حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهما في النار

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا المسلمان حمل أحدُهما على أخيه السلاح، فهما في جُرف جهنم، فإن قتل أحدُهما صاحبَه، دخلاها جميعا».

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٨٨٨: ١٦) من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة، فذكره.

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا المسلمان حمل أحدُهما على أخيه السلاح، فهما في جُرف جهنم، فإن قتل أحدُهما صاحبَه، دخلاها جميعا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا المسلمان حمل أحدُهما على أخيه السلاح، فهما في جُرف جهنم، فإن قتل أحدُهما صاحبَه، دخلاها جميعا».


1. شرح المفردات:


● حمل عليه السلاح: وجه إليه السلاح وهدده به.
● جُرف جهنم: الجرف هو الحافة المهيلة للسقوط، وجرف جهنم يعني حافة النار ومكانًا قريبًا منها يسهل السقوط فيها.
● دخلاها جميعًا: أي دخل القاتل والمقتول النار.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث تحذير شديد من الله ورسوله من خطورة الاعتداء بالسلاح على المسلم، وبيان عظم هذه الجريمة.
● "إذا المسلمان حمل أحدُهما على أخيه السلاح، فهما في جُرف جهنم":
يعني أن مجرد توجيه السلاح ورفعه على المسلم بقصد التهديد والإرهاب، يضع كلا الرجلين – المعتدي والمعتدى عليه – على حافة من حافات جهنم، أي في موقف خطير جدًا يقترب بهما من الهلاك والدمار في النار. وهذا وعيد شديد على هذه الفعلة الشنيعة، حتى لو لم يحدث قتل.
● "فإن قتل أحدُهما صاحبَه، دخلاها جميعا":
فإذا تمت الجريمة ووقع القتل، فإن مصير القاتل هو النار بسبب جريمته العظيمة بقتل نفس معصومة بغير حق. وأما المقتول، فقد يدخل النار أيضًا؛ لأنه شارك في هذه المعصية الكبيرة بحمله السلاح وتهديده لأخيه، مما كان سببًا في وقوع القتل، فكان شريكًا في الإثم. أو لأنه قُتل وهو على معصية (وهي توجيه السلاح)، فمات على معصية.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة دم المسلم وعظم جرم الاعتداء عليه: يبين الحديث أن دم المسلم معصوم، وأن الاعتداء عليه من الكبائر العظيمة.
2- التحذير من التهاون بالسلاح: يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة اللعب بالسلاح أو توجيهه للمسلم حتى لو (حتى لو) على سبيل المزاح أو التهديد فقط، لأن ذلك يجر إلى الشر والقتل.
3- المشاركة في الإثم: ليس فقط الفاعل للجريمة هو من يأثم، بل كل من شارك وساهم في الوصول إليها يتحمل إثمًا ووزرًا.
4- الحث على سلامة الصدر وإخاء الإسلام: يدعو الحديث إلى تجنب كل ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المسلمين، والحفاظ على أخوة الإسلام.
5- أن المعصية قد تكون سببًا في الهلاك: فالمقتول الذي حمل السلاح أولاً، كان سببه في دخول النار معتدىًا عليه ومعتديًا في نفس الوقت.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على تحريم ترويع المسلم حتى بالسلاح غير الحقيقي إذا كان يخيفه.
- الحديث لا يعني أن المقتول سيدخل النار دخولًا أبديًا كالقاتل الكافر، بل قد يدخلها عقابًا ثم يخرج منها بفضل رحمة الله إذا كان موحدًا، والله أعلم.
- فيه تربية للمسلم على تحمل المسؤولية وأن لكل فعل عواقبه، فلا يتجرأ على المحرمات.
نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجنبنا طريق الغضب والعدوان، ويجمع قلوبنا على طاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٨٨٨: ١٦) من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة، فذكره.
وفي معناه ما روي عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»، قالوا: يا رسول اللَّه، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه أراد قتل صاحبه».
رواه النسائي (٤١١٩)، وابن ماجه (٣٩٦٤)، وأحمد (١٩٦٧٦) كلهم من طريق الحسن، عن أبي موسى الأشعري فذكره. واللفظ لابن ماجه.
والحسن هو البصري، ولم يسمع من أبي موسى الأشعري.
وفي معناه أيضًا ما روي عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: «ما من مسلمين التقيا بأسيافهما إلا كان القاتل والمقتول في النار».
رواه ابن ماجه (٣٩٦٣)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٢٣) كلاهما من طريق مبارك بن سُحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فذكره.
ومبارك بن سُحيم متروك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

  • 📜 حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب