حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله».

حسن: رواه أحمد (١٦٨٥٣) واللفظ له، وابن ماجه (٤٠٣٥، ٤١٩٩)، وصحّحه ابن حبان (٣٩٢، ٦٩٠) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر، فذكره.

عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين.

الحديث بلفظ آخر:


روى الإمام أحمد في مسنده عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله».


1. شرح المفردات:


● بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ: البلاء هو الاختبار والامتحان، والفتنة هي الاضطراب والقلق والاختبار الشديد. والمعنى أن الزمن المتبقي من الدنيا مليء بالمحن والاختبارات التي تميز المؤمن الصادق من غيره.
● الوِعَاءُ: هو الإناء الذي يوضع فيه الشيء، كالجراب أو القربة أو القدر.
● طَابَ أَعْلاهُ: أي صار طيباً حسناً، والطيب هنا يشمل صلاح النية والعمل.
● خَبُثَ أَعْلاهُ: أي صار رديئاً فاسداً، والخبث هنا يشمل فساد النية والعمل.


2. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث إلى جزأين:
الجزء الأول: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة"
هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن طبيعة الزمن في آخر الزمان، وأنه سيكون زمناً تكثر فيه الفتن والمحن، وتقل فيه الخيرات الظاهرة، ويكون الصبر على الدين من أعظم القربات. وهذا تحذير للمسلمين ليتنبهوا ويستعدوا لهذه الفتن بالتمسك بدينهم والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله.
الجزء الثاني: "وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله"
هذا تشبيه بليغ من النبي صلى الله عليه وسلم يوضح أن عمل الإنسان كله يكون تابعاً لأصله ومصدره. فإذا كان أصل العمل صالحاً (النية الصالحة والعقيدة السليمة) فإن جميع الأعمال تتبع هذا الصلاح وتكون صالحة. وإذا كان الأصل فاسداً (النية الفاسدة أو العقيدة المنحرفة) فإن جميع الأعمال تتبع هذا الفساد وتكون فاسدة.
والعلة في التشبيه بالوعاء أن طعم ما في الوعاء يعتمد على ما في أعلاه، فإذا كان الطيب في الأعلى انتشر في الأسفل، وإذا كان الخبيث في الأعلى أفسد ما تحته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التنبيه على قرب قيام الساعة: فقوله صلى الله عليه وسلم "ما بقي من الدنيا" يدل على أن عمر الدنيا قصير وأن الساعة آتية لا محالة.
2- الحث على الصبر والثبات في زمن الفتن: لأن الزمن المتبقي مليء بالابتلاءات، فيحتاج المسلم إلى الصبر والتقوى.
3- أهمية إصلاح النية والعقيدة: لأن صلاح الأعمال كلها مرتبط بصلاح الأصل الذي تنبثق منه، وهو القلب والنية.
4- وحدة العمل الباطن والظاهر: فلا ينفصل عمل القلب عن عمل الجوارح، بل هما متلازمان. فإذا صلح القلب صلحت الجوارح، وإذا فسد القلب فسدت الجوارح.
5- التحذير من الرياء والعمل لغير الله: لأن ذلك من خبث الأصل الذي يفسد جميع الأعمال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحذر من فتن آخر الزمان، والتي وردت في أحاديث كثيرة مثل حديث: «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم...».
- يستدل به العلماء على أن الأعمال الظاهرة دالة على ما في الباطن، فالمؤمن الحقيقي تظهر علامات الإيمان على جوارحه، والمنافق تظهر علامات النفاق على جوارحه.
- ينبغي للمسلم أن يجدد نيته دائماً ويحاسب نفسه ليتأكد من صلاح قلبه وعمله.
- هذا الحديث يذكرنا بحديث: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (متفق عليه).
أسأل الله تعالى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٨٥٣) واللفظ له، وابن ماجه (٤٠٣٥، ٤١٩٩)، وصحّحه ابن حبان (٣٩٢، ٦٩٠) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عبد ربه ويقال: أبو عبد رب، فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب القدر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

  • 📜 حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب