حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول النبي ﷺ: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض

عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «تزعمون أني من آخركم وفاةً، ألا وإني من أولكم وفاة، ولتتبعني أفنادًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

حسن: رواه أبو يعلى (٧٣٦٦)، والطبراني في الكبير (١٩٩٠٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره.

عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «تزعمون أني من آخركم وفاةً، ألا وإني من أولكم وفاة، ولتتبعني أفنادًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً، أَلَا وَإِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وَلَتَتْبَعُنِّي أَفْنَادٌ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».


1. شرح المفردات:


● تَزْعُمُونَ: تعتقدون أو تظنون.
● وَفَاةً: الموت.
● أَفْنَادٌ: جماعات متفرقة وقبائل (مفردها: فند).
● يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ: أي يقتل بعضكم بعضًا في الفتن والحروب.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتضمن بيانًا نبويًا لحقيقتين عظيمتين:
أولاً: نفى النبي ﷺ ما كان يعتقده بعض الصحابة من أنه سيعيش طويلاً حتى يكون من آخرهم موتًا، وأخبرهم بأنه سيكون من أوائلهم وفاة. وهذا ما حدث بالفعل، فقد توفي النبي ﷺ وعدد كبير من الصحابة لا يزالون أحياء، بل إنه توفي قبل كثير ممن كانوا حاضرين في خطبته تلك.
ثانيًا: أخبر ﷺ عن حصول فتن واضطرابات بعد وفاته، حيث تختلف الأمور وتقع الفرقة بين المسلمين، فيقتل بعضهم بعضًا. وقوله «أَفْنَادٌ» يعني جماعات متفرقة متحزبة، كل فئة تدعي الحق لنفسها وتكفر الأخرى أو تبدعها، مما يؤدي إلى القتال والاقتتال الداخلي.


3. الدروس المستفادة:


1- علم النبي ﷺ بالغيب: فهو من أخباره عن المستقبل التي تحققت، مما يدل على نبوته وصدقه.
2- بيان حقيقة الدنيا: فحياة النبي ﷺ لم تكن طويلة كما تمنى بعض الصحابة، تأكيدًا على أن الدنيا دار فناء وزوال.
3- التحذير من الفتن والفرقة: الحديث تحذير واضح من الوقوع في الفتن والاقتتال الداخلي، وهو أمر وقع بالفعل في تاريخ الأمة (مثل وقعة الجمل وصفين والحرّة وغيرها).
4- وجوب التمسك بالجماعة وترك التفرق: لأن التفرق يؤدي إلى العداوة والقتال.
5- الصبر عند الفتن: فالنبي ﷺ أخبر بها سابقًا حتى لا يفاجأ المؤمنون بوقوعها، فيتمسكون بالصبر والهدوء.


4. معلومات إضافية:


- رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، وغيرهم، وحسنه عدد من العلماء.
- هذا الحديث من أعلام نبوته ﷺ، حيث تحققت نبوءته بموته قبل كثير من أصحابه، ووقوع الفتن والاقتتال بين المسلمين بعد وفاته.
- ينبغي للمسلم أن يعتبر بهذا الحديث، ويحذر من الفتن، ويلزم جماعة المسلمين، ويعمل على نشر الوحدة ونبذ الفرقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٧٣٦٦)، والطبراني في الكبير (١٩٩٠٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره.
واللفظ لأبي يعلى وسياق الطبراني أطول.
وإسناده حسن من أجل مروان بن جناح فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

  • 📜 حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزعمون أني من آخركم وفاة وإني من أولكم وفاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب