حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فتنة مقتل عثمان ﵁

عن أبي حبيبة أنه دخل الدار، وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا -أو قال- اختلافا وفتنة» فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول اللَّه؟ قال: «عليكم بالأمين وأصحابه»، وهو يشير إلى عثمان بذلك.

حسن: رواه أحمد (٨٥٤١) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٣٢٧١٢)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٩٩) كلهم من طريق موسى بن عقبة قال: حدثني جدي -أبو أمي- أبو حبيبة، فذكره.

عن أبي حبيبة أنه دخل الدار، وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا -أو قال- اختلافا وفتنة» فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول اللَّه؟ قال: «عليكم بالأمين وأصحابه»، وهو يشير إلى عثمان بذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر له قصة عظيمة ودلالات عميقة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطلب.

أولاً. شرح المفردات:


● محصور فيها: أي مُحاصَر ومُطوَّق في داره، منعوه من الخروج.
● يستأذن عثمان في الكلام: يطلب الإذن من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه للتحدث.
● فتنة واختلافاً: الفتنة هنا: الامتحان والبلاء والقلاقل. والاختلاف: التفرق وعدم الاتفاق على الحق.
● فمن لنا؟: أي من نلجأ إليه ونتبع؟ من المخرج لنا من هذه الفتنة؟
● عليكم بالأمين وأصحابه: التزموا طريق الأمين (وهو عثمان) ومن معه من الصحابة على منهجه.


ثانياً. شرح الحديث:


السياق التاريخي:
هذا الحديث رواه أبو حبيبة (وهو من التابعين) ويدور حول حادثة محاصرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره، والتي انتهت باستشهاده، وهي من أعظم الفتن التي وقعت في الأمة.
دخل أبو حبيبة الدار التي حُوصر فيها الخليفة عثمان، فسمع أبا هريرة رضي الله عنه (الذي كان من المقربين لعثمان والمدافعين عنه) يطلب الإذن للتحدث. فأذن له عثمان، فقام أبو هريرة وخطب في الحاضرين، مُذكِّراًهم بهذا الحديث النبوي الشريف.
مضمون الحديث النبوي:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنهم سيواجهون بعد وفاته فتنة شديدة واختلافاً عظيماً في الآراء والمواقف. فسأله أحد الصحابة مستشعراً الخطر: "فمن لنا يا رسول الله؟" أي من نعتصم به؟ من نتبع؟ من هو المخرج من هذه الفتنة؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحل والمنجى: "عليكم بالأمين وأصحابه"، وكان يشير بيده إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، معلناً أن طريق النجاة هو التمسك بمنهج "الأمين" عثمان واتباعه والوقوف معه ومن معه من الصحابة الذين تمسكوا بالحق.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر بأمر سيقع فوقع، وهذا من أعظم معجزاته.
2- بيان مكانة عثمان رضي الله عنه: فقد لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بـ "الأمين"، ووصى الأمة بالتمسك بمنهجه في زمن الفتنة. وهذا يرد على كل من انتقص من قدره.
3- النهج الواجب اتباعه في زمن الفتن: وهو التمسك بجماعة المسلمين وإمامهم الحق، وعدم الخروج عليه، والالتفاف حول العلماء العاملين والأمناء على الدين. الفتنة لا تُطفأ بالانشقاق، بل بالتمسك بالجماعة والطاعة في المعروف.
4- الواجب تجاه أئمة المسلمين: يجب نصرتهم والدفاع عنهم، كما فعل أبو هريرة رضي الله عنه حيث وقف في ذلك الموقف الصعب يذكّر الناس بوصية النبي صلى الله عليه وسلم.
5- التثبت وعدم التسرع: الحديث يحذر من التسرع في اتخاذ المواقف في أوقات الاضطراب، ويأمر بالرجوع إلى منهج السابقين الأولين من الصحابة ومن سار على طريقهم.


رابعاً. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في "مسنده" والحاكم في "المستدرك" وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
● عثمان بن عفان رضي الله عنه: هو ثالث الخلفاء الراشدين، وواحد من العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وتزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم (رقية ثم أم كلثوم) فلقب بذي النورين.
● عبرة للمسلمين: قصة استشهاد عثمان درس عظيم للمسلمين في خطر الفرقة والاختلاف، وفي ضرورة التمسك بالسنة والجماعة، وأن طريق النجاة هو اتباع منهج الصحابة رضوان الله عليهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٥٤١) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٣٢٧١٢)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٩٩) كلهم من طريق موسى بن عقبة قال: حدثني جدي -أبو أمي- أبو حبيبة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي حبيبة وهو مولى الزبير بن العوام، ولا يعرف اسمه، ووثّقه العجلي وابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في أهل المدينة، أي أنه كان معروفا عند أهل المدينة.
تنبيه: تحرف «أبو حبيبة» عند الحاكم إلى «أبي حسنة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

  • 📜 حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليكم بالأمين وأصحابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب