حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترحيب بالضيف، والزائر، والوافد

عن ابن عباس قال لما قدم وفد عبد القيس على النبي ﷺ قال: «مرحبا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى ...» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٧٦)، ومسلم في الإيمان (١٧: ٢٤) كلاهما من
طريق أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال لما قدم وفد عبد القيس على النبي ﷺ قال: «مرحبا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى ...» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث وفد عبد القيس من الأحاديث العظيمة التي تحمل معانيَ جليلةً، وفيما يلي شرحه وافٍ بحسب الطلب:

الحديث بتمامه:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الَّذِينَ جَاءُوا غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ. فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ: بِالإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ». وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● خَزَايَا: جمع خَزِيَّة، أي الذين أتوا ذليلين مُهانين.
● نَدَامَى: جمع نادم، أي الذين أتوا نادمين على ما فاتهم من الخير.
● أشهر الحرم: هي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
● الحَنْتَم: جرار خضر كانت تُصنع من الطين وتُحرق بالنار لتُصلب، وكانت تُتخذ آنية للخمر.
● الدُّبَّاء: القرع اليابس، وكان يُنقر ويُتخذ وعاءً للخمر.
● النَّقِير: جذع النخلة يُنقر ويُتخذ وعاءً.
● المُزَفَّت: الأوعية المُطليّة بالزفت (القار) لِمنع تسرب السوائل.


2. شرح الحديث:


جاء وفد عبد القيس -وهم قبيلة من العرب من منطقة البحرين- إلى النبي ﷺ، فاستقبلهم ترحيبًا حارًا ومدحهم بأنهم جاءوا غير ذليلين ولا نادمين، بل جاءوا طلبًا للهدى والحق.
ثم شرحوا له ظرفهم الصعب حيث أن طريقهم إلى المدينة محفوف بالمخاطر بسبب وجود قبائل مُضَر المشركة بينهم وبين النبي ﷺ، فلا يستطيعون الوصول إلا في الأشهر الحرم التي تُحرّم فيها القتال ويتوقف فيها العداء.
فسألوه أن يأمرهم بأمر جامع يبلغونه قومهم ويدخلون به الجنة، فأمرهم بأربع وصايا ونهاهم عن أربع.

# الأمْرُ بالأربع:


1- الإيمان بالله وحده: وهو التوحيد الخالص، وتضمن الشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان.
2- إعطاء الخُمُس من الغنيمة: وهو ما يؤخذ من غنائم الحرب ويُصرف في مصالح المسلمين.

# النَّهيُ عن الأربع:


نهى النبي ﷺ عن الانتباذ (نقع التمر أو الزبيب ليتخمر) في أربعة أنواع من الأوعية لأنها كانت تُسرع في تخمر العصير وتحويله إلى خمر، وهي:
- الحنتم
- الدباء
- النقير
- المزفت
وذلك سدًا لذريعة الوقوع في شرب الخمر وتحريمًا لكل ما يؤدي إليه.


3. الدروس المستفادة:


1- حسن الاستقبال والترحيب بالضيوف، خاصة من جاء طلبًا للعلم والهداية.
2- حرص الصحابة على الخير وطلبهم لأقرب الطرق إلى الجنة.
3- منهج النبي ﷺ في التربية بالإيجاز والتركيز على الأهم فالمهم.
4- التيسير على الناس حسب ظروفهم، حيث خاطبهم النبي ﷺ بما يناسب حالهم.
5- تحريم الخمر وسد الذرائع المؤدية إليها، وهو من محاسن الشريعة.
6- أهمية التوحيد والعبادات كأساس لدخول الجنة.
7- وجوب الزكاة والصوم والصلاة كأرIslam أساسية.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في قضية سد الذرائع، وهو من الأحاديث التي جمعت بين التوحيد والعبادات والمعاملات.
- وفد عبد القيس كان من أوائل الوفود التي قدمت على النبي ﷺ، وكان عددهم أربعة عشر رجلاً.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يخاطب كل قوم بما يناسب ثقافتهم وحالهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٧٦)، ومسلم في الإيمان (١٧: ٢٤) كلاهما من
طريق أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 398 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

  • 📜 حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غير خزايا ولا ندامى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب