حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ظهور الفتن إذا كُسِرَ الباب المغلق

عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول اللَّه ﷺ في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله. قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا
أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذًا لا يُغلق أبدًا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقا، فسأله، فقال: الباب عمر.
وفي رواية زاد حذيفة وقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه».
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا، يوشك أن يكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط. قال: يعني أنه عن رسول اللَّه ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في مواقيت الصلاة (٥٢٥)، ومسلم في الفتن (١٤٤: ٢٦) كلاهما من حديث يحيى، عن الأعمش قال: حدثني شقيق قال: سمعت حذيفة، فذكره.

عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول اللَّه ﷺ في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله. قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا
أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذًا لا يُغلق أبدًا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقا، فسأله، فقال: الباب عمر.
وفي رواية زاد حذيفة وقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه».
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا، يوشك أن يكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط. قال: يعني أنه عن رسول اللَّه ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تتناول موضوع الفتن وأثرها على القلوب، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الفتنة: الابتلاء والاختبار، وهي هنا تشمل الفتن المادية والمعنوية التي تحصل بين الناس.
● تكفّرها: تغطيها وتُذهب إثمها.
● تموج كما يموج البحر: تتحرك وتضطرب اضطراب البحر الشديد.
● مربادًا: متغير اللون بين السواد وغيره.
● كالكوز مجخيًا: كالإناء المقلوب لا يثبت شيء فيه.
● نكت فيه نكتة: وُضع فيه نقطة أو أثر.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي حذيفة رضي الله عنه أنهم كانوا جالسين عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسألهم عن حديث النبي ﷺ في الفتنة، فتطوع حذيفة وحفظ الحديث بدقة. ثم بين أن الفتنة التي قصدها عمر ليست فتنة المال والأهل التي تكفرها الصلاة والصوم، بل الفتنة العظيمة التي تضطرب كاضطراب البحر.
وأخبر حذيفة عمر أن بينه وبين هذه الفتنة بابًا مغلقًا، وأن هذا الباب سيكسر لا يفتح، مما يعني أن الفتنة ستقع بعد انكساره. وعندما سأل عمر عن هذا الباب، بين حذيفة أنه عمر نفسه، أي أن وجود عمر يمثل حاجزًا بين الأمة وبين وقوع الفتنة الكبرى.
ثم زاد حذيفة في الرواية الأخرى ببيان كيف تؤثر الفتن على القلوب، فتصيبها نقط بيضاء أو سوداء حتى تستقر على حالين: قلب أبيض نقي لا تؤثر فيه الفتن، وقلب أسود منكر لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم مكانة عمر رضي الله عنه: حيث كان يمثل سدًا منيعًا ضد الفتنة، وبموته انكسر هذا الباب ووقعت الفتن.
2- أهمية الصالحات في تكفير الذنوب: فالصلاة والصوم والصدقة تكفر فتنة المال والأهل.
3- خطورة الفتن على القلوب: حيث يمكن أن تتحول القلوب من نقية إلى قاسية لا تتأثر بالخير أو الشر.
4- الحكمة في التحدث بالعلم: حيث كان حذيفة حريصًا على نقل الحديث بدقة دون زيادة أو نقصان.
5- التحذير من الفتن: والاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بعلامات الساعة والفتن.
- الفتنة التي يشير إليها الحديث هي الفتنة الكبرى التي وقعت بين الصحابة، والتي بدأت بقتل عثمان رضي الله عنه.
- الحديث يبين أهمية التمسك بالإيمان والعمل الصالح وقت الفتن، وحماية القلب من الشبهات والشهوات.
أسأل الله أن يحفظ قلوبنا من الفتن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في مواقيت الصلاة (٥٢٥)، ومسلم في الفتن (١٤٤: ٢٦) كلاهما من حديث يحيى، عن الأعمش قال: حدثني شقيق قال: سمعت حذيفة، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم في الإيمان (١٤٤: ٢٣١) من طرق أخرى عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره. وهذا التفصيل ذكره مسلم لم يذكره البخاري.
ويُفهم من هذا الحديث أن الحائل بين الفتن والإسلام عمر وهو الباب، فلما استُشْهد أي كُسر الباب بدأت الفتن، فوقعت فتنة مقتل عثمان، وقد أشار إليه النبي ﷺ في الحديث الآتي: عن أبي موسى الأشعري قال: خرج النبي ﷺ يومًا إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت: لأكونن اليوم بواب النبي ﷺ ولم يأمرني، فذهب النبي ﷺ، وقضى حاجته، وجلس على قُفّ البئر، فكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر، يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت، حتى أستأذن لك، فوقف، فجئت إلى النبي ﷺ فقلت: يا نبي اللَّه، أبو بكر يستأذن عليك، قال: «ائذن له وبشره بالجنة». فدخل فجاء عن يمين النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء عمر فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: «ائذن له وبشره بالجنة». فجاء عن يسار النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه فدلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت
حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: «ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء يصيبه». . . الحديث.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٩٧)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٣: ٢٩) كلاهما من طريق شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري قال: فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

  • 📜 حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الفتنة التي تموج كما يموج البحر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب