حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس

عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله ﷺ إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض - أو غض - من صوته.

حسن: رواه أبو داود (٥٠٢٩)، والتِّرمذيّ (٢٧٤٥)، وأحمد (٩٦٦٢) كلّهم من حديث يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حَدَّثَنِي سُمي (هو أبو عبد الله المدني)، عن أبي صالح (هو ذكوان السمان)، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله ﷺ إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض - أو غض - من صوته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يحمل في طياته آداباً رفيعة من آداب الإسلام، وهو من رواية الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام الترمذي في سننه، وهو حسن.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


* عطس: خروج الهواء من الفم والأنف فجأةً بقوة لا إرادية لتنقية المجاري التنفسية.
* وضع يده أو ثوبه على فيه: الفم. أي قام بتغطية فمه بيده أو بطرف ثوبه (ردائه).
* خفض - أو غض - من صوته: أي جعل صوته منخفضاً وخافتاً أثناء العطاس، ولم يرفعه.

2. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يعطس. فلم يكن هديه كهدي بعض الناس الذين قد يهملون هذا الأدب، بل كان يتعامل مع هذه الحالة الفسيولوجية الطبيعية بأعلى درجات الأدب والاحترام.
* الجزء الأول: (وضع يده أو ثوبه على فيه)
هذا فعل وقائي وأدبي عظيم. فالعطاس يؤدي إلى خروج رذاذ قد يكون محملاً بالجراثيم من فم الشخص وأنفه. بوضع اليد أو الثوب على الفم، يحقق النبي صلى الله عليه وسلم عدة أهداف:
* النظافة والطهارة: منع انتشار الرذاذ في الهواء الذي قد يؤذي الآخرين أو يتسبب في نقل الأمراض.
* الأدب والاحترام: من عدم إزعاج من حوله برؤية ما قد يكون مقززاً أو سماع صوت مزعج.
* الستر والتواضع: فهو تصرف متواضع يليق بمقام المؤمن، بعيداً عن التكلف أو إظهار ما لا داعي لإظهاره.
* الجزء الثاني: (وخفض - أو غض - من صوته)
لم يكتفِ صلى الله عليه وسلم بتغطية فمه، بل إنه خفض من صوته أثناء العطاس. وهذا من كمال أدبه وحسن خلقه، حيث يجمع بين الحماية المادية (باليد) والحماية السمعية (بخفض الصوت)، حرصاً على عدم إزعاج من حوله سواء بالرذاذ أو بالصوت المرتفع المفاجئ.

3. الدروس المستفادة منه:


1- الإسلام دين النظافة والطهارة: يحرص الإسلام على النظافة الشخصية والعامة، وهذا الحديث خير دليل على ذلك، حيث شرع أسلوباً وقائياً يحمي المجتمع.
2- مراعاة مشاعر الآخرين: تعليمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون على أعلى درجة من الوعي الاجتماعي، وأن نراعي مشاعر من حولنا وراحتهم، ونجنبهم كل ما قد يؤذيهم أو يزعجهم، حتى في أبسط أمورنا اليومية.
3- كمال الأدب ورفعة الخلق: كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في كل شيء، حتى في كيفية العطاس. وهذا يدل على أن الإسلام ينظم حياة الإنسان كاملة، ويوجهه إلى الأحسن والأكمل في كل تصرفاته.
4- الاستعداد الدائم لذكر الله: هناك أدب آخر للعطاس لم يذكره هذا الحديث مباشرة ولكن ورد في أحاديث أخرى، وهو حمد الله بعد العطاس (أن يقول العاطس: الحمد لله)، ورد المسلم عليه بقوله: يرحمك الله. وخفض الصوت يساعد في عدم طمس هذه السنة، فيسمع من حوله كلمة "الحمد لله" فيردون عليه.
5- التواضع: هذا الفعل تواضع جم من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يستنكف من وضع يده أو ثوبه على فمه، وهو درس لنا ألا نترفع عن فعل ما فيه مصلحة لنا ولغيرنا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم هذه السنة: هي سنة مستحبة يؤجر المسلم على فعلها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
* ما يقال بعد العطاس: يستحب للعاطس أن يحمد الله تعالى ويقول: "الحَمْدُ لِلَّهِ"، ويستحب لمن سمعه أن يرد عليه بقول: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ"، فيرد العاطس بقوله: "يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ" أو ما شابه ذلك من صيغ الدعاء الواردة.
* الفرق بين العطاس والتثاؤب: العطاس نعمة من الله ينفي الله به الأذى من الجسم، لذا يُحمد الله عليه. أما التثاؤب فإنه من الشيطان، والسنة فيه كتمه ما أمكن، ووضع اليد على الفم، وعدم رفع الصوت بـ "آه" أو غيرها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن التأسي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٠٢٩)، والتِّرمذيّ (٢٧٤٥)، وأحمد (٩٦٦٢) كلّهم من حديث يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حَدَّثَنِي سُمي (هو أبو عبد الله المدني)، عن أبي صالح (هو ذكوان السمان)، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان واسمه محمد وهو حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 255 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

  • 📜 حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض من صوته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب