد بإسناده مثله. وقال: «صحيح على شرط الشّيخين».
قال الأعظمي: وخالفهما عبد الرزاق فرواه عن معمر ولم يرفعه. رواه النسائيّ.
وكذلك رواه ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن الزُّبير قال: «من رفع السلاح، ثمّ وضعه، فدمُه هدر». رواه أيضًا النسائيّ.
ويظهر منه أن النسائيّ يُعِلُّ المرفوع بالموقوف، وهذا الذي رجّحه أيضًا البخاريّ كما في العلل الكبير للترمذي (٢/ ٦٢٣).
وابن طاوس هو: عبد الله بن طاوس ثقة فاضل.
قوله: «شهر سيفه» أي سلّه.
وقوله: «ثمّ وضعه» أي في الناس يعني ضربهم وقتلهم به.
قوله: «فدمُه هدر» أي لا دية ولا قصاص بقتله.
رُوي عن سمرة بن جندب أن رسول الله ﷺ نهى أن يُقدَّ السيرُ بين اثنين.
رواه أبو داود (٢٥٨٩)، والحاكم (٤/ ٢٨١) كلاهما من طرق عن قريش بن أنس، حَدَّثَنَا أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، فذكره.
وهذا إسناد ضعيف من أجل قريش بن أنس هذا فإنه صدوق إِلَّا أنه اختلط، قال ابن حبَّان في المجروحين (٢/ ٢٢٣، ٢٢٤): «كان شيخا صدوقًا إِلَّا أنه اختلط في آخر عمره حتَّى كان لا يدري ما يحدث به، وبقي ست سنين في اختلاطه، فظهر في روايته أشياء مناكير، لا تشبه حديثه القديم، فلمّا ظهر ذلك من غير أن يتميز مستقيم حديثه من غيره لم يجزْ الاحتجاج به فيما انفرد، فأما فيما وافق الثّقات فهو المعتبر بأخباره تلك». ثمّ ساق له هذا الحديث.
وقال الذّهبيّ في الميزان (٣/ ٣٨٩): «هذا حديث منكر»، وأمّا الحاكم فقال: «صحيح الإسناد».
وفي الباب عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «الإيمان قيّد الفتك، لا يفتك مؤمن».
رواه أبو داود (٢٧٦٩)، والحاكم (٤/ ٣٥٢) كلاهما من طريق أسباط بن نصر الهمداني، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: في إسناده والد السدي، وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة لم يرو له الشيخان أو أحدهما، ولم يرو عنه سوى ولده، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، ولم يوثقه غيره، ولذا قال الحافظ: «مجهول الحال».
قوله: «الفتك» قال ابن الأثير: الفتك أن يأتي الرّجل صاحبه، وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 234 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 209 اللهم ارحمهما فإني أرحمهما
- 210 دعها أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي
- 211 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا
- 212 مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد
- 213 آل أبي ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين
- 214 الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم...
- 215 رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس
- 216 إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه
- 217 من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
- 218 المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
- 219 المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
- 220 المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن
- 221 المؤمن مرآة المؤمن
- 222 إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
- 223 قد حالف النبي ﷺ بين قريش والأنصار في داري
- 224 آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن...
- 225 لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 226 لا تحدثوا حلفا في الإسلام
- 227 لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم...
- 228 المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
- 229 لا تشير إلى أخيك بالسلاح
- 230 من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه
- 231 من حمل علينا السلاح فليس منا
- 232 تحريم حمل السلاح على المسلمين
- 233 من حمل السلاح على المسلمين فليس منهم
- 234 من حمل علينا السلاح فليس منا.
- 235 ليمسك على نصالها بكفه
- 236 خذ بنصال النبل عند المرور في المجالس
- 237 أمسك بنصالها لا تخدش مسلما
- 238 لا يمر بنبل المسجد إلا آخذًا بنصولها
- 239 لا يحل لمسلم أن يروع مسلما
- 240 من رد عن عرض أخيه رد الله عنه نار جهنم
- 241 من ذب عن لحم أخيه بالغيبة اعتقه الله من النار
- 242 من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم...
- 243 حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق
- 244 استطالة المرء في عرض أخيه المسلم
- 245 ينضي المؤمن شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر
- 246 لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
- 247 المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجرُ خبٌّ لئيم
- 248 المؤمن مألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف
- 249 أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع
- 250 إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه يرحمك...
- 251 عطس رجلان عند النبي فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر
- 252 إن عطس ولم يحمد الله، فلا تشمتوه
- 253 عطس رجلان عند النبي فحمد أحدهما فشمته ولم يحمد الآخر...
- 254 دعاء النبي لمن عطس وبيان انه مزكوم
- 255 إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من...
- 256 الله يحب العطاس ويكره التثاؤب
- 257 العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان
- 258 التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
معلومات عن حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
📜 حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من حمل علينا السلاح فليس منا.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








