حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تجيء الفتن يرقق بعضها بعضا

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه ﷺ «إنه لم يكن نبي قبلي
إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يُزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعْه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه ﷺ «إنه لم يكن نبي قبلي
إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يُزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعْه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُعنى بذكر الفتن وأحوال آخر الزمان، وبيان واجب الأنبياء تجاه أممهم، وكذلك واجب الأمة تجاه أئمتها.

أولاً. شرح المفردات:


● حقاً عليه: أي واجباً عليه ولازماً له.
● يدل أمته: يرشدهم ويبين لهم.
● جُعل عافيتها: السلامة من الفتن والبلايا.
● يُرقق بعضها بعضاً: أي تتعاقب الفتن وتتتابع، تكون إحداها خفيفة فتُتبع بأخرى أشد منها.
● هذه مهلكتي: أي هذه الفتنة ستهلكني وتوردني الهلاك.
● يُزحزح عن النار: يُبعد ويعصم من دخول النار.
● صفقة يده: مصافحته باليد على البيعة، كناية عن العهد والميثاق.
● ثمرة قلبه: خلاصة قلبه وصدق نيته وإخلاصه في البيعة.

ثانياً. شرح الحديث:


يقع شرح هذا الحديث في عدة نقاط رئيسية:
1- واجب الأنبياء تجاه أممهم: يبدأ الحديث ببيان مهمة جميع الأنبياء والرسل، وهي أن يدلوا أممهم على خير ما يعلمونه لهم من شرائع الإيمان والطاعات، وينذروهم شر ما يعلمونه لهم من المعاصي والمنكرات وعواقبها. وهذا تأكيد على أن رسالة جميع الأنبياء واحدة في الأصل، وهي دعوة الناس إلى الخير والتحذير من الشر.
2- تميز هذه الأمة وابتلاء آخرها: يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة (أمة الإسلام) قد جعل الله عافيتها وسلامتها في أولها، أي في عصر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، حيث كان الخير كثيراً والفتن قليلة. أما آخرها، أي في أزمنة متأخرة، فسيصيبها بلاء وفتن عظيمة، وأمور تنكرها عقول الناس وشرعهم لفظاعتها، من انتشار للظلم، وذهاب للأمانة، واختلال في الموازين.
3- وصف تتابع الفتن: يصف النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن الفتن ستتتابع كالموج، فتنة تليها فتنة أشد منها، حتى ييأس المؤمن ويظن أن هذه الفتنة بالذات ستكون سبب هلاكه، ثم تنكشف لتحل محلها فتنة أخرى. وهذا يدل على شدة ما ستمر به الأمة من اختبارات.
4- النجاة في زمن الفتن: يبين النبي صلى الله عليه وسلم طريق النجاة من هذه الفتن، وهو تمني الموت على الإيمان، وأن يحرص المسلم على أن يلقى الله وهو مؤمن بالله واليوم الآخر. كما أرشد إلى خلق عظيم، وهو أن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه، فهذا من أسباب الاعتصام من الفتن.
5- وجوب طاعة الإمام والتحذير من الخروج عليه: هذا من أهم ما في الحديث، حيث أوجب النبي صلى الله عليه وسلم طاعة الإمام (الحاكم المسلم) الذي بايعه الناس بيعة شرعية، بصدق القلب وإخلاص النية. وأمر بطاعته في المعروف ما لم يأمر بمعصية. ثم حذر من الفتنة الكبرى، وهي منازعة هذا الإمام، وأمر بقتال من يناوئه ويخرج عليه (الخارجي أو الطالب للسلطة بالقوة)، لأن في ذلك تمزيقاً للجماعة، وإراقة للدماء، وفساداً عظيماً في الأرض.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة النبوة وشمول رسالتها: فجميع الأنبياء جاءوا لهداية الناس إلى الخير والتحذير من الشر.
2- سنة الابتلاء: فالأمة الإسلامية لن تظل في حالة من القوة والاستقرار الدائم، بل ستتعرض لفتن وامتحانات، وهذا من سنن الله في خلقه.
3- الاعتصام بالإيمان عند الفتن: طريق النجاة الوحيد هو التمسك بالإيمان، والحرص على الموت عليه، والتخلق بالأخلاق الحسنة مثل التعامل بالعدل والإحسان.
4- الحفاظ على وحدة الصف ووجوب طاعة ولي الأمر: من أعظم ما يعصم من الفتن، الالتزام بجماعة المسلمين وطاعة إمامهم الشرعي، وعدم الخروج عليه أو منازعته، لما يترتب على ذلك من مفاسد كبيرة. وقتال من خرج على الجماعة هو لدرء المفسدة الكبرى بمفسدة أصغر.
5- بشريات الأمل: رغم شدة الوصف، فإن الحديث يحمل بشارة بأن هذه الفتن ستنكشف، وأن هناك مخرجاً للمؤمنين بالتمسك بدينهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأشراط الساعة وعلاماتها.
- الحديث يجمع بين الترهيب من الفتن والتحذير منها، والترغيب في ways النجاة منها بالتمسك بالإيمان وطاعة الإمام.
- يستدل به العلماء على تحريم الخروج على الحكام المسلمين، وقتال الفئة الباغية التي تخرج على الجماعة.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على الإيمان حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

  • 📜 حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب