ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

عن أبي بكرة أن رسول اللَّه ﷺ خطب الناس، فقال: «ألا تدرون أيُّ يوم هذا؟» قالوا: اللَّه ورسولُه أعلم، قال: حتى ظننا أنه سَيُسمّيه بغير اسمه، فقال: «أليس بيوم النحر»، قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «أي بلد هذا؟ أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «فإن دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم وأبشارَكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلّغتُ؟» قلنا: نعم، قال: «اللهم اشْهدْ، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ، فإنه رُبَّ مبلّغٍ يبلغه لمن هو أوعى له». فكان كذلك، قال: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٧٨)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣١) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وعن رجل آخر -هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة-، عن أبي بكرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي يعد من الأحاديث العظيمة التي تضمنت تشريعات مهمة وأحكامًا عظيمة في الإسلام.

نص الحديث:

عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ خطب الناس، فقال: «ألا تدرون أيُّ يوم هذا؟» قالوا: اللَّه ورسولُه أعلم، قال: حتى ظننا أنه سَيُسمّيه بغير اسمه، فقال: «أليس بيوم النحر»، قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «أي بلد هذا؟ أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «فإن دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم وأبشارَكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلّغتُ؟» قلنا: نعم، قال: «اللهم اشْهدْ، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ، فإنه رُبَّ مبلّغٍ يبلغه لمن هو أوعى له». فكان كذلك، قال: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح المفردات:

● يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى.
● البلدة الحرام: مكة المكرمة.
● دماءكم: أي لا يحل لكم إراقة دماء بعضكم بعضًا.
● أموالكم: أموال المسلمين محرمة على الآخرين، فلا يجوز أخذها بغير حق.
● أعراضكم: تشمل الشرف والكرامة، فلا يجوز الاعتداء عليها بالغيبة أو القذف أو غير ذلك.
● أبشاركم: جمع بَشَرَة، وهي الجلود، والمقصود بها الأبدان، فلا يجوز إيذاء الأبدان بالضرب أو القتل.
● حرام: محرمة ومحفوظة.
● ألا هل بلغت: استفهام للتأكيد على تبليغ الرسالة.
● رب مبلغ يبلغه لمن هو أوعى له: أي قد يبلغ الشخص الرسالة إلى من هو أفهم وأكثر حفظًا لها منه.

شرح الحديث:

هذا الحديث من خطب النبي ﷺ في حجة الوداع، والتي بين فيها أحكامًا عظيمة. بدأ النبي ﷺ بسؤال الصحابة عن اليوم الذي هم فيه، ليجذب انتباههم ويؤكد على أهمية ما سيقوله. ثم بين أن هذا اليوم هو يوم النحر، وهو يوم عظيم له حرمته. ثم سأل عن البلد الذي هم فيه، فأجابوا بأنه البلد الحرام (مكة)، والتي لها حرمة عظيمة في الإسلام.
ثم أعلن النبي ﷺ حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وشبه حرمتها بحرمة اليوم والشهر والبلد، مما يدل على عظم هذه الحرمة. وهذا تأكيد على أن الاعتداء على هذه الأمور من الكبائر.
ثم طلب النبي ﷺ من الحاضرين أن يبلغوا الغائبين، لأن الرسالة يجب أن تصل إلى الجميع. وختم بالتحذير من الردة بعد موته، والتحذير من القتال بين المسلمين.

الدروس المستفادة:

1- حرمة الدماء والأموال والأعراض: يحرم الاعتداء على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وهذا من أعظم حقوق المسلم على أخيه.
2- التأكيد على أهمية التبليغ: يجب على من سمع العلم أن يبلغه إلى غيره، لأن الرسالة الإسلامية عامة للجميع.
3- التحذير من الفتنة: حذر النبي ﷺ من الفتنة والقتال بين المسلمين، لأن ذلك يؤدي إلى الضعف والفرقة.
4- التعظيم لحرمات الله: كما أن للزمان والمكان حرمة، فكذلك للمسلمين حرمة يجب احترامها.
5- المسؤولية الجماعية: كل فرد في الأمة مسئول عن نشر الخير والتحذير من الشر.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تسمى "خطبة حجة الوداع"، والتي كانت في السنة العاشرة من الهجرة.
- فيه تأكيد على مبدأ الأخوة الإسلامية، وأن المسلمين أمة واحدة يجب أن تحافظ على وحدة صفها.
- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ بلاد المسلمين وأعراضهم ودماءهم وأموالهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٧٨)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣١) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وعن رجل آخر -هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة-، عن أبي بكرة، فذكره.
والرجل الآخر هو: حميد بن عبد الرحمن كما سماه يحيى بن سعيد في إسناد آخر عند الإمام مسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 76 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

📜 حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ألا تدرون أي يوم هذا أليس بيوم النحر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية